الأهداف الحقيقية لجولة ظريف… استمرار في السياسة الإنفتاحية وبحث في سبل التعاون ضد التكفير
سياسة ايران الإنفتاحية على دول الجوار وشعوبها بل ودول العالم أجمع كانت حاضرة وعلى الدوام حتى في أحلك الظروف حساسية، خاصة الفترات التي شهدت توجيه تهم غير واقعية وغیر حقيقية إليها، هذه السياسة الإنفتاحية تستمر ايران في ترجمتها اليوم ايضا بعد التوصل إلى اتفاق نووي مع الدول ٥+١، فقد بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف منذ اليومين الماضيين جولة استفتحها بزيارة للكويت التي التقى خلالها امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح ونظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، هذه الزيارة تبعها زيارة لدولة قطر ودولة العراق ايضا، وتعمل الجهود وفي عمل تنسيقي لتوسعة دائرة الزيارات لتشمل دولا أخرى في المنطقة. وفي سياق هذه الجولة تعمل فضائيات ووسائل اعلام محلية ودولية على بث اشاعات مغرضة تشويهية لأهداف الزيارة معتبرة ان الهدف منها تطمين دول الجوار على سلمية مشروع ايران النووي وانها لا تشكل أي خطر وتهديد للمنطقة.
إذن ما هي الأهداف الواقعية من جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدول الجوار؟ وما هي دوافع التحريض والتشويه لهذه الزيارة؟ وفي أي خانة يصب هذا الإعلام التشويهي؟ ومن يقف وراءه؟
قبل الخوض في أهداف الزيارة لا بد من الإشارة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحكومتها وشعبها وعلى مر السنوات الماضية منذ انتصار الثورة الإسلايمة فيها إلى يومنا هذا لم تكن على الإطلاق مصدر قلق وتهديد لأمن المنطقة، وشواهد الأيام الماضية ووقائع الأرض تشير إلى ذلك بوضوح، بل هي كانت على الدوام ومن معها المتصدية للمشاريع المخلة بالأمن في منطقتنا، ويدها الرحبة كانت على الدوام ممدودة للجميع، هذه السياسة الإيرانية كان دائما يواجهها حملات اعلامية نفسية بوجهها لتشويه الصورة وحرف الانظار عن المشروع الحقيقي والهدف. إذن هذه الحملات ليست بالأمر الجديد بل عمرها من عمر المساعي الإيرانية للتواصل والتحاور والتآخي مع الجميع من دون استثناء من شعوب وحكومات الدول.
تعزيز التعاون الاقليمي والدولي وبحث السبل الكفيلة للتصدي للفكر التكفيري الإجرامي
ان الهدف الأول والأساس من زيارة ظريف للدول المجاورة هو ما يأتي في سياق هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي، وايجاد أجواء تحاور وتنسيق وأخوة ومحبة بين جميع حكومات وشعوب المنطقة، وتذليل اي عقبة قد تحول دون ذلك، وفتح سبل التبادل بين هذه الدول بمختلف أشكالها. كما بالعمل والتعاون مع الجميع في سبيل بحث السبل الجادة والمجدية للتصدي للفكر التكفيري الإجرامي، ووضع حد لأعماله وانتهاكاته واعتداءاته في البلدان، وبحث الحلول الكفيلة بإيقاف المصادر التي تشكل مصدر تمويل وتغذية له، خاصة بعد اجماع كل الدول على أن هذا الفكر هو خطر على الجميع دون استثناء وبالتحديد بعد أن شهدت بعض الدول شيئا من اجرامه كالكويت والسعودية وفرنسا وغيرهم. هذه الجهود الإيرانية لا تعد بالأمر الجديد، فمنذ نشوء هذه الجماعات والتنسيق في هذا المجال قائم على قدم وساق مع كل من سوريا والعراق ولبنان والدعوات الفاعلة في هذا المجال للدول الأخرى بالإنضمام الجدي لمحور المواجهة والتنسيق لوضع حد للإرهاب قائمة منذ حينها.
سلسلة من الزيارات السابقة والمستمرة… ومقابلة الحملات التشويهية بعد النصر الدبلوماسي بسياسة تواضع وانفتاح
لا تعد زيارة ظريف اليوم لدول الجوار بالامر الجديد، ولا يمكن وضعها وحصرها في خانة ما بعد النصر الذي حققته ايران في ملف التفاوض والعمل الدبلوماسي فقط ليس إلا، فحقيقة الأمر والوقائع تشير إلى أن ايران كانت دائما وفي سياق عملها التقاربي تجري زياراتها لهذه البلدان، ودعواتها المفتوحة كانت ولا زالت قائمة لاستضافة رؤساء وممثلي الدول الاخرى، لتأتي هذه الجولة ضمن سابقاتها من الجولات وتأكيدا على سياسة ايران الدبلوماسية الإنفتاحية التعاونية مع الاخرين. وايران بعد هذا النصر الذي حققته في عملها الدبلوماسي والذي يمكن اعتباره مصدر قوة ودعم لها ولسياستها وفي مقابل السياسات العدائية التي تديرها بعض الاطراف في المنطقة لم تلجأ (ايران) إلى سياسة مثيلة لها بالعدائية بل استمرت بسياستها الإنفتاحية التي تعد من اسس وركائز الحكومة الإسلامية الإيرانية التي قامت عليها.
إذن هذه الزيارات اليوم هي استمرار لنفس السياسة السابقة، وهي اليوم بتوقيتها تأتي كدليل واضح على بطلان التوهمات والتشكيكات اتجاه سياسة ايران، وهي تلغي مفعول هذه الحملات التشويهية لتتضح الأهداف الواقعية لسياسة ايران في المنطقة. قد يفهم من هذه الزيارات لدى البعض ممن كان لديهم توهمات في السابق اتجاه ايران على انها زيارات تطمينية، إلا أن واقع الحال يشير إلى أن ايران بسياستها وفعلها على الارض والواقع كانت وعلى الدوام مصدراً باعثاً للإطمينان والإرتياح والهدوء والأمن، وبالتالي فهي في غنى عن الإيحاء للآخرين بسياستها التطمينية في وقت تشهد أعمالها وتعاونها وسياستها على ذلك. وما الجهات المنظمة لهذه الحملة إلا المستفيد الأول والأخير من ضرورة عدم السماح لأي نوع من أنواع التآخي والتعاون والتنسيق بين دول المنطقة، كل هذا في واقع الامر يصب أولا وآخرا في صالح الكيان الإسرائيلي الذي لا يريد لهذه المنطقة أن تنعم بالهدوء والأمن لأنه يرى في ذلك اختلالاً للأسس التي قام عليها ببث روح الفرقة والإختلاف.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق