التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

موت الملا عمر وانقياد طالبان للمخابرات الأجنبية 

 فيما كانت افغانستان تعيش اجواء الحوار بين الحكومة المركزية وجماعة طالبان برعاية باكستانية انتشر فجأة نبأ موت زعيم جماعة طالبان الملا عمر وكان الأمر الملفت في هذه القضية هو موته قبل عامين ونصف من الآن في احدى المستشفيات الباكستانية واعلان النبأ الآن وهذا ما يطرح تساؤلات حول سبب اخفاء الباكستانيين لنبأ موت الملا عمر واحتمال ان تكون لباكستان خطط كانت تمهد لتنفيذها بعد موت زعيم طالبان وتستعد من أجلها. 

وقد بدأت الخلافات حول تسمية الشخصية التي تخلف الملا عمر في قيادة طالبان وهناك الآن ثلاث جماعات في داخل طالبان افغانستان تريد الاستيلاء على قيادة هذه الجماعة واول هذه الجماعات هم انصار الملا محمد اختر منصور الذي كان قائدا عسكريا بارزا في طالبان ومساعدا للملا عمر، ويقال ان كل البيانات التي كانت تصدر عن قيادة طالبان خلال السنتين ونصف السنة الماضية باسم الملا عمر كان الملا اختر هو من يصدرها وكان يقود طالبان بمساعدة الباكستانيين. 

 

اما الشخص الآخر فهو الملا يعقوب نجل الملا عمر الذي يحظى بدعم بعض قيادات طالبان والذين يعتقدون ان القيادة يجب ان تكون من نسل الملا عمر احتراما له ولذلك فإن افضل خيار للقيادة هو الملا يعقوب، اما الجهة الثالثة فهم انصار الملا طيب آغا الذي يفضل العمل السياسي والدبلوماسي والذي كان المسؤول عن مكتب طالبان في قطر وهو يعتقد ان طالبان التي لم تستطع الوصول الى اهدافها خلال السنوات العشر الماضية يمكنها بلوغ اهدافها عبر الحوار والتفاوض.  

  

وكان حصول الخلافات حول الشخصية التي يجب ان تقود طالبان متوقعا لأن كافة الجماعات غير الديمقراطية تعاني من مشاكل عندما يغيب زعيمها الدكتاتوري وتحصل هناك خلافات تؤدي حتى الى الاقتتال الداخلي وان طالبان ليست استثناء في هذا المجال لكن القضية الهامة التي اشرنا اليها في بداية هذا المقال هو اخفاء نبأ موت الملا عمر لعامين ونصف ويبدو ان الهدف من هذا الاخفاء كان ترتيب الاوضاع لسوق طالبان نحو المسار المطلوب الذي يخدم مصالح بعض الدول والاجهزة والشخصيات المتنفذة.  

 

ولا شك ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والسعودية وبعض الدول الاوروبية كانت تعلم بموت الملا عمر بالاضافة الى باكستان ولايمكن القبول بأن هذه الجهات لم تكن على علم بهذه القضية لكن صمت هذه الدول كان من اجل دعم باكستان في ترتيب اوضاع طالبان وتحين الفرصة لاعلان خلافة الملا اختر منصور لكن مع وجود كل هذه المساعي والمحاولات فإن الخلافات الداخلية في صفوف طالبان ستندلع وان هذه الجماعة لن تكون بعد الان ذلك التنظيم المتماسك. 

 

ان الاعلان عن موت الملا عمر بعد استيلاء تنظيم داعش الارهابي على بعض المناطق وتحقيق انتصارات سيساعد تنظيم داعش على جذب العناصر من داخل صفوف طالبان واشتداد وتيرة استقطاب المسلحين.  

      

واخيرا يجب ان لاننسى ان طالبان التي نشأت بعد الانتصارات التي حققها المجاهدون الافغان ضد الاتحاد السوفيتي هي جماعة شاركت اجهزة الاستخبارات الاجنبية في تشكيلها وخاصة جهاز الاستخبارات الباكستاني وفي الحقيقة تعتبر طالبان نتاجا لمساعي باكستان وامريكا وبريطانيا والسعودية ومخططاتهم واموالهم ولذلك سنجد ان هذه الدول واجهزة استخباراتها هي التي ستقرر بشأن الاوضاع الداخلية لطالبان ونشاطات هذه الجماعة الارهابية وان هذه الاجهزة الاجنبية وخاصة الاستخبارات الباكستانية ستدفع طالبان نحو اتخاذ قرارات تراعي المصالح الباكستانية في الدرجة الاولى ولذلك ستبقى طالبان في خدمة اجهزة الاستخبارات الاجنبية وان الاخفاء الناجح لنبأ موت الملا عمر لعامين ونصف يظهر استمرار هذا المسار والنهج.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق