التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

تصريحات دميرطاش وشكوك متصاعدة حيال أهداف السياسة التركية الجديدة 

 شهدت السياسة التركية لحزب اردوغان في الأيام القليلة الماضية بعض التبدلات والتغيرات اتجاه الموقف مما يجري على الأراضي السورية والتي وصفها بعض المحللين والمراقبين بالشكلية، معتبرين أن هذا التبدل يضمر مجموعة من الأهداف التي لا تقل شأنا عن السياسة السابقة التي كان اعتمدها الحزب بتسهيل مرور العناصر الإرهابية إلى سوريا عبر الحدود التركية بالإضافة إلى تمرير السلاح والأعتدة والمؤن، كما شهدت بعض المناطق التركية مجموعة من الأعمال التي تبنتها جماعات التكفير كان آخرها التفجير في مدينة سروج الواقعة عند الحدود مع سوريا والذي أودى بحياة أكثر من ٣٠ شخصا وإصابة نحو ١٠٠ آخرين بجروح، هذا التفجير والذي اعتمد كمبرر لحزب أردوغان لشن أعمال حربية تطال بحسب الظاهر والمعلن عنه تنظيم داعش الإرهابي، زاد من الشكوك حول طبيعة الأهداف الحقيقية من وراء هذه العمليات. 

 

أمام هذه السياسات لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان والمتسمة بشكوك حول طبيعتها، ظهر التصريح الأخير لزعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش كرد على هذه السياسات، فقد شكك بأهداف الحكومة التركية ضد الجماعات التكفيرية معتبرا أن سياسة أردوغان الجديدة والقائمة على ضرب داعش سببه أهداف لا تفرق عن سابقتها أبدا، فهي قد جلبت حتى الآن التفجيرات التي تشهدها تركيا، هذا إلى علاقات عداء مع الشعب السوري وحكومته، وفي عرض لبعض هذه الأسباب بحسب الرؤية المعارضة لسياسة أردوغان نستعرض التالي:

١- ضرب أكراد سوريا والوقوف عائقاً أمام توحيد الأكراد السوريين، وبالتالي إيجاد منطقة عازلة بين تركيا وسوريا والعمل على دعم الجماعات التكفيرية لا سيما داعش لقلب الموازين لصالحها. هذا الهدف والذي يبرز فيه بشكل واضح التناقض بين الهدف المعلن والهدف الواقعي العملي على الأرض، وهي بذلك تظهر للعالم أنها شريكة في المحور الذي يحارب جماعات التكفير خاصة بعد الضغوط التي شنت عليها بأنها شريكة في دعم الإرهاب في المنطقة.

٢- خلط أوراق النتائج الإنتخابية البرلمانية والتي لم يتمكن فيها حزب أردوغان من الحصول على عدد المقاعد كتلك التي كانت في الدورة السابقة، وبالتالي إظهار أن الحكومة التركية انتحت منحىً تصعيدياً ضد الجماعات التكفيرية في سوريا، وهو ما يعطي زخما ودفعا معنويا وعملانيا لحزب أردوغان وفق رؤيته.

٣- يطمح حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان إلى زعزعة الوضع في سوريا بشكل أكثر ويرى في ذلك فرصة للتدخل في شأنها واكتساب منافع ومصالح تلبي الطموح الأردوغاني التوسعي في المنطقة، وأمام الفشل الذي حققته جماعات التكفير في سوريا وبالأخص في القسم الحدودي معها لا سيما في المناطق الكردية، وبعد أن كانت تعول تركيا على هذه الجماعات في إحداث تغير، إرتأى أردوغان أن يتدخل بشكل مباشر في سوريا تحت عنوان أن هذه الجماعات التكفيرية باتت تشكل خطرا على تركيا وتهدد أمنها واستقرارها، فيما الهدف الحقيقي هو إحداث تغير يلبي الطموحات الأردوغانية التوسعية.

٤- لعل الإتفاق النووي الذي حققته ايران مع مجموعة الدول ال ٥+١ كان له أثر فاعل على تركيبة سياسة حزب العدالة والتنمية في المنطقة وساهم في إضفاء صبغة جديدة وتكتيك جديد على آلية العمل لديهم، إلا أن هذا التغيير بقي شكلياً ظاهرياً لامتصاص الضغوط من جهة وتحقيق المطامع في سوريا بتكتيك جديد من جهة أخرى. 

 

إلا أن حزب أردوغان وبسياسته الجديدة المنتهجة وقع بمحظور آخر أكبر يزيد من المشكلات والتهديدات التي تحيط بتركيا، فهي سياسة فتحت صراعاً مفتوحاً مع الأكراد إن كان أكراد تركيا أنفسهم أو أكراد سوريا، وهو يعمق الفكرة لديهم بضرورة العمل وفق توجهات لا يكون لسياسة اردوغان فيها من حل، هذا إلى خلق منطقة غير آمنة على حدودها مع سوريا يمكن ان يؤدي في المستقبل إلى مزيد من الأعمال الإرهابية وبالتالي نمو لهذا الفكر داخل اراضيها والذي بدأت تظهر أولى بوادره، هذا إلى العلاقات المضطربة مع العديد من دول العالم لا سيما سوريا ومحور المقاومة والذي من شأنه ان ينعكس مستقبليا على ديناميكية العلاقات التركية مع المحيط. يضاف إلى كل ذلك المعارضة الحزبية والشعبية التي بدأت تزداد وتنمو بشكل اكبر داخليا والتي ظهر انعكاسها في نتائج الإنتخابات البرلمانية الأخيرة.

المصدر : الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق