التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

استبدال طالبان بداعش .. خطة اسلام آباد وواشنطن في افغانستان 

تشهد افغانستان في الآونة الاخيرة تطورات ميدانية وسياسية خطيرة تتعلق بظهور تنظيم داعش الارهابي التكفيري في بعض مناطق افغانستان وهناك من يعتقد بأن باكستان هي التي عملت على ايجاد هذه الجماعة لتكون بديلا عن طالبان لكي تستطيع باكستان بعد ذلك ان تدعي بأن من يزعزع أمن افغانستان هم جماعة جاءت عناصرها من كل حدب وصوب وليست مرتبطة باسلام آباد مثل طالبان وهكذا تقوم باكستان بتجميل وجهها من جهة وتنفيذ مآربها في افغانستان بأدوات جديدة من جهة أخرى. 

 

وكانت باكستان قد استضافت قبل اسابيع جولة من المباحثات بين ممثلين عن طالبان افغانستان وممثلين عن الحكومة الافغانية بحضور ممثلين عن امريكا والصين ايضا وقد ارادت باكستان بذلك ان تظهر انها تسعى وراء ارساء الاستقرار والامن في افغانستان، لكن المتابعين للشأن الافغاني ينظرون بعين الشك والريبة لهذه المحاولات الباكستانية ويطرحون أسئلة حول مدى صدقية باكستان في سياساتها المعلنة والخطوات التي تقوم بها. 

 

وتحاول باكستان الايحاء بأنها تريد استقرار السلام والأمن في افغانستان لكن تنظيم داعش الإرهابي وبعض الجماعات المنتمية الى طالبان والتي تقوم بتنفيذ العمليات المسلحة من تلقاء نفسها هم من يزعزعون الامن والاستقرار في افغانستان، وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى النداء الذي وجهها زعيم طالبان افغانستان الملا عمر بمناسبة عيد الفطر والذي قال خلاله ان جماعته ستنتهج استراتيجية السلام والحرب في آن واحد معا حيث يستشف من هذا النداء ان طالبان ومن ورائها باكستان هما تمضيان في اتباع سياساتهم الازدواجية في افغانستان خلال الفترة المقبلة.  

 

وتأتي هذه الازدواجية في السياسات الباكستانية المتبعة حيال افغانستان في وقت بدأ فيه الرئيس الافغاني أشرف غني سياسة التقارب مع باكستان رغم المعارضة الداخلية الكبيرة لهذه السياسة، ويتهم بعض المسؤولين السياسيين الافغانيين باكستان بانها هي التي مهدت لوجود تنظيم داعش في افغانستان.  

 

وكانت جماعة طالبان الافغانية قد وجهت قبل فترة رسالة تحذيرية الى تنظيم داعش وطالبته بعدم النشاط في افغانستان وهددته بتلقي ضربة قوية من طالبان في حال بدأ نشاطه في افغانستان، وهناك ايضا تقارير تفيد بان جماعة طالبان قد بدأت بالابتعاد عن باكستان وان اسلام آباد وواشنطن تسعيان حاليان لاضعاف جماعة طالبان الافغانية عبر باقي الجماعات الارهابية وقد تم نشر هذه التقارير في وسائل الاعلام الافغانية.  

 

ويعتقد بعض الخبراء الافغانيين ان باكستان تريد الاستمرار في سياساتها الازدواجية تجاه افغانستان عبر دعم انشاء تنظيم داعش في افغانستان والقيام بعمل مشترك مع امريكا في افغانستان لتحقيق اهداف وغايات معينة ضمن خطط مشتركة بين اسلام آباد وواشنطن تستهدف افغانستان وربما الدول الجارة لافغانستان ايضا.  

 

وربما يفكر الرئيس الافغاني اشرف غني بأنه يستطيع الان الاستفادة من الفرصة التي يوفرها عداء باكستان وعداء داعش لطالبان من اجل الانقضاض على طالبان والتخلص من شرها لكن يجب على اشرف غني ان يعلم بأنه لايمكن الوثوق بالسياسات الباكستانية في افغانستان لأن اسلام آباد قد اثبتت خلال عقود من التدخل في الشأن الافغاني بانها لاتضمر الا السوء للافغانيين. 

 

ويتعين حاليا على الحكومة الافغانية والجيش الافغاني ان يواجها بكل قوة العناصر المسلحة التي يقال بانها تنتمي الى تنظيم داعش بالاضافة الى مواجهة الجماعات الطالبانية التي ترفض السلام مع كابول وتمضي في الحرب معها واذا كانت باكستان صادقة في ما تدعي بأنها تريد ارساء الاستقرار في افغانستان فعليها ان تهب لمساعدة الحكومة الافغانية في القتال مع هاتين الجماعتين لكن هذا الامر هو الذي يستبعده المراقبون الذين يعتقدون بان تقاعس باكستان عن دعم الحكومة الافغانية في هذا القتال سيكشف زيف الادعاءات الباكستانية حيال افغانستان.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق