التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تردّي العلاقة الاسرائيلية الامريكية: بداية النهاية أم نهاية البداية؟! 

 “الخلاف بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والادارة الامريكية، حول النووي الايراني واتفاق فيينا، وصل الى حد يزور وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، منطقة الشرق الاوسط من دون أن تشمل زيارته إسرائيل”، هكذا تحدّثت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية عن زيارة كيري إلى المنطقة الأسبوع المقبل، مشيرةً إلى أن “الحضيض” الذي وصلت اليه العلاقات بين الجانبين، بات أكثر وضوحاً مع الإعلان عن أن كيري لن يزور الکيان الإسرائيلي خلال زيارته الشرق الأوسط الاسبوع المقبل. 

 

من المقرر أن يتوجّه وزير الخارجية الامريكي جون كيري إلى مصر ودول مجلس التعاون الأسبوع القادم لاجراء محادثات بشأن الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ومجموعة القوى السداسية الدولية في العاصمة النمساوية فيينا قبل اسبوعين، إضافةً إلى آلية مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. بعدها سيتوجّه الوزير الأمريكي إلى جنوب شرق اسيا تاركاً الكيان الإسرائيلي خلف ظهره، وضارباً عرض الحائط كافّة النتائج المترتبة على هذا “التجاهل” في ظل العلاقات التي بات يشوبها الكثير من الفتور مؤخراً.  

 

محاور الزيارة

وحول محاور وحيثيات الزيارة قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن “كيري سيزور القاهرة في الثاني من آب (أغسطس) لحضور جلسة للحوار الاستراتيجي الأمريكي-المصري وهو منتدى يؤكد مجددا على الشراكة طويلة المدى والمتينة بين الولايات المتحدة ومصر”.

ويتوجه كيري في الثالث من آب (أغسطس) إلى الدوحة للإجتماع مع نظرائه من مجلس التعاون. ويوضح المسؤولون الأمريكيون أن المحادثات ستركز على الاتفاق النووي المبرم مع إيران والحرب في سوريا والمعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

كما سيجتمع كيري في الدوحة ايضا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث مكافحة متشددي “داعش” الإرهابي والدور الذي يمكن أن تقوم به إيران بعد موافقة تركيا على تكثيف جهودها والسماح لمقاتلات أمريكية بشن غارات جوية من قاعدة قرب الحدود السورية. كذلك أوضح في تصريح له اليوم الجمعة أنه يعتزم خلال محادثاته مع لافروف بحث سبل محاولات روسيا في تحقيق تقارب بين الحكومة السورية ودول المنطقة بما في ذلك السعودية وتركيا والذي نتج عنه اللقاء بين رئيس الإستخبارات السورية اللواء علي مملوك، وولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. 

 

إلى متى؟

لا شك في أن هذا التجاهل الذي أرجعه كيري إلى أن الكيان الإسرائيلي حصل على تطمينات كافية في الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، يفضي إلى نتيجة واحدة مفادها، تعارض المصالحة الآنية بين البلدين، حيث يتم تبادل التهم حالياً بسبب العلاقات المتأزمة بين الرئيس أوباما ونتنياهو، وفي حين يدّعي الكيان الإسرائيلي أن نقطة التحول في الأزمة الحالية تعود إلى التفاوض السري مع ايران، عن طريق عمان في العام ٢٠١٣، تعتبر واشنطن أن شروط نتنياهو التعجيزية غير القابلة للتحقيق في المفاوضات تقف وراء تهميشه في صنع القرار الأمريكي. 

 

إلا أن هذا التعارض لن يدوم طويلاً لأسباب عدّة تبدأ بإقتراب إنتهاء ولاية الرئيس أوباما التي باتت تربطه عداوة شخصية مع نتنياهو، وتمرّ برضوخ الحكومة الإسرائيلية للواقع القائم مقابل الحصول على امتيازات عدّة أبرزها: الضغط على حزب الله وحركة حماس، الحصول على أسلحة نوعية جديدة، الإفراج عن جوناثا بولارد، صرف النظر عن الإستيطان، وتنتهي بدعم الكونغرس الأمريكي لأمن الكيان الإسرائيلي وإعتباره من الخطوط الحمراء من ناحية، ودور اللوبي الصهيوني ومنظمة ايباك الفاعل في الداخل الأمريكي من ناحية أخرى.  

 

لقد كتب كثيراً عن العلاقات الحالية بين واشنطن وتل أبيب، إلا أن الواقع يثبت أنه ليس بإمكان الكيان الإسرائيلي الخروج من الفلك الأمريكي، ولا بإمكان واشنطن في ظل نفوذ اللوبي الصهيوني أمريكياً التخلي عن هذا الكيان. لذلك ورغم الواقع السياسي المزري الذي سيتسبب بعزل تل أبيب في المرحلة الراهنة، وربّما حصول بعض الضغوطات الدولية عليها بسبب أعمالها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، من دون “فيتو” أمريكي أو ربّما بمباركة أمريكية، ستبقى العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في الحفظ والصون. 

 

إن الجدل القائم حول التحديات المحيطة حالياً بالكيان الإسرائيلي، سواءً ما يتعلّق بنتائج الإتفاق النووي، أو غيرها من التحديات الأخرى، سيفضي في الفترة المقبلة إلى تقارب أكبر بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، وإذا لم يفلح نتنياهو وأوباما في تجاهل عداوتهما التي باتت شخصية في جزء كبير منها، ربما يحاول الطرفان، الأول خشية من الضغط الرسمي الذي يعترض على تردي العلاقة مع واشنطن، والأخير خشية ضغط الكونغرس واللوبي الصهيوني، تمكين آخرين مثل كارتر ويعالون من القيام بذلك، فعندما تصبح الأمور على المحك ستتغيّر الكثير من الأفعال، مهما كان الكلام.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق