التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

الدبلوماسية الإيرانية ومواقفها الثابتة تستقطب رجالات السياسة في العالم 

منسقة السياسة الخارجية في الإتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني والتي لعبت دور الوسيط على طاولة المباحثات قامت بزيارة إلى عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتقت خلالها المسؤولين الإيرانيين. مواقف الجانبين التقت في الزيارة على ضرورة توسعة المحادثات الجادة بينهما بهدف تطوير العلاقات والتعاون على مختلف المستويات والمجالات في المرحلة الجديدة القادمة وتدوير وجهات النظر المختلفة بين الجانبين ودراستها، هذه الزيارة سبقها وسيلحقها سلسلة من الزيارات لرؤساء خارجية دول كايطاليا وفرنسا والمانيا وغيرهم. سلسلة الزيارات هذه والتي التقى فيها الجانبان فقط على ضرورة توسيع العلاقات في المرحلة المقبلة إلا أنها تحمل قي طياتها مجموعة من الرسائل الثنائية والإقليمية خاصة تلك الزيارة الأخيرة لمنسقة الخارجية الاوروبية.

 

مقدمة لمباحثات شاملة في المرحلة القادمة

خلال العقد الماضي كان الملف النووي يقف عقبة رئيسية حيال تطور العلاقات بين الجانبين، هذه العقبة والتي كانت تعمل أطراف وكيانات على تغذيتها كالكيان الإسرائيلي من خلال الدعايات السلبية بالسعي على اعتبار ايران أنها دولة تشكل خطرا وتهديدا على العالم والمحيط، اضافة إلى اللعب على مجموعة من المؤثرات والتدخل على بعض الشخصيات الأوروبية الفاعلة في اطار العلاقات الدولية لدى الطرف الاوروبي فضلا عن غيره، وفقا لذلك وفي ضوء الدبلوماسية السياسية الايرانية التي عملت عليها خلال الفترات السابقة تمكنت من ان تزيل هذه العثرات من أمام طريق التواصل وبناء العلاقات مع دول العالم ليثمر الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول ٥+١ إلى تحرك اوروبي جاد نحو مزيد من العلاقات والمباحثات الشاملة والكاملة حول قضايا التعاون المشترك وقضايا المنطقة.

 

تطلع نحو علاقات اقتصادية وتبادل تجاري

من أهم الجوانب التي يتطلع إليها الجانب الاوروبي هو بناء علاقات تجارية واقتصادية مع دول العالم من شأنها أن تثمر نتائج ايجابية لها خاصة مع تواجد المشاكل الإقتصادية التي يعاني منها الإتحاد الأوروبي وبالتحديد بخصوص المسألة اليونانية، في المقابل تتطلع ايران إلى فتح علاقات على كافة المستويات بما فيها الإقتصادية والتجارية التي من شأنها أن تزيل الكثير من العقبات التي تقف حائلا أمام التواصل وبالتالي مزيد من التعاون في مجالات أخرى. إذن هذه العلاقات والتي هي محط أنظار كلا الطرفين تتطلب اتباع منهج متوازن وواقعي.

 

مساهمة في توسعة دائرة الأمن والإستقرار في المنطقة

مما لا شك فيه أن زيارة منسقة الإتحاد الأوروبي لإيران والذي تقابله طبيعة السياسة الإيرانية بانفتاح من شأنه أنه يطرح في سياق المباحثات والتعاون في قضايا المنطقة سبل المساهمة من قبل الطرفين واشراك الاطراف الاخرى الفاعلة على الساحة الدولية للعمل على توسعة دائرة الأمن والإستقرار في المنطقة، والعمل على محاربة الفكر التكفيري الإرهابي، هذا إلى جانب أن الدول الأوروبية نفسها في واقع الحال ايضا بحاجة إلى هذا الإستقرار وهي تدرك اليوم أكثر من أي يوم مضى ضرورة التعاون في هذا السبيل. وبالتالي حلحلة قضايا المنطقة العالقة والتي ترى ايران فيها ضرورة وحاجة على أن تكون هذه الحلول وفق تطلعات شعوب المنطقة وليس وفق تطلعات بعض الدول الغربية التي تعمل على التدخل في شؤون البلدان مع ترك الأمور في الشؤون الداخلية من انتخابات وغيرها للشأن الداخلي لهذه البلدان ليقتصر الأمر على مساهمة الاتحاد الأوروبي وايران واي لاعب آخر في مجال حلحلة الأمور العالقة ليس إلا.

 

الدبلوماسية الإيرانية ومواقفها الثابتة تستقطب رجالات السياسة في العالم

إذن هي مرحلة جديدة في عالم السياسة اثمرتها الدبلوماسية الإيرانية إلى جانب المواقف الثابتة والراسخة المنبعثة من قناعاتها المرتكزة على الحفاظ على حقوق الشعب الإيراني وحقوق الشعوب المسلمة ودعمها والتي نتج عنها آخر المطاف استقطاب طهران لرجالات السياسة في العالم للإسهام في مشروع توسعة دائرة الأمن والإستقرار في المنطقة والإتجاه نحو انفتاح دبلوماسي واقتصادي وتجاري في العلاقات بين دول العالم وايران، ليصدق القول إن الإنتصار الذي حققته ايران هو بحق انتصار لمحور الإعتدال والممانعة والإنسانية في العالم، وفي المقابل ليس بهزيمة للمحور الاخر وإنما دعوة من محور الإعتدال لباقي الأطراف للتلاقي على صيغ مشتركة يمكن الإنطلاق منها نحو مزيد من التعاون والتشارك بين حكومات الدول وشعوبها، وبالتالي اجراء مزيد من المباحثات حول كافة القضايا من دون استثناء.

وإن كان الحديث والتحليل لدى بعض المتتبعين والمترقبين من أن الإتفاق النووي الأخير ما هو إلا مجرد مقدمة للولوج إلى القضايا الاساس العالقة والتي تكمن فيها اصل المشكلة، إلا أن نجاح السياسة الإيرانية في المفاوضات الاخيرة ولد شعور ارتياح وجذب لدى رجالات السياسة في العالم من أن ايران هي مركز محوري لا يمكن التغاضي عنه في مشروع حل قضايا المنطقة ونشر السلام في العالم. بل بالإنطلاق من المرتكزات الإيرانية يمكن الوصول إلى المبتغى والهدف.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق