قرار زعيم وارادة شعب
تقرير / رباب سعيد
* الجيش المصري ينشر مجموعات قتالية بمدن القناة ومحيط الاحتفال
* 95 كاميرا لنقل الاحتفال وشاشات عرض في واشنطن ونيويورك ولندن وموسكو
* مشروعات التنمية الجديدة يبدأ تنفيذها غدا الجمعة
* “مميش” ينتظر تكليفات جديدة من الرئيس السيسي
* فاينانشال تايمز البريطانية: المشروع الضخم أداة لمواجهة التراجع الاقتصادي والبطالة في مصر
“يورو نيوز”: “السيسي” يعتبر القناة رمزا للكبرياء المصري
ينطلق صباح اليوم في مدينة الإسماعيلية المصرية الحفل الأسطوري العالمي لافتتاح قناة السويس الجديدة بحضور عدد من الرؤساء والملوك وممثلي الهيئات الدولية والإقليمية، ومن المنتظر مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني والذي سيكون في طليعة الحضور للحفل المهيب.
هذا وقد تحولت مدن القناة الثلاثة إلى ثكنة عسكرية بشكل كامل لتأمين موقع الاحتفال وكافة الطرق الرئيسية المؤدية إليه وكذلك لتأمين المجرى الملاحي العالمي لقناة السويس الحالية والجديدة.
فقد تابع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بنفسه مجريات التأمين وكافة الاستعدادت لإجراءات الحفل وتأمين الحضور والشخصيات الدولية المهمة المشاركة في الحفل، فقد اجتمع مطلع الأسبوع مترأسا مجلس الدفاع الوطني والذي أصدر تكليفاته بتكثيف عمليات التأمين التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية بمعاونة وزارة الداخلية، والوقوف على آخر الاستعدادات لبرنامج الحفل والذي تنظمه إحدى الشركات العالمية وهي فرنسية الجنسية.
فقد أعطى الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع المصري أوامره بانتشار أمهر المجموعات القتالية من الجيشين الثاني والثالث بمدن القناة وجاهزيتهم للتعامل في أي وقت تحسبا لأي فعل من شأنه إفساد الحفل وفرحة المصريين من المجموعات الإرهابية والإجرامية، كما انتشرت قطاعت الشرطة المختلفة لتأمين منطقة الاحتفال وكذلك المصالح والهيئات الحكومية بمختلف الجمهورية تحسبا لأي اعتداء محتمل، فقد شهد تعاونا كبيرا بين قطاعي الأمن العام والأمن الوطني (أمن الدولة سابقا) لإنجاز مهمة التأمين .. ومن جانبه أعلن اللواء جمال عبدالباري مدير أمن الإسماعيلية بأنه تم نشر مجموعات قتالية في شوارع السويس.
94 كاميرا لنقل الاحتفال
وعن الترتيبات الخاصة بنقل وتغطية الاحتفال فقد تم تخصيص 40 كاميرا للشركة المنظمة للاحتفال و54 كاميرا للتليفزيون المصري ومن الممكن زيادة هذا العدد.
من جهته أعلن السفير صلاح عبدالصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية بأن اللجنة المنظمة لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، أقامت شاشات عرض بعدد من العواصم العالمية الكبرى، في واشنطن ونيويورك ولندن وموسكو وبكين، وسيتم نقل وقائع الاحتفال على الهواء مباشرة بهذه العواصم يوم الاحتفال.
“السيسي” يستقل “المحروسة”
وعن الحفل أعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيستق السفينة المحروسة بمفرده لتكون أول سفينة عابرة للقناة الجديدة يوم الافتتاح، وأن هناك 30 خيمة تم تجهيزها للاحتفال ومركز إعلامي على أعلى مستوى، ومن المنتظر بعد إلقاء الفريق مهاب مميش كلمته أن يأذن الرئيس السيسي ببدء تشغيل القناة الجديدة، على أن يصاحب ذلك العروض البحرية والجوية، حيث تشارك طائرات إف16 والرافال الفرنسية في هذه العروض، علاوة على العروض البحرية والتي ستكون هي أساس الحفل، كما تطلق جميع موانئ العالم صافراتها في توقيت واحد أثناء الإعلان عن بدء تشغيل القناة الجديدة.
كما تم تجهيز عدد من الخيمات بعدد محافظات مصر لتقدم كل محافظة الفنون الفلكولورية الخاصة بها، إضافة للعروض الفنية المختلفة والمقطوعات الموسيقية التي يقدمها الموسيقار الكبير عمر خيرت.
وبعد انتهاء العروض البحرية والفنية يصطحب الرئيس عبدالفتاح السيسي ضيوفه من الرؤساء والملوك للعودة بحرا إلى مقر الضيافة ومن بعدها إلى خيمة العشاء ثم إلى الحفل الليلي ويشمل أوبرا وأغانى وطنية ويعزف عمر خيرت مقطوعات موسيقية، ثم مشهد النصر، وينتهى الحفل بالسلام الوطنى.
وعن ردود الأفعال عن القناة الجديدة في الصحافة الأجنبية قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن مشروع قناة السويس الجديدة يعد مصدر فخر قومي للمصريين وينطوي على أمل اقتصادي طال انتظاره في أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان، مضيفة أن المشروع الضخم يعد آداة لمواجهة التراجع الاقتصادي والبطالة في مصر.
ومن جانبها، قالت شبكة تليفزيون “يورو نيوز” إن تجارب التشغيل التي أجرتها مصر على قناة السويس الجديدة أثبتت أن القناة جاهزة للملاحة الدولية بشكل آمن، لافتة إلى أن ثلاث سفن عملاقة أبحرت في القناة الجديدة بشكل تجريبي خلال الأيام الماضية.
وأضافت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعتبر القناة الجديدة رمزًا للكبرياء القومي المصري وفرصة مواتية لدعم الاقتصاد وتقليص البطالة.
ومن جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن قناة السويس الجديدة ستضاعف إيرادات الخزانة المصرية من ذلك الممر الملاحي الحيوي للتجارة الدولية، مضيفة أن المصريين تحملوا كافة تكاليف إنشاء قناة السويس الجديدة التي تجاوزت 8 مليارات دولار.
يأتي هذا الاحتفال بالقناة الجديدة بعد 12 شهرا هي المدة التي أمر بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لانتهاء أعمال الحفر وجاهزية القناة للافتتاح والتشغيل، الأمر الذي ضاعف التحديات وزاد من الأعباء الثقيلة على القوات المسلحة التي تكفلت بالإشراف على المشروع ومتابعة تنفيذه، حيث أمر الرئيس السيسي اللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بألا يترك مكانه إلا بعد الانتهاء من المشروع.
ورغم كل التشكيكات وعمليات الإحباط التي روجتها دول أرادت النيل من مصر وإرادتها واستقلاليتها كما حدث في مشروعات قومية كبرى كبناء السد العالي في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكحفر قناة السويس الحالية نفسها والتي استغرقت عشر سنوات كاملة راح ضحيتها 120 ألف مصري أثناء الحفر .. كل هذه وغيرها من عمليات الإحباط والتي روجها أعداء الداخل من جماعة الإخوان وحلفاءهم والمتعاطفين معهم، وكذلك بعض الأراء الفنية والعلمية التي قللت من جدوى المشروع وأنها تفريعة وليست كقناة وهو الرأي الشهير للمهندس الاستشاري المعروف ممدوح حمزة، كل هذا لم يثني العزيمة المصرية، بل فرض عليها خيار التحدي والمضي قدما دون الاعتبار وإصغاء الأذن لهذه الادعاءات.
ولم يتوقع العالم أن ينتهي هذا المشروع في هذا الزمن القياسي(12 شهر)، فقد أجمع كل المختصين من الشركات الأجنبية الكبيرة أن مدة تنفيذ هذا المشروع لا يقل عن ثلاث سنوات، واليوم يثبت المصريين العالم قدرتهم على العمل والتحدي، وأن كبرياءهم وعزيمتهم فوق كل اعتبار.
واليوم تعم الاحتفالات في كل شوارع ومحافظات مصر وليس فقط في موقع الاحتفال، ويعزف الشعب مع جيشه وشرطته سيمفونية نموذجية في حماية الوطن ضد كل من يحاول إفساد الفرحة على المصريين بل والعالم أجمع، فالقناة الجديدة هي شريان جديد للعالم بأسره يساهم في تنمية اقتصاده وتسريع حركة التجارة الدولية.
“الحياة” ترصد في هذا الملف رحلة الأشقاء المصريين في حفر قناتهم الجديدة بالوقائع والأرقام والتواريخ.
لماذا قناة السويس الجديدة؟
نظرا للنمو المتوقع لحجم التجارة العالمية في المستقبل وارتباط مشروع القناة الجديدة بمشروع مصر القومي للتنمية بمنطقة قناة السويس قامت هيئة القناة بإعداد التصميمات الهندسية والخرائط والتقديرات والجداول الزمنية للمشروع. قام الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بعرض الفكرة على السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية فأبدى إعجابه وتحمسه الشديد لهذا المشروع القومي الذي يمكن أن يكون مشروع القرن الواحد والعشرين لتطوير مصرنا الحبيبة أسوة بمشاريع مصر القومية في القرنين التاسع عشر والقرن العشرين. ومن دواعي الفخر أن هذا المشروع القومي مصري خالص وضع تصميماته رجال قناة السويس الذين أثبتوا جدارتهم وبطولتهم على مر العصور، وتنفذه سواعد أبناء هذا الشعب العظيم باني الحضارات وصروح المجد على مر الزمان. ونظرا للبعد الأمني الخاص لهذه المنطقة الحيوية من تراب مصر الحبيبة كان إصرار هيئة قناة السويس على أن تتم أعمال الحفر الجاف تحت الإشراف المباشر للهيئة الهندسية لقواتنا المسلحة الباسلة التي توفر كل أسباب النجاح والأمن والحماية للعاملين بالمشروع.
“السيسي” يأذن بالحفر
في الخامس من أغسطس 2014 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإعطاء إشارة البدء لهذا المشروع العظيم بتوقيع سيادته على أمر الحفر وهذا نصهً :“ بسم الله الرحمن الرحيم … وباسم شعب مصر العظيم ووفاءاً بالعهد والوعد واستكمالا لمسيرة أجدادنا العظماء … ومتوكلا على الله سبحانه وتعالى نأذن نحن عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ببدء حفر قناة السويس الجديدة لتكون شريانا إضافياً للخير لمصر ولشعبها العظيم وللعالم أجمع… حفظ الله مصر وحفظ الله شعبها العظيم … وتحيا مصر .. وتحيا مصر .. وتحيا مصر. وإن شاء الله في مثل هذا اليوم من العام القادم نحتفل معا بافتتاح القناة الجديدة.“
وبعد أن وقع السيد الرئيس على أمر الحفر اصطحب معه شباب مصر وأطفالها الذين يمثلون أجيال المستقبل ونصنع القناة من أجلهم ومن أجل مستقبل مشرق لهم قائلاً: ” لن أبدأ هذا الأمر وحدي لا بد أن نفعل هذا الأمر معاً … من فضلكم أنا عايز الأولاد الصغيرين والشياب الكبار من كل حتة في مصر يكونو جنبي هنا دلوقت… ثم أعطى سيادته إشارة بدء الحفر بتفجير الساتر الترابي.
أهداف المشروع والنتائج المنتظرة منه
يهدف المشروع إلى زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة وتحقيق أكبر نسبة من الإزدواجية في قناة السويس بهدف تقليل زمن العبور بالنسبة لقافلتي الشمال ليكون 11 ساعة بدلاً من 18 ساعة وذلك بتخفيض زمن الانتظار للسفن العابرة وهو ما سينعكس إيجاباً على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن، و يسهم في زيادة الطلب على استخدام قناة السويس باعتبارها الاختيار الأول لخطوط الملاحة العالمية ورفع درجة تصنيف القناة لدى المجتمع الملاحي العالمي. كما يهدف المشروع إلى زيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن في القناة ليصل إلى 97 سفينة يومياً عام 2023 بدلاً من 49 سفينة عام 2014. هذا بالإضافة إلى زيادة عائدات القناة لتصل إلى 13.2 مليار دولار عام 2023 بدلاً من 5.3 مليار دولار عام 2014بزيادة 259 %. خلق ما يقرب من مليون فرصة عمل لأبناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
مدة تنفيذ المشروع
بلغت مدة تنفيذ المشروع 12 شهرا انتهت تماما بإذن الله في الخامس من أغسطس 2015 وتبلغ التكلفة التقديرية 8.2 مليار دولار تعادل 60 مليار جنيه قام الشعب المصري العظيم بجمعها في ثمانية أيام فقط مسجلاً إنجازاً تاريخيا فريدا لهذا الشعب البطل الذي لا يعرف المستحيل ويؤكد على الدوام قدرته على اجتياز أصعب الظروف عندما يثق في قيادته الوطنية المخلصة.
الأنفاق الجديدة
يتضمن المشروع إنشاء 6 أنفاق جديدة أسفل قناة السويس .
أنفاق الإسماعيلية :
تتضمن إنشاء ثلاثة أنفاق بالكيلومتر 72 ترقيم قناة، منها نفقين للسيارات ونفق للسكك الحديدية لربط سيناء بالضفة الغربية للقناة.
أنفاق بورسعيد :
إنشاء نفقين للسيارات بالكيلومتر 17 ترقيم قناة بطول 3.5 كيلومتر لكل منهما وبقطر داخلي 11 متراً ومنشأ على عمق 48 متراً من سطح الماء. بالإضافة إلى إنشاء نفق للسكك الحديدة بالكيلومتر 20.500 ترقيم قناة بطول 7 كيلومتر وقطر داخلي 12 متراً يسمح بمرور القطارات في اتجاهين ومنشأ على عمق 48 متراً من سطح الماء. تبلغ التكلفة الإجمالية للأنفاق 29 مليار جنيه .
الخطوات التنفيذية لمشروع قناة السويس الجديدة
_ حفر المجرى الملاحي الجديد بطول 35 كيلومتر بعمق 24 متراً وعرض 320 مترأ عند صفحة المياه وبغاطس 66 قدماً.
_ توسيع وتعميق التفريعات الغربية الحالية بطول إجمالي 37 كيلومترأ وبعمق 24 مترا بغاطس 66 قدماً وتشمل التفريعات الغربية بمنطقة البحيرات المرة الكبرى ( 27 كيلومتراً) والتفريعة الغربية للبلاح بطول 10 كيلومترات. وبذلك يصل الطول الإجمالي للقناة الجديدة 72 كيلومتراً.
– أعمال تكريك بكميات حوالى 250 مليون متر مكعب ( حفر تحت منسوب المياة ) بتكلفة تقديرية 15 مليار جنيه.
– أعمال حفرعلى الجاف بكميات حوالى 258 مليون متر مكعب بتكلفة تقديرية 4 مليار جنيه0
– إزالة تكسيات وستائر بطول حوالى 30 كم وإنشاء تكسيات جديدة بطول 100 كيلومتر وبتكلفة تقديرية 500 مليون جنيه.
– تجهيز أحواض ترسيب لاستقبال ناتج اعمال التكريك
– نقل مرافق وسيفونات ( مياة – كهرباء – اتصالات – وقود – غاز )
– بالاضافة إلى جميع التجهيزات اللازمة للمساعدات الملاحية للمجرى الملاحى الجديد وانشاء مراسى معديات جديدة لخدمة المواطنين.
كل هذه الأعمال قام بها العاملون في المشروع على قدم وساق طبقا لتوقيتات زمنية وطبقا لتكليفات كل جهة حسب اختصاصها . كما تم الانتهاء من اعداد المستندات 0 ومنذ اللحظة الأولى من الإعلان تم إنشاء مجموعة عمل لدراسة وتقييم الشركات العالمية فى مجال التكريك وذات الكفاءات والقدرة على تنفيذ مثل هذه الاعمال ولها سابق خبرة وتجربة فى تنفيذ مشروعات التكريك العملاقة المشابهة . تم تقسيم المشروع إلى 6 مناطق وتحديد كميات التكريك المطلوبة لكل منطقة حسب الرسم المعلن، وعمل سيناريو لخطوات وأسلوب التنفيذ والذى يستغرق تنفيذة عشرة أشهر تنتهى فى بداية اغسطس 2015 .
تم إعداد مواصفات أعمال التكريك وشروط التنفيذ اللازمة للمشروع ( مواصفات – رسومات – جداول كميات – تقرير لأبحاث التربة – الشروط التعاقدية) وتجهيزها للطرح على الشركات العالمية المتخصصة فى مجال التكريك .