الإصلاح .. مطلباً شعبياً
عبدالرضا الساعدي
كشفت المرحلة السابقة من العمل الحكومي والبرلماني ، الحاجة إلى إجراء الكثير من التعديلات والمعالجات الضرورية ، العاجلة والآجلة منها ، بوصفها إصلاحات ينبغي إجراؤها في هذه المرحلة الحساسة من مراحل المواجهة العسكرية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد ، فمن جهة هناك مواجهة شرسة ضد داعش الإرهابي التكفيري ، تتزامن مع ظروف اقتصادية معروفة اقترنت بانخفاض أسعار النفط وسياسة التقشف في البلد ، مثلما هناك العديد من القضايا والمشاكل السياسية المحلية والعربية والإقليمية التي تنعكس آثارها على مجمل ظروفنا المذكورة ، ومن بينها التدخل التركي وعدوانه على الأراضي العراقية والأزمة المستمرة في سوريا الشقيقة والحرب على شعب اليمن الفقير.
لهذا بات واضحا على الحكومة والبرلمان ، العمل الجاد والحقيقي بما يتناسب وأهمية المرحلة وحساسيتها ، لا سيما وأن مطالب الشارع اليوم أصبحت واضحة وملحة في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين الأداء الحكومي من أجل تحقيق تطلعات الشعب.. وهي مهمة كبيرة ومسؤولية لابد من توليها لتحسين الحال وتحقيق التغيير والإصلاح في الأداء والعمل ومحاسبة المفسدين وإعطاء الحقوق للناس المحرومين منذ أكثر من 12 عاما.
وضمن هذا السياق أكدت المرجعية الدينية العليا أن على رئيس مجلس الوزراء الضرب بيد من حديد بكل من يعبث بأموال الشعب ، ويعمل على إلغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي منحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة وقد تكرر الحديث بشأنه”.
وبينت المرجعية الشريفة كذلك أن المطلوب من السيد العبادي أن يضع القوى السياسية أمام مسؤوليتها ويشير الى من يعرقل مسيرة الإصلاح أياً كان وفي أي موقع كان وعليه أن يتجاوز المحاصصات الحزبية والطائفية ونحوها في سبيل إصلاح مؤسسات الدولة فيسعى في تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب ، وإن لم يكن منتميا الى أي من أحزاب السلطة وبغض النظر عن انتمائه الطائفي ، ولا يتردد من إزاحة من لا يكون في المكان المناسب وان كان مدعوما من بعض القوى السياسية ولا يخشى رفضهم واعتراضهم معتمدا في ذلك على الله تعالى الذي أمر بإقامة العدل والشعب الكريم الذي يريد منه ذلك ويدعمه ويسانده في تحقيق ذلك .
من جهته أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي التزامه الكامل بتوجيهات المرجعية الدينية العليا. وذكر بيان لمكتب العبادي ، أن” رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أعلن التزامه الكامل بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا التي عبرت عن هموم الشعب العراقي وتطلعاته”.
وتعهد ” بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها ” ، داعيا القوى السياسية إلى ” التعاون معه في تنفيذ برنامج الإصلاح”
ونحن بدورنا كجهات إعلامية نعلن تأييدنا لتوجيهات المرجعية الدينية العليا وتأكيداتها على تحقيق آمال وتطلعات شعبنا الصابر الجريح ، مع مساندتنا الكاملة لخطة الإصلاح الشاملة التي تعهد على تنفيذها السيد رئيس مجلس الوزراء ، والوقوف إلى جانبه بما نملك من طاقات إعلامية وتنويرية في سبيل تحقيق هذه المهمة الوطنية الكبيرة.