التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

فرنسا” رحلة الصيف التي بدأت تألفها “قريش” 

يشتهر أهل قريش بإيلافهم رحلة الشتاء والصيف، رحلة الشتاء كانت إلى اليمن، في حين كانت الشام مقصدهم في الصيف، وكانت هذه الرحلات بغرض التجارة، أما الآن فلقد تغير الهدف والمقصد، إذ صارت “فرنسا” هي رحلة الصيف والمقصد الذي يتوجه إليه الملك السعودي الذي حزم حقائبه متوجهاً إلى الشواطئ الفرنسية ومعه ما يزيد عن ١٠٠٠ شخص في رحلة سمّتها المصادر السعودية الرسمية بـ”إجازة خاصة”. 

 

وصل الملك السعودي إلى فرنسا بعد ظهر السبت الفائت، وبعد ذلك بما يقارب يومين، في منتصف ليل يوم الإثنين بدأت هدنة مؤقتة جديدة في اليمن، ما يجعل رحلة الملك السعودي أشبه ما تكون باستراحة من العدوان على اليمن، اليمن الذي كان مقصد رحلة أهل قريش قديماً بات في أعين السعودية عدواً تسعى إلى تحطيمه بكل عزيمتها، فالقصف المستمر منذ حوالي ٤ أشهر خلف أعداداً ضخمة من الشهداء اليمنيين، حيث قال المركز اليمني لحقوق الإنسان إن سبعة آلاف و٥٠٠ شخص من المدنيين سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال الثلاث أشهر الأولى من العدوان السعودي على اليمن، وأشار المركز أن معظم الشهداء من النساء والأطفال الذين يقضون صيفهم تحت الأنقاض التي يخلفها القصف السعودي على اليمن، في حين أن الملك السعودي يذهب إلى شواطئ خليج “جوان” في “فالوريس” الفرنسية ليجفف العرق الذي يتصبب منه نتيجة العدوان على اليمن. 

 

الرحلة التي انطلق بها الملك سلمان بن عبد العزيز إلى فرنسا تكلف أموالاً ضخمة جداً، فألف شخص كانوا برفقة الملك السعودي، كما تم حجز ما لا يقل عن ٤٠٠ غرفة في أفخم الفنادق، ناهيك عن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الفرنسية لتأمين المنطقة، والتي من البديهي أنها ليست بالمجان، وخاصةً أن فرنسا أوقفت السياحة والزائرين في المنطقة لحفظ أمن الملك، الأمر الذي يتطلب حصولها على تعويضات من السعودية، فالحكومة الفرنسية كأي حكومة في العالم لن تكون جاهزة لتسديد فاتورة “اصطياف الملك” من أموال شعبها.  

 

وفي هذا السياق يمكن اعتبار الإستقبال الفرنسي من الملك السعودي تقويةً للنفوذ الفرنسي في السعودية، إذ أن فرنسا تطمح إلى إيجاد موطئ قدم لها في منطقة شبه الجزيرة وخاصة السعودية، وذلك لتأمين حاجاتها من النفط والثروات الباطنية، ويبدو هذا واضحاً من خلال حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للقمة التشاورية التي عقدتها دول مجلس التعاون في أيار/مايو من العام الجاري، ليكون بذلك أول زعيم غربي يحضر قمة خليجية منذ قيام مجلس التعاون عام ١٩٨١، بالإضافة إلى توقيعه عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية مع بعض دول المجلس. 

 

سفر الملك سلمان بن عبد العزيز إلى فرنسا يجسد فكرة إجتماع أعداء التراث العربي والإسلامي، ففرنسا دمرت وتدمر بلاد الشام “مقصد رحلة الصيف سابقاً”، والسعودية تدمر اليمن “مقصد رحلة الشتاء”، وبين هذين الدمارين يحول الملك السعودي بوصلة رحل “قريش” إلى فرنسا التي قصدها في زيارة “ترفيهية” مخالفة لكل الأعراف الإسلامية والأصول العربية، كما وتجدر الإشارة إلى أن رحلة الملك السعودي هذه تعتبر أكبر سفر سياحي لملك سعودي، فرغم أن الملك فهد هو من اشترى الفيلا التي قصدها الملك سلمان، إلا أن فهد لم يكن يذهب إليها بهذه الطريقة ومع هذا العدد من المرافقين. 

 

ما ينتهجه الملك السعودي من إدارة ظهره لكل الفتن والكوارث التي تشهدها المنطقة العربية، بالإضافة لذهابه إلى الإصطياف في ظل حربٍ شرسة تشنها بلاده على دولة عربية وإسلامية مجاورة بدل أن يُشغل نفسه بحلحلة النزاعات العربية، ناهيك عن النفقة الضخمة التي سيدفعها في “إجازته الخاصة” هذه، يشكل إشارة واضحة إلى توجه سعودي إلى الدول الغربية، وانفصالها عن الواقع العربي والإسلامي، وهذا ما يجعل الشعوب العربية والإسلامية تردد في آذان صناع القرار السعودي [فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ].

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق