المبادرة الروسية .. هل ستحقق المعجزة ؟!
عبدالرضا الساعدي
وُصِف التحالف المفترض والمقترح من روسيا في ٢٩ حزيران الماضي ، عندما عقد رئيس الكرملين فلاديمير بوتين لقاءً في موسكو جمعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم والوفد المرافق له ،والذي يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن.وُصِف هذا التحالف المرتقب والمأمول ، بالمعجزة .
المبادرة بدأت ربما عندما طلب المسؤولون الروس رأيا مباشرا من الرئيس السوري بشار الأسد على هذا العرض بتشكيل التحالف، وقد حصلوا على رأي إيجابي بخصوص هذه المبادرة وهي المبادرة التي بدأت تحت رعاية روسية، وتتمثل بعملية فتح القنوات الأمنية لاستطلاع إمكانية تحقيق ذلك. وتم تكليف رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك، بمباشرة تلك اللقاءات، التي انعقد أولها في موسكو، فيما كلف الملك سلمان، مسؤولاً أمنياً لمتابعة الأمر.
وطبعا ثمة تفاصيل أخرى بدأت من شروط سعودية تتمثل بعقد اللقاء في الرياض ، وتمت موافقة الجانب السوري على هذا الشرط أيضا ..السعودية التي لديها عقدة واضحة تتلخص بتحالف سوريا مع جمهورية إيران الإسلامية التي وقفت موقفا مشرفا في وقت المحنة التي تخلى فيها العرب عن سوريا والعراق ، بل وتآمروا عليهما واشتركوا في الجريمة الإرهابية الكبرى ، بينما العراق ورغم ظروفه الشاقة والاستثنائية ، وقف وساند ودعم موقف الشعب السوري في محاربته الإرهاب المدعوم من قطر والسعودية وغيرها من دول الخليج المتحالفة فيما بينها،.
المبادرة الروسية تتلخص في ضرورة تعاون هذه الدول المشمولة بالتحالف في وجه الإرهاب الذي وصل تهديده إلى كل بلد فيها ، كبداية لحل أكبر أزمة تمر بها المنطقة منذ عقود من الزمن ، وربما تكون بداية الحل للمشاكل في العراق وسوريا بعيدا عن منطق العنف والقتال الذي أوصل المنطقة وشعوبها إلى حال لا تحسد عليه أبدا.
باختصار شديد نقول بأن الجميع أمام فرصة حقيقية للسلام والحل بين الأطراف المتنازعة والمتخاصمة من خلال تبني هذه المبادرة التي قد تكون بارقة ضوء وأمل في نهاية النفق الذي نأمل أن ينتهي سريعا .. فهل ستستجيب الدول المشمولة بالمبادرة وتمضي قدما بشكل إيجابي ومثمر فتتحقق المعجزة أخيرا .. ؟
لا ندري لكن القادم سيخبرنا بالكثير المهم ..ربما.
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في الافتتاحية