رسالة الاحزاب اليمنية الى السيد الحوثي… فوضناك!
لازال العدوان السعودي الامريكي على اليمن مستمرا منذ ما يزيد عن اربعة أشهر. وسط تعنت سعودي باستمرار العدوان ورفض للمساعي الهادفة الى ايقافه واصرار على الزج بازلامها في أتون حرب لا مصلحة لهم فيها. بل لمصلحة السعودية بهدف تقسيم اليمن واعادته الى الهيمنة والقرار السعوديين. مقابل صمود ووحدة يمنية بين مختلف الاحزاب والمكونات السياسية والتي ادركت حقيقة الاهداف السعودية من العدوان فتوحدت ورصت الصفوف على كافة الجبهات. مصرة على تحقيق النصر بما يضمن حقوق كافة الاطياف اليمنية ويحافظ على اليمن واحدا موحدا. وعلى طريق تحقيق النصر فقد حصلت تطورات سياسية وميدانية كثيرة خلال الايام القليلة الماضية لها دلالاتها الكثيرة وعلى كافة الاصعدة.
رسالة الاحزاب اليمنية الى السيد الحوثي… فوضناك!
فقد وجه قادة ١٦ حزباً وتنظيماً سياسياً يمنياً رسالة الى قائد الثورة في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يعربون فيها عن التأييد الكامل والمطلق للخطوات التي أعلنها السيد الحوثي في مواجهة العدوان الخارجي واذرعه الداخلية ومساندة الجيش اليمني واللجان الشعبية. كما يفوضه البيان باتخاذ كل الخطوات الاستراتيجية التي يراها مناسبة ردا على العدوان السعودي الامريكي. وفي نفس السياق جرت تظاهرات مليونية يوم الجمعة في صنعاء منددة بالعدوان السعودي المستمر ومؤكدة على وحدة الصف الداخلي في مواجهة العدوان، وداعية قائد الثورة الى البدء بالخيارات الاستراتيجية للرد على العدوان، معلنة جهوزية الشعب اليمني بكافة اطيافه ومكوناته للتحمل في سبيل حرية اليمن ارضا وشعبا. وهنا نقول ان ما ورد في الرسالة ان دل على شيء فيدل على أن انصار الله قد تمكنوا بالفعل من قلب السحر على الساحر من خلال توحيد الاحزاب اليمنية صفا واحدا ومبايعتها لقائد انصار الله مخاطبة اياه بقائد الثورة. بعد أن كان هناك خلافات بين نفس هذه الاحزاب وبين انصار الله قبيل بدء العدوان السعودي الامريكي.
الهدنة السعودية… أبعاد ودلالات!
تأتي رسالة قادة الاحزاب والدعوات الشعبية وسط حديث سعودي عن هدنة لخمسة ايام ورغم قصر وقتها فقد خرقت من قبل طيران العدوان خلال الساعات الاولى لدخولها حيز التنفيذ. طبعا لم تكن هذه الهدنة سوى مناورة سعودية أو مؤامرة ولأسباب كثيرة منها: إبعاد الانظار عن المجزرة التي ارتكبها العدوان في مدينة المخا جنوب اليمن يوم الجمعة الماضي. في محاولة للتغطية اعلاميا على اصداء المجزرة والتي سقط فيها ما يزيد عن ١٠٠ شهيد من الجنوبيين اغلبهم من الاطفال والنساء.
من ناحية اخرى فالمتابع للشأن السعودي والخليجي ككل ولتطورات العدوان يستشف الخوف والتخبط السعودي. فقد بدأت السعودية تشعر أن “الصبر الاستراتيجي” اليمني بدأ ينفذ بالفعل. فبعد التهديدات الاخيرة لانصار الله وعلى رأسهم السيد عبد الملك الحوثي باتخاذ خطوات ستغير وجه المنطقة وبعد التفويض الذي اعطاه اياه قادة الاحزاب اليمنية والذي أتى تفصيله في بداية المقال، فان السعودية وأخشى ما تخشاه أن يبدأ الرد اليمني الاستراتيجي.
ويؤكد خبراء ومحللون عسكريون أن ما حصل من تقدم لانصار الله والجيش واللجان الشعبية اليمنية داخل الاراضي السعودية في نجران وجيزان ليس الا جزءاً يسيراً من القدرة اليمنية على التوغل في العمق السعودي الى مئات الكيلومترات. ولن يكون هناك اي رادع لهم من جيش سعودي ولا من تحالف عربي (تحالف غير واضح المعالم الى الآن). وخاصة أن عقيدة الجيش السعودي القتالية ووفق تقارير لمنظمات ومراكز دراسات دولية “لا يعتد بها”. بالاضافة الى وجود معارضة داخلية سعودية للعدوان على اليمن من قبل شرائح اساسية في المجتمع السعودي، مما يبعث على القلق من احتمال تدهور الاوضاع الداخلية بشكل دراماتيكي لا تستطيع لا السعودية ولا حلفاؤها تداركه.
وفي نفس السياق تخشى السعودية من تردي الاوضاع الداخلية لدى الدول التي تدور في الفلك السعودي – الامريكي والتي فيها اصلا مشاكل داخلية كالبحرين مثلا. هذا بالاضافة الى التصريحات الاخيرة لامير الكويت وقطر منتقدين الاستراتيجية السعودية في اليمن، مما يشير الى تململ من قبل الدول الخليجية المشاركة في العدوان. بالاضافة الى اجواء دولية لم تعد مساعدة وخاصة بعد الاتفاق النووي الايراني الاخير مع القوى العالمية الست.
وعلى صعيد آخر فان السعودية واتباعها في الداخل اليمني بحاجة الى هدنة للتمكن من تزويدهم بالعتاد والسلاح. خاصة أن الجيش واللجان الشعبية اليمنية لا تعطيهم الفرصة لالتقاط انفاسهم من خلال المواجهات العنيفة ضدهم لاسقاط مشروعهم التقسيمي والتخريبي في اليمن.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق