التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

هل سينضم العراق وإيران إلى مجلس التعاون الخليجي ؟ 

عبدالرضا الساعدي

 رغم أن الواقع السياسي ، العربي والإقليمي ، ونتائجه على الأرض ، فيه من التعقيد والتأزم الكثير ، لاسيما بعد ما حدث في سوريا والعراق وكذلك اليمن مؤخرا ، والتهديد الخطير والحقيقي الذي تمثله تنظيمات داعش التكفيري الإرهابي في المنطقة ، مما انعكس على الواقع الدولي أيضا ، بحيث أصبح لزوما على جميع الأطراف السياسية في المنطقة والعالم الشرقي والغربي ، الوصول إلى صيغ حل واتفاقات للخروج بنتائج موضوعية وواقعية تمهد لأرضية مشتركة ، سواء في المرحلة الراهنة والمستقبلية أيضا ، وذلك تفاديا للكثير من الأزمات والنكبات والنيران التي أحرقت ودمرت وعبثت بمقدرات وأرواح وممتلكات شعوب المنطقة واستقرارها ، ولهذا نشهد خلال هذه الفترة شيئا من التحركات والمساعي والمبادرات هنا وهناك من بعض الدول المهمة والفاعلة في سبيل إيجاد مخرج لما يحدث من أزمات وتعقيدات ومشاكل جمة تواجه الجميع ..
وبعد الاتفاق النووي الأخير المهم بين جمهورية إيران الإسلامية ودول ( 5+1 ) ، صار الكثير من أصحاب الرأي السياسي والأمني والاقتصادي ، يعتقدون أن الفرصة قد حانت لإعادة الكثير من الأمور في نصابها الطبيعي والموضوعي ضمن هذه المرحلة المعقدة ، ومن بينها علاقة دول الخليج بالعراق وبجمهورية إيران الإسلامية وإمكانية توفر شروط حقيقية وواقعية على الأرض لجعل هذه العلاقات واضحة ومثمرة تصب في مصلحة المنطقة والعالم.. فهل حانت الظروف لهذا التوجه اليوم ؟..
يرى بعض المحللين وأصحاب الرأي :
‘‘ لقد أصبحت الظروف مهيأة لانضمام إيران والعراق إلى مجلس التعاون الخليجي، فقد بدأت إيران تعطي أهمية خاصة لتدعيم علاقاتها مع الدول الإسلامية، خاصة دول الجوار الجغرافي، وانطلاقًا من ذلك فإن الوضع أصبح مهيأً لكي تصبح إيران عضوًا في المجلس.
ومن الطبيعي أن يصاحب انضمام إيران لمجلس التعاون تقليصًا في عدد المشكلات القائمة بالفعل، كما أن التعامل البناء بين الدول الأعضاء في المجلس من شأنه أن يؤدي إلى تفعيل العلاقات المشتركة بين إيران ودول مجلس التعاون وهو الأمر الذي سوف يسفر في النهاية عن مزيد من الاستقرار وتقليص حدة التوتر الموجودة في المنطقة.
ولهذا سوف يدعم انضمام إيران لمجلس التعاون_ إن تحقق فعلا _من مكانة هذه المنظمة على خلفية ما لإيران من مكانة إقليمية ودولية هامة. بالإضافة إلى أن ذلك سوف يساعد على تدعيم العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون وإيران‘‘.
وفي إشارة مهمة ضمن هذا التوجه ،  شدّد وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف»، على تمتين العلاقات مع دول الجوار خلال زيارته الكويت وقطر، مؤخرا ، وهو متمسّك بلهجة تطمينية، قائلاً في تصريحات له بالكويت: «أي تهديد لدولة واحدة هو تهديد للجميع، ولا يمكن أي دولة أن تحل المشاكل الإقليمية من دون مساعدة الآخرين». وأضاف أن «ما تحتاج إليه المنطقة ليس تغييراً سياسياً من إيران، بل تغييرا في السياسة من بعض الدول التي تسعى الى النزاعات والحرب»، موجّهاً رسالة ضمنية الى السعودية.
في الوقت الذي أكد فيه وزراء دول مجلس التعاون لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاثنين الماضي ، في بداية المحادثات التي يعقدها الجانبان في الدوحة، أنهم يسعون الى علاقات طيبة مع طهران قائمة على التعاون والمصلحة المتبادلة، معربين عن أملهم أن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة ( خمسة زائد واحد) الى الاستقرار في المنطقة،مطالباً في الوقت ذاته بان تكون العلاقة بين دول مجلس التعاون وطهران قائمة على التعاون البناء البعيد عن التدخل في الشؤون الداخلية.
وقال وزير خارجية قطر خالد العطية “نتطلع بأمل أن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة مؤكدين أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية .”
وفي سياق متصل يعقد وزير الخارجية الامريكي جون كيري أيضا اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف والسعودي عادل الجبير سيركز على موضوع الأزمة السورية، في وقت تحاول فيه موسكو تقارب بين الحكومة السورية وبين دول في المنطقة مثل السعودية وتركيا لتشكيل تحالف من أجل محاربة تنظيم داعش الارهابي.
يذكر أن في الشهر الماضي وافقت الدول الست -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا- على رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب أنه يهدف لإنتاج قنبلة نووية لكن طهران تؤكد أنه سلمي.
وقد نشرت أكثر من صحيفة عربية مقالا لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يحث فيه دول الخليج العربية على العمل مع إيران للتصدي لموجة انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط.
وجاء في المقال “علينا جميعا أن نقبل حقيقة انقضاء عهد الألاعيب التي لا طائل منها وأننا جميعا إما رابحون معاً أو خاسرون معاً.”
وترى بعض المصادر الإعلامية  إن هذه “الرسالة الإيرانية الأولى المباشرة للعالم العربي بعد توقيع الاتفاق النووي.” بينما قالت أخرى  إن المقال يمهد لجولة لوزير الخارجية الإيراني في عدد من العواصم العربية بعد توقيع الاتفاق.
 الكثير من المواطنين في الشارع العربي والخليجي ودول المنطقة بشكل عام ، ينظرون بأهمية إلى الدور العراقي والإيراني في حال تحققت فكرة مشروع انضمامهما إلى المجلس ، وبصرف النظر عما يشوب العلاقة بين بعض دول مجلس التعاون مع العراق وإيران ، فإن حل المجلس ومعاودة تشكيله بناء على أهداف سياسية جديدة، باتا خياراً ضرورياً في هذه الظروف، حتى لا يلقى مصير جامعة الدول العربية، بخاصة أن ضم الأردن مازال مطروحاً أيضا ، ودخول الأردن في التشكيل المحتمل، ربما يشكّل إضافة مفيدة في هذا الوقت.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق