نتنياهو يصارع أوباما في عقر داره بشان الاتفاق النووي مع ايران
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
يصل الصدام بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الاتفاق النووي مع ايران ذروته هذا الأسبوع.
ويتركز الصدام أساساً على جبهة كسب ود اليهود في أميركا من ناحية، وكسب الغالبية المطلوبة في الكونغرس لمنع تنفيذ الاتفاق من ناحية أخرى. وفي إطار هذا الصدام سيتوجه كل من نتنياهو وأوباما بخطاب إلى الجمهور اليهودي في أميركا لإقناعه بالوقوف في هذه الجهة أو تلك.
وكانت وكالات الأنباء قد أشارت إلى شحذ الهمم في الجانبين في محاولة لتوجيه كل منهما الضربة القاضية للخصم. وأشارت إلى أن نتنياهو قرر زيادة جهوده هذا الأسبوع لمنع إقرار الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس. وفي هذا الإطار فإن نتنياهو سيتوجه مباشرة للمنظمات اليهودية في أرجاء أميركا بقصد تشجيعها على ممارسة نفوذها على صناع القرار الأميركيين، وخصوصاً في الكونغرس. ومن المقرر أن يوجه نتنياهو غداً، ببث مباشر وعلى شبكة الانترنت، خطاباً يمكن استقباله في أجهزة الكومبيوتر والهاتف المحمول.
كما من المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية ومؤتمر المنظمات الصهيونية والفدرالية اليهودية في أميركا الشمالية. وقال رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات ستيفن غرينبرغ إن نتنياهو سيرد على أسئلة الجمهور وان «القضايا المتصلة بالاتفاق النووي مع ايران مركبة، والطائفة اليهودية في أميركا توليها اهتماماً شديداً».
وأشارت «هآرتس» إلى أن كلا من نتنياهو وأوباما يتعامل مع الأمر وكأنه معركة حياته، التي ينبغي فيها بذل كل جهد من أجل تحقيق النصر. وأوضح المراسل السياسي للصحيفة باراك رابيد أن نتنياهو حاول بعد توقيع الاتفاق النووي اتباع سياسة حذرة وعدم شن حملة علنية وهجومية ضد الاتفاق، لكنه في الأيام الأخيرة يتصرف كمن تخلى عن الحذر. وقال إن أحد أسباب ذلك قناعة نتنياهو المتزايدة بتوفر فرصة لإقناع ما يكفي من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بمعارضة الاتفاق، وإبطال «الفيتو» الذي يمكن للرئيس الأميركي استخدامه بعد التصويت على الاتفاق في 20 أيلول المقبل.
ولا يشعر نتنياهو بأنه واهم في إيمانه بإمكانية إفشال الاتفاق. إذ يقف إلى جانبه اللوبي الصهيوني الذي بدأ بشن حملة واسعة ضد الاتفاق تكلف ملايين الدولارات، وهناك تقديرات بأن تكلفة الحملة 20 إلى 40 مليون دولار.
ثم إن السفير الصهيوني في واشنطن رون دريمر بدأ لقاءاته الماراثونية مع المشرعين الأميركيين في تلة الكابيتول. ويكتمل الأمر باللقاءات التي يمنحها نتنياهو لوسائل الإعلام الأميركية. ويجد نتنياهو التشجيع من الجمهوريين، ومن بعض مقالات الرأي في كبريات الصحف والتي تعادي الاتفاق النووي. وهناك أيضا الاستطلاع، الذي نشرته قناة «سي ان ان»، حول حجم معارضة الأميركيين للاتفاق. وبديهي أن كل ذلك يشجع نتنياهو على الضغط أكثر على الدواسة.
وفي إطار هذه الحملة ينظم «إيباك» لقاء بين عشرات من أعضاء الكونغرس، ينقلون جواً إلى الكيان الإسرائيلي، ورئيس الحكومة الصهيونية وعدد من كبار المسؤولين بهدف إقناعهم بمعارضة الاتفاق مع إيران.
وفي المقابل، فإن الرئيس الأميركي يجري لقاءات وينظم حوارات إقناع مع نشطاء في منظمات ليبرالية متعاطفة مع الحزب الديموقراطي. وقال أوباما، في أحد هذه اللقاءات، إن «مليارات» تموّل الحملة الإعلامية ضد الاتفاق، وإن قسماً من هذه الأموال مدفوعة من الجهات نفسها التي حثت على غزو العراق. ويشدد على أن الاحتجاجات الصاخبة ضد الحرب في العراق بدأت ولكن بعد فوات الأوان. وطالب أنصاره بممارسة الضغط المضاد على أعضاء الكونغرس، وخصوصا «المتذبذبين»، لتأييد الاتفاق.
وطبعا لا يكتفي أوباما بذلك، بل يمارس ضغوطاً شديدة على أعضاء الكونغرس، حيث استدعى، في الأسبوع الماضي، عشرات من أعضاء الحزب الديموقراطي ورد على أسئلتهم طوال ساعات. وقال موقع «بوليتيكو» الإخباري إن أوباما أيضا يتحادث هاتفيا مع العديد من أعضاء الكونغرس. وطالب أوباما أعضاء الكونغرس بإشهار تأييدهم للاتفاق من أجل تعزيز الثقة به.
ويوم الأربعاء المقبل سيزيد أوباما ضغطه لمصلحة الاتفاق النووي، وسيلقي خطاباً للأمة في الجامعة الأميركية في واشنطن، حيث ألقى الرئيس جون كيندي خطاباً مشابهاً قبل 50 عاماً لإقناع الأميركيين بأن بالوسع منع حرب نووية بوسائل ديبلوماسية. وينوي أوباما أن يشرح للجمهور المبررات التي بسببها يخدم الاتفاق النووي المصالح الأمنية لأميركا.
وبحسب «هآرتس» فإن المعركة على الاتفاق النووي لم تقتصر على ما سبق. فالأمين العام لوكالة الطاقة النووية يوكيا أمانو سيصل للمشاركة استثنائياً في اجتماع مغلق للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ. ويفترض أن يحث أمانو الأميركيين على تأييد الاتفاق ورفض الانتقادات الموجهة له، فضلاً عن تفنيد الشبهات بشأن وجود مشروع نووي عسكري لإيران. وفضلا عن ذلك توجه أميركا جهودها لإقناع الدول العربية، وخصوصا الخليجية، بتأييد الاتفاق، وتبلغ المساعي ذروتها في الاجتماع المقرر مع وزراء خارجية دول التعاون الخليجي.انتهى