التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

ردود فعل حرق الشهيد الرضيع… الإنتفاضة المقبلة في طريقها 

 تأبى دماء الرضيع الشهيد التي سقطت بالأمس إلا أن تنتفض وتثور بوجه الكيان الإسرائيلي، وتأبى الإنسانية إلا أن توقظ أحرار وضمائر شعوب العالم وتستنهض همم حركات المقاومة والممانعة في فلسطين بل والمنطقة بأسرها. هي جريمة بشعة تضاف إلى السجل الأسود للكيان الإسرائيلي، هو كيان يرتكب في كل يوم بل وكل لحظة جريمة ضد الإنسانية من خلال احتلاله لهذه الأرض ومقدساتها. هي من خلال دعمها الفكر الإرهابي في المنطقة وحمايتها التكفيريين في سوريا إلى مؤامراتها والعائلة السعودية الحاكمة على الشعب اليمني دليل على تجذر العنصرية الإرهابية الهمجية في روح هذا الكيان ونشأته، وهي دليل أكبر على الإحساس والشعور الذي يراود الكيان وأدواته في المنطقة أن ضمائر الشعوب والإنسانية التي تنبض بروح الحياة والعزة والكرامة باتت تحاصرها اليوم وهي على مقربة من انتفاضة عارمة ستزيل الكيان وكل من ارتمى بحضنه وإلى الأبد.

 

الإنتفاضة قادمة

حجم المؤامرة كبير، والتحديات كثيرة، فصحيح أن النزف الذي أصاب أمتنا العربية والإسلامية أثر عليها إلى حد ما إلا أن المقاومة وشعبها حاضرون وجاهزون في كافة الساحات وعلى جميع المستويات، فعملياتها ضد الكيان الإسرائيلي شاهدة حية على ذلك، وتصديها لعدوان استمر ٥١ يوما دليل واضح على أن القضية الفلسطينية حية في ضمائر الشعوب، والمبادرات الفردية التي يقوم بها أهل الضفة بالحجر والسكين دليل أكبر على أن المقاومة وشعبها لن ترضخ لإرادة المحتل وتخاذل الحكومات، ليأتي عمل الإجرام الذي ارتكبه الكيان بحق الرضيع الشهيد تحريكاً للضمائر وانتفاضة للنفوس لدى الشعب الفلسطيني ضد كل هذا الظلم الذي يمارس بحقهم من أعمال إجرامية بشعة إلى أصل القضية وهو أراضيهم المحتلة التي يعيث فيها الكيان الإسرائيلي فسادا وانتهاكا وتعديا على الحقوق، إلى بناء المستوطنات على أراضيهم، إلى التخاذل العربي والحكومة الفلسطينية، هذا كله زاد الجرح الفلسطيني، والعيون والتطلعات اليوم للإنتفاضة القادمة، الإنتفاضة الرابعة التي ستكون الرابعة والأخيرة، ولن تخمد حتى تحقيق الهدف وتحرير الارض المسلوبة. 

 

دعوة السلطة الفلسطينية للعودة إلى محور المقاومة

هذه الجريمة اليوم تأتي ضمن سلسلة الدعوات الموجهة للمحور الذي لا زال يعقد الآمال على أفق السلام مع الكيان المحتل للأرض، فهي دعوة واضحة تتناسب وحجم المأساة أن الكيان الإسرائيلي هو كيان دموي عنصري يرى في استمرار احتلاله للأرض منهجه الذي قام وتأسس عليه، وهو بالتالي لا يفقه إلا لغة القوة والتصدي له ولأعماله الإجرامية وبالتالي فالدعوات لمشروع وقف إطلاق النار وهدنة مع هذا الكيان وإلى ما هنالك من مصطلحات مشابهة ما هي إلى دعوات تساوي وتعادل الإستسلام للكيان الإسرائيلي والتخلي عن الأرض والقدس الشريف التي هي عنوان الأمة وحق الشعوب العربية والإسلامية اجمع، كما هي دعوة للسلطات الفلسطينية إلى انتهاج منهج مختلف حيال قضايا الشعب الفلسطيني خصوصا فيما يتعلق اتجاه المقاومين والأسرى والمعتقلين السياسيين الذين حملوا القضية ورفعوا شعار الإنسانية، وهي جريمة تطرح مجموعة من الأسئلة مجددا حول التزامات السلطة الفلسطينية وواجباتها اتجاه توفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني، وهي دعوة للسلطات الفلسطينية لإعادة النظر بشكل حاسم وجازم حيال الحواجز الأمنية المنتشرة في الضفة الغربية والتي يرى فيها الشعب الفلسطيني وسيلة للحد من تحركات المقاومين الشرفاء، وحاجزا أمام مشروع استعادة الأرض وهو ما يطرح استفهامات كبيرة وكثيرة حول الدور والوظيفة لهذه السلطة. 

 

دعوة شعوب العالم لتحرك جاد وحقيقي

هذه الجريمة هي أيضا دعوة لكل شعوب العالم العربي والإسلامي والغربي لتحرك جاد وفاعل يسهم في دعم القضية الفلسطينية التي أصبحت عنوانا للمظلومية، والضغط على حكوماتهم في جهود شعبية مشتركة وخاصة الحكومات العربية منها والتي انجرفت إلى المكان الذي أصبحت فيه بعيدة كل البعد عن القضية الأساس، كما وللإعلام الدور الكبير في هذا الموضوع من خلال تسليط الضوء على هذه القضية، وتبيان أحقية الشعب الفلسطيني صاحب الأرض ليؤرخ للأجيال القادمة صوابية الخيار وحقائق الكيان الإسرائيلي، ولجمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان الدور الفاعل في التحرك وتوحيد الجهود وسن القوانين التي من شأنها أن تضع حداً للكيان الإسرائيلي وبالتالي تفعيل القضية عالميا في إطار إرجاع الحق للفلسطينيين واستعادة أرضهم. 

 

ردود الفعل الدولية التي ترجمت بالتصريحات والتنديدات وإن كانت غير كافية ومجدية ومتناسبة مع الحدث وعنوان القضية إلا أنها تشير بدلالات واضحة إلى حجم المأساة التي ألزمت رؤساء العالم حتى المتواطئين مع الكيان الإسرائيلي والداعمين له لإصدار بيانات الإستنكار، فهي جريمة تهز مشاعر الإنسانية بحق.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق