التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

جمهورية أذربيجان والكيان الإسرائيلي.. علاقات مريبة ودوافع خفية 

المتابع لسير العلاقات بين جمهورية أذربيجان والكيان الإسرائيلي يجدها في حالة تطور مستمر بشكل يدعو الى التأمل ويثير جملة من التساؤلات حول الدوافع والأسباب التي تقف وراء هذه العلاقة. 

 

وللاجابة عن هذه التساؤلات لابد من الاشارة الى الامور التالية :

  – يعتبر الكيان الإسرائيلي من المستوردين الرئيسيين للنفط والغاز من جمهورية أذربيجان على الرغم من ان التبادل التجاري بين الجانبين لم يتجاوز مليار دولار حتى الآن.

  – لازالت العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية أذربيجان والكيان الإسرائيلي غير مكتملة وتتم بشكل سري في كثير من الاحيان. وقد ورد في الوثائق التي نشرها موقع (ويكيليكس) نقلاً عن الرئيس الآذري (الهام عليوف) بأن العلاقات بين بلاده والكيان الإسرائيلي تشبه جبل جليد عائم فوق سطح البحر (عُشره ظاهر وتسعة أعشاره غاطس تحت الماء).

– بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران وسقوط نظام الشاه عام ١٩٧٩ واجه الكيان الإسرائيلي مشكلة حقيقية في تأمين ما يحتاجه من النفط والغاز ولم يكن أمامه في ذلك الوقت سوى استيراد كميات محدودة من الغاز من مصر طبقاً لاتفاقية (كامب ديفيد) الموقعة بين الجانبين عام ١٩٧٨. ودفعت الحاجة الكيان الإسرائيلي للاستثمار في منطقة القوقاز لتأمين ما يحتاجه من الطاقة. ويمكن الاشارة في هذا المجال الى خط أنابيب (باکو – تفلیس‌ـ جیهان) الذي نفذته شركة (سونول) الإسرائيلية بالتعاون مع جمهورية أذربيجان. وهذا الخط يؤمن نحو ٣٠ بالمائة من حاجة الكيان الإسرائيلي للنفط في الوقت الحاضر. 

– تعد جمهورية أذربيجان من المناطق الرئيسية لاستقطاب اليهود من مختلف أنحاء العالم، إضافة الى كونها من المصادر المهمة التي يعتمد عليها الكيان الإسرائيلي في تطوير قطاعاته الصناعية والزراعية وتوسيع برامجه لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

– سعى اللوبي الصهيوني في أمريكا الى جر جمهورية أذربيجان للوقوف الى جانب الادارة الامريكية في حروبها التي خاضتها في العراق وأفغانستان وكوسوفو، وفي المقابل ساهم هذا الكيان باقناع الشركات الامريكية للاستثمار في جمهورية أذربيجان على نطاق واسع خصوصاً في مجال استخراج وتصدير النفط والغاز. 

 

– نفذت الشركات الإسرائيلية الكثير من المشاريع الاستراتيجية في جمهورية أذربيجان خلال السنوات الاخيرة يمكن الاشارة الى بعضها على النحو التالي:

– صناعة طائرات استطلاع من دون طيار مزودة بأجهزة متطورة قادرة على التصوير في الغابات والمناطق الجبلية.

– صناعة الاقمار الاصطناعية وتدريب كوادر بشرية آذرية في هذا المجال.

– صناعة اسلحة ومعدات عسكرية لاسيما الصواريخ المتطورة والقذائف، وتدريب الضباط الآذريين على كيفية استعمال وحفظ هذه الاسلحة. 

– توسيع قطاع الاتصالات في جمهورية أذربيجان. 

ويعتقد الكثير من المراقبين ان الشركات الإسرائيلية المشاركة في هذا القطاع تمارس نشاطات تجسسية على دول المنطقة، فيما يعتقد مراقبون آخرون بأن الاجهزة الأمنية الآذرية ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بأجهزة المخابرات الإسرائيلية.

– تنشط الكثير من الشركات الإسرائيلية في المجالات الطبية والسياحية والصناعات الكيميائية (كصناعة الادوية) والاجهزة الالكترونية والكهربائية في جمهورية أذربيجان. 

– تستعين جمهورية أذربيجان بشركات وخبراء إسرائيليين لتجهيز وتدريب الكوادر البشرية في المجال الأمني، كأمن المطارات وإعداد حمايات المسؤولين الآذريين. 

– كما تستعين أذربيجان بخبراء إسرائيليين لمراقبة نشاطات الجماعات الاسلامية (السنية والشيعية) في أراضيها والتي زادت في السنوات الاخيرة لاسيما في العاصمة باكو.

– تعد جمهورية أذربيجان من المناطق الآمنة للجماعات اليهودية رغم ان عدد اليهود في هذا البلد لايتجاوز ١٥٠٠٠ ألف نسمة لكنهم يتمتعون بإمكانات مادية كبيرة يتم توظيفها من قبل الكيان الإسرائيلي لتعزيز نفوذه الاقتصادي في هذه الدولة والدول المجاورة لها لاسيما روسيا وأرمينيا وجورجيا وترکیا. 

– يملك الكثير من اليهود القاطنين في جمهورية أذربيجان الجنسيتين الآذرية والإسرائيلية، ما سهل عليهم التنقل بين الجانبين لممارسة نشاطات اقتصادية وتجسسية وتقنية. 

– یملك اليهود الكثير من الهيئات واللجان الاجتماعية والثقافية والتربوية في جمهورية أذربيجان. وتقدم لهم السلطات الآذرية تسهيلات كثيرة لممارسة نشاطاتهم في هذه المجالات.  

 

من خلال هذه الحقائق يمكن الاستنتاج ان جمهورية أذربيجان تمارس منذ مدة ليست بالقصيرة دوراً لايتناسب مع كونها عضواً في منظمة التعاون الاسلامي يملي عليها أن تكون حريصة على مصالح المسلمين والدفاع عن قضاياهم المصيرية لاسيما القضية الفلسطينية بدل الوقوف الى جانب الكيان الإسرائيلي. فهذا الكيان وحماته الغربيون وعلى رأسهم أمريكا ليس لديهم أصدقاء دائمون بل مصالح دائمة، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، وهذا ما ثبت بالتجارب والأدلة القاطعة. وحري بالقيادة الآذرية أن تعي مخاطر الوقوع في الفخ الإسرائيلي قبل فوات الأوان وأن تتعظ بغيرها من الانظمة التي قدمت تنازلات كثيرة لهذا الكيان وحلفائه الغربيين لكنها لم تسلم من شرهم في نهاية المطاف.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق