تفاقم الوضع الانساني في اليمن لم يوقظ الضمير العالمي والعدوان مستمر
يدخل العدوان الامريكي السعودي الإسرائيلي على اليمن يومه ال ١٢٨ مرتكباً مجازر حرب ومتعمدا استهداف المواطنين العزل والابرياء، فما هي الاهداف التي حققها العدوان؟ كيف هو الوضع في اليمن؟ ومتى يستيقظ العالم لوقف العدوان؟
التطورات الاخيرة في اليمن دقت ناقوس الخطر على الصعيد الانساني، حيث اشارت الوثائق الصادرة عن المنظمات الانسانية الدولية إلى ان الوضع الانساني في اليمن متردٍ ومهدد بالمزيد من التدهور. وجاء في تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا”: “زاد عدد المواطنين المحتاجين لشكل من أشكال المساعدات الانسانية بنسبة ٣٣ بالمئة من ١٥,٩ مليون إلى ٢١,١ مليون شخصا. ويعني هذا أن ٨٠ بالمئة من الشعب اليمني يحتاج الان إلى المساعدة بشكل أو بآخر لتلبية احتياجاتهم الاساسية من الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى والامدادات الاساسية الاخرى، أو لحماية حقوقهم الاساسية . ان المدنيين يتحملون تبعات العنف الحاصل، حيث يشكل النزاع خطرا كبيرا على سلامتهم وصحتهم النفسية والاجتماعية. فلقد تضرر أكثر من ١٢ مليون شخص من النزاع بشكل مباشر، ويشمل هؤلاء أكثر من ٧ ملايين طفل”.
وقد زادت حدة انعدام الامن الغذائي بنسبة تزيد عن ٢١%، ليتضرر منها اليوم أكثر من ١٢.٩ مليون شخص . فلا تتوفر الاغذية الاساسية بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية على الموانئ والمعابر، وبسبب تقلص الواردات نتيجة الاوضاع الامنية الصعبة . بالاضافة الى ذلك يستهدف الطيران السعودي البنى التحتية والابار الارتوازية ما ادى الى ازمة في توفير المياه والصرف الصحي، وانخفاض القدرة على الوصول للرعاية الصحية مما يشكل خطرا على الصحة الغذائية لدى أطفال اليمن.
حتى المنشآت الصحية والمستشفيات لم تسلم من العدوان السعودي، فمعظم المراكز الطبية تعاني من نقص بالتجهيزات مما يجعلها غير قادرة على معالجة المرضى والجرحى، وبالخصوص مراكز غسيل الكلى. وافادت تقارير المنظمات الانسانية ان النظام الصحي في اليمن يوشك على الانهيار، حيث تنعدم الرعاية الصحية الاساسية لاكثر من ١٥.٢ مليون واغلقت ١٦٠ منشأة صحية على الاقل بسبب غياب الامن ونقص الوقود والدواء. وتجدر الاشارة الى ان الوضع الامني دفع معظم المنظمات الانسانية الى مغادرة الاراضي اليمنية، خاصة بعد تعرض بعض مراكزهم لغارات من طائرات التحالف.
واضافت التقارير ايضا ان أكثر من مليون شخص نازح و٢٠٠ ألف شخص معرض للخطر في المجتمعات المضيفة وهم بحاجة ماسة إلى المأوى العاجل أو المستلزمات المنزلية الضرورية الاخرى . كما ويعيش كثير من النازحين في المنشآت العامة، والمآوي المؤقتة، أو في العراء مما يجعلهم عرضة للامراض والاوبئة.
على صعيد متصل، تواصل السعودية عدوانها على الشعب اليمني، فلا تفرق طائراته بين الاهداف المدنية والعسكرية. هذا العدوان، الذي فشل في تحقيق اي من اهدافه المدعاة، لم يحقق سوى قتل النساء والشيوخ والاطفال اضافة الى تدمير البنية التحتية من مرافئ حيوية ومدارس ومؤسسات حكومية، حتى المناطق الاثرية لاقت نصيبها من التدمير. ولا ينفك السعوديون عن اختلاق الاعذار وابتداع الاهداف الوهمية لتبرير حربهم الهمجية، الا انه بات واضحا ان هذه الحرب نابعة من حقد ولؤم وتعصب، وهدفها القتل والتدمير. كما ولم تكتف السعودية ومن يدعمها بالحرب الجوية والحصار بل تسعى في كل يوم الى تاجيج نار الفتنة بين اليمنيين وتحريضهم على الحرب الطائفية والمذهبية. ولا تتجاوب السعودية مع استغاثات المنظمات الانسانية التي تطالب بوقف الهجمات لمدة ٢٤ ساعة، لتقديم المساعدات الانسانية لعشرات الالاف من النساء والاطفال، وتقديم العلاج لالاف الجرحى.
الوضع في اليمن كشف مدى لامبالاة المؤسسات الدولية والانسانية، فهيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي تكاد لا تعلق على ما يجري، كيف تعلق وامريكا والكيان الإسرائيلي والدول العظمى تؤيد هذه الحرب وتدعمها. ويكتفي هذا المجلس بادانة الارهاب وبفرض عقوبات على قادة “انصار الله”، وبالمقابل لا ياتي على ذكر السعودية وحلفائها.
غاب الضمير العالمي عن اليمن كما غاب عن فلسطين وسوريا والعراق، ربما قتل الاطفال والنساء ليس من اختصاصه، او ربما تعوّد رؤيتها فلم تعد توقظه.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق