التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

عودة «خالد بحاح» الی عدن؛ ضجة إعلامیة فارغة أم مکسب عسکري؟ 

 رغم الهجمة الإعلامية الواسعة التي اصطنعتها وسائل الاعلام العربية والسعودية في تغطية خبر عودة خالد بحاح الی مدينة عدن، للإيحاء بانها إنجاز عسكري مهم، أكدت التقارير الواردة من الیمن أن السعودية أجبرت بحاح علی العودة الی عدن رغم معارضته الشخصية، إثر خشيته من هشاشة الاوضاع الأمنية في هذه المدينة، حيث لم تمض إلا دقائق معدودة من هبوط الطائرة السعودية التي حملت بحاح الی عدن، حتی أطلقت علیه النيار من قبل أحد عناصر الأمن وكاد يفقد حياته في اللحظات الاولی بعد أن وطأت قدماه أرض مدينة عدن. إذن في ظل هذه الظروف الأمنية غير المستقرة والمعقدة كيف سيكون بمقدور منصور هادي وخالد بحاح والنظام السعودي، السيطرة علی الوضع وتشكيل حكومة جديدة تحكم البلاد كما تحاول الرياض؟

 

حيث سمعنا بالامس من خلال الاعلام أن خالد بحاح عاد الی مدينة عدن ومكث فيها أقل من ثلاث ساعات ثم عاد بعد ذلك الی السعودية، بعد تعرضه لمحاولة إغتيال حسب مصدر أمني يمني قال إن بحاح «تعرض لمحاولة اغتيال فور وصوله مطار عدن الدولي من قبل أحد العناصر الامنية، الذي كان من ضمن حراسة المطار». وبناء علی هذه النتائج فان عودة بحاح الی عدن لم تعتبر وفقا لموازين الحرب، إنتصاراً للسعودية ولحكومة منصور هادي، بل علی العكس من ذلك تدل هذه العودة المحفوفة بالمخاطر الأمنية، علی أن السعودية وحكومة منصور هادي عجزتا بعد أشهر من القتال من العودة الی صنعاء العاصمة السياسية للبلاد، وفشل رهانهم علی الائتلاف العربي، ولم يبق أمامهم طريق لحفظ ماء وجوههم سوی أن تطأ أقدامهم مدينة عدن حتی لو كانت لساعات معدودة ليدعوا أنهم سيطروا علی هذه المدينة وحققوا إنجازا عسكريا علی الارض.

 

لكن في المقابل نظرت حركة أنصارالله وقياداتها السياسية والميدانية بشكل مختلف عما روجت له السعودية تجاه عودة خالد بحاح لمدينة عدن. حيث قال محمد البخيتي علی حسابه الشخصي علی موقع الفيس بوك ردا علی عودة بحاح لعدن إن «عودة بحاح اذا تم التعامل معها كمدخل لاعادة الحياة لمسار العملية السياسية ستكون ايجابية، وان تمترس الطرفان حول سقفهما المرتفع فانها تعزز الصراع والحرب». موكدا أنه «كان من المهم بالنسبة للرياض وللقوى السياسية الیمنية الموالیة لها تحقيق نصر ولو جزئي ليكون بإمكانهم الذهاب الى تسوية سياسية، فقد كان من الصعب علیهم التفاوض وهم في الرياض».

 

وأضاف البخيتي أنه «على بحاح أن يبادر الى دعوة الأطراف الیمنية لوقف القتال، والشروع فوراً في الحوار، وليكون الحوار متنقلاً بين صنعاء وعدن».

 

وبما أن السعودية تعرف إحتمال عدم إمكانية تشكيل حكومة يمنية جديدة في عدن بسبب الظروف الأمنية الصعبة في هذه المدينة، فانها باتت تروج الی أن أحد أهداف سيطرتها علی مدينة عدن، تهدف لتقديم المساعدات الإنسانية الی الیمنيين. لكن الكثير من الیمنيين يقولون إن السعودية لم تقدم لهم أي مساعدات إنسانية وما تصفه بالمساعدات الإنسانية ما هي إلاّ طائرات محملة بالتعزيزات العسكرية ومقصدها النهايي الجماعات الإرهابية ومن ضمنها القاعدة. بالاضافة الی ذلك، يتسائل الكثير من المتابعين لماذا هذه المساعدات المزعومة لم تقدم لجميع المدن والمحافظات الیمنية، ولماذا توزع علی مناطق معدودة تسيطر علیها الجماعات الإرهابية؟ كما أن هناك أسئلة عديدة حول أنه إذا كانت السعودية حقا تريد مساعدة الیمنيين فلماذا لم تقدم لهم الحاجات الأساسية مثل الأدوية ومولدات الكهرباء والوقود بما أن البلاد تعاني من شح الوقود في جميع المحافظات؟

 

وختاما نعتقد أن السعودية نفسها يجب أن تفهم جيدا أن السيطرة علی مدينة او محافظة واحدة من عشرات المحافظات الیمنية الاخری التي يسيطر علیها الجيش واللجان الشعبية الیمنية، لا يعد إنتصارا بل هو انعکاس واضح للهزیمة، ولهذا علی الرياض إنهاء حربها العدوانیة علی الشعب الیمني، والسماح لهذا الشعب أن يقرر مصيره بنفسه دون أن تفرض علیه أجندة خارجية، عبر مشاركة جميع مكوناته السياسية الداخلية منها والخارجية بعد العودة الی الیمن والجلوس مع بعضها البعض علی طاولة حوار واحدة وتنحیة السلاح.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق