التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

خطة امريكية لتمزيق افغانستان وتصدير الارهاب للدول المجاورة 

 باشر الامريكيون بتنفيذ خطة في افغانستان لجعل هذا البلد “وزيرستان” (منطقة غير آمنة وشاسعة في باكستان) أخرى كما يحلو للامريكيين تسميتها حيث تعتبر هذه الخطة من نتائج توقيع الافغان على الاتفاق الامني مع الامريكيين والذي يقضي بالابقاء على قواعد عسكرية لامريكا في افغانستان بذريعة مكافحة الجماعات الارهابية، وقد اقدم الامريكيون في البداية على اجبار القادة الافغان لكي يقولوا بلسانهم ان القوات الاجنبية يجب ان تبقى فترة اطول في افغانستان والان نرى ان رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي مارتن ديمبسي يقول خلال زيارته الاخيرة لكابول ان حكومة الوحدة الوطنية الافغانية تريد ايجاد مركز اقليمي لمحاربة الجماعات الارهابية.  

   

ويضيف ديمبسي ان افغانستان تريد ان تتحول الى مركز لمحاربة تنظيم داعش الارهابي ولذلك يجب احداث قواعد عسكرية امريكية ذات قدرات خاصة في افغانستان ويصف ديمبسي هذه الخطة بالخطة “الوزيرستانية”.  

 

وكان الامريكيون قد بنوا بعد غزو افغانستان عددا من القواعد في هذا البلد وان التوقيع على الاتفاق الامني بين كابول وواشنطن افضى الى بقاء تلك القواعد التي يقال بأنها ستكون مركزا للانطلاق نحو قتال داعش والارهابيين الاجانب. 

 

ومن جهة اخرى تعاني افغانستان من اوضاع اقتصادية متردية وارتفاع مستوى البطالة وضعف المؤسسات الحكومية والتشكيك في شرعية المسؤولين الحكوميين وهذا كله يعتبر من العناصر اللازمة لجعل افغانستان وزيرستان أخرى، ويضاف الى ما ذكرناه ان رقعة الحرب باتت تتوسع الان نحو شمال افغانستان وهناك تسليح لعناصر غير مسؤولة وغير منضبطة تحت مسمى مكافحة الارهاب كما تشهد افغانستان تدهورا متزايدا في المجال المالي والاقتصادي بعد تطبيق وصفة صندوق النقد الدولي التي ستقصم ظهر الاقتصاد الافغاني بعد شهر سبتمبر بالاضافة الى انقسام الافغانيين حول اصلاح النظام الانتخابي.   

 

 

ويعتقد الخبراء ان إضعاف الحكومة المركزية في افغانستان والخطة الامريكية لجعل افغانستان وزيرستان اخرى سيحولان افغانستان الى مركز لتصدير الارهاب الى آسيا الوسطى ووصول الحروب الى حدود الصين وروسيا، ويعتقد بعض المحللين الافغان ان امريكا ستعمل على تفتيت افغانستان خدمة لباكستان بمعنى إضعاف الحكومة المركزية في كابول وانشاء كانتونات ومراكز قوى في انحاء افغانستان، ويقول هؤلاء المحللون بأن الخطة الامريكية لفتح مكتب لطالبان في قطر والتي عارضها الرئيس الافغاني السابق حامد كرزاي كانت من اجل تقسيم افغانستان وايجاد عدد من مراكز القوى فيها.   

   

ويفيد تقرير جديد للبنتاغون نشر في شهر يونيو من العام الحالي ويكشف جانبا من المخطط الامريكي ان الجماعات الارهابية في افغانستان ستركز عملياتها في مناطق خاصة من افغانستان خلال الاعوام المقبلة فداعش يستقطب المسلحين في شمال وشمال شرق افغانستان وجماعة حقاني ستنشط في الاقاليم الجنوبية والجنوب شرقية وتنظيم القاعدة ستنشط في اقاليم وردك وغزني وزابل كما ستضع طالبان ثقلها في الاقاليم الجنوبية الغربية. 

 

ومن جهة أخرى يدعو بعض المسؤولين الافغانيين الكبار الى تسليح بعض الجماعات اللامسؤولة وهذا ما يمكن ان يهدد عملية المصالحة مع طالبان والتي بدأت في منطقة مري الباكستانية مؤخرا مع العلم بأن انهيار مفاوضات السلام هذه سيؤدي الى سقوط بعض المناطق الافغانية بيد طالبان. 

 

ان اضعاف الحكومة المركزية الافغانية وتقوية الجماعات المسلحة اللامسؤولة واتساع رقعة انتشار الجماعات الارهابية سيخدم المشروع الامريكي لزعزعة الامن في افغانستان والمنطقة وسيستغل الامريكيون هذا الامر من أجل تحقيق مآربهم الخاصة في المنطقة، وفي هذا السياق يجب الاشارة ايضا الى الاتفاق الذي ابرم مؤخرا بين دائرة الامن القومي الافغاني وجهاز مخابرات الجيش الباكستاني قبل ثلاثة أشهر والذي عارضه حامد كرزاي بشدة لأنه يضع الاجهزة الامنية الافغانية في خدمة باكستان ويفتح المجال امام تنفيذ الخطط الباكستانية الخطيرة في افغانستان وهي خطط أدت الى تأزيم اوضاع المناطق القبلية في باكستان خلال الفترة الماضية واذا طبقت هذه الخطط في افغانستان فيجب ان ننتظر وصول الحرب الى حدود الصين وروسيا. 

 

هذا ويؤكد الخبراء ان القواعد الامريكية التي أنشئت في الظاهر من أجل محاربة الارهاب وتدريب القوات الحكومية الافغانية باتت مركزا لإشعال الحروب الجديدة وقيادة هذه الحروب وتدريب الارهابيين وتصديرهم الى دول الجوار.  

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق