علماء المقاومة يذكرون الجميع بواجبهم تجاه فلسطين
في الوقت الذي نشاهد فيه ان المنطقة العربية والاسلامية تشهد اشتداد الصراعات والمعارك من المغرب الى افغانستان وكشمير وهي صراعات افتعلها امريكا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي من اجل احداث الفوضى الخلاقة التي كان الامريكيون يتحدثون عنها لكي يصطادوا هم في الماء العكر، وفي الوقت الذي نرى فيه استفحال أزمة الصراعات المذهبية الهامشية التي تشعلها الجماعات الارهابية التكفيرية، جاء انعقاد المؤتمر الدولي الاول لـ “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة”، في بيروت تحت عنوان: “متحدون من أجل فلسطين، وزوال إسرائيل حقيقة قرآنية وحتمية تاريخية” حيث اراد القيمون على هذا المؤتمر تذكير جميع المسلمين بأن القضية الاساسية للمسلمين ستبقى القضية الفلسطينية وتحرير القدس مهما حاول الاعداء واذنابهم حرف الانظار عن هذه القضية بشتى السبل والوسائل.
المؤتمر الذي انعقد يومي الثلاثاء والاربعاء في بيروت شارك فيه حوالي ٣٠٠ شخصية علمائية وفكرية وسياسية من لبنان والعالم العربي والاسلامي ومن أوروبا، وبحضور وفد عالي المستوى من ايران، وربما تعمد القيمون على المؤتمر انعقاده بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى ليبعثوا رسالة واضحة الى الجميع بأن دعم ايران لمحور المقاومة والممانعة في المنطقة مستمر ولايوجد هناك قضايا تستطيع الهاء عواصم ومراكز المقاومة على امتداد العالم الاسلامي عن قضية الصراع مع الکيان الاسرائيلي.
وتأكيدا على هذا الموقف دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته امام المؤتمر العلماء المسلمين ورجال الدين والحركات والقوى الاسلامية إلى التوحد مجدداً تحت عنوان مشروع المقاومة، “لأن المشروع أكبر وأوسع من محور المقاومة”، وأكد “العمل لاعادة الاهتمام الشعبي والسياسي والدولي بالقضية الفلسطينية في ظل ما يجري في فلسطين من محاولات لتهويد القدس ونظراً لتراجع الاهتمام بهذه القضية بسبب الانشغال بالصراعات والخلافات في الدول العربية والاسلامية”.
والقيت في المؤتمر كلمات لباقي العلماء المشاركين اكدوا فيها أن القدس ستبقى قبلة المجاهدين ومن دونها ودون فلسطين قد اضاع المسلمون البوصلة والاتجاه السليم مشددين على ضرورة وحدة المسلمين في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية الامريكية ومن خلفها التخاذل العربي والخيانة في أكثر الاحيان. واعتبر الخطباء ان العالم الاسلامي اليوم يواجه وباء اسمه الوباء المذهبي والتخلف المذهبي والجاهلية الجديدة، وان المقاومة وايران بتقديمهما كل الدعم لفلسطين تواجهان هذه الظاهرة.
ويظهر انعقاد مثل هذا المؤتمر في الاوضاع المتأزمة الحالية التي ينشغل فيها المسلمون بقتال بعضهم البعض بأن علماء المسلمين الذين جاؤوا من دول مختلفة قد ادركوا خطورة مخططات التقسيم والتمزيق والتناحر التي تفتك بالأمة الاسلامية وتأثير هذه المخططات المشؤومة على القضية الفلسطينية وهم قد قرروا رفع الصوت عاليا بأن على الجميع ان يضعوا خلافاتهم الهامشية جانبا ويتجهوا نحو تضافر الجهود من اجل نصرة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم باعتبار هذه القضية هي القضية التي تستطيع توحيد صفوف المسلمين.
وتثبت استضافة لبنان وحزب الله لهذا المؤتمر أنه على الرغم من الضغوط وافتعال الأزمات وفرض الحروب العديدة على محور المقاومة والممانعة في المنطقة والذي يهدف الى تخلي هذا المحور عن القضية الفلسطينية فإن هذا المحور لايزال يعتبر فلسطين ومحاربة الكيان الاسرائيلي في مقدمة اولوياته وهو يسعى من خلال جعل هذه القضية محورا واساسا لتحركه ونضاله ان يجمع شمل المسلمين ويوحد صفوف تياراتهم ويقرب الدول الاسلامية من بعضها البعض بشكل اكبر.
ان اهم رسالة لانعقاد المؤتمر الدولي الاول للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في بيروت هي ان العلماء المسلمين هم يقظون ازاء المؤامرة الكبيرة التي يجري تنفيذها الان في المنطقة وهي الفتنة الوهابية التكفيرية التي تفتك بسوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان واهداف هذه المؤامرة التي تريح الكيان الاسرائيلي وتطلق يده في الاستقواء بشكل اكبر على الفلسطينيين، وان العلماء المسلمين ارادوا تذكير الصديق والعدو بأن الكيان الاسرائيلي يجب ان لايذوق طعم الراحة ويستفيد من انشغال المسلمين ببعضهم البعض لكي يواصل بسرعة جرائمه في الاراضي المحتلة مثل تهويد القدس وتهجير الفلسطينيين وحصارهم ومحاولة نزع سلاحهم والقضاء على مقاومتهم.
ان القضية الفلسطينية كان يجب ان تكون القضية الوحيدة والهم الاكبر لكل التيارات الاسلامية والدول العربية والاسلامية لكن الفتن الوهابية والدسائس الامريكية الاسرائيلية قد جعلت الفلسطينيين يقفون الآن لوحدهم في مواجهة الكيان الاسرائيلي وآلة حربه الفتاكة ومن هنا اراد العلماء المسلمون المشاركون في المؤتمر ان يقوموا بواجبهم الشرعي والانساني في تذكير الجميع بأن البوصلة هي نحو فلسطين وان الفتن الوهابية التكفيرية هي اكبر خدمة للكيان الاسرائيلي واعداء الامة الاسلامية.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق