التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

مسارات الحل السياسي في سوريا خطوة بخطوة وتصعيد سعودي محسوب 

حراك إقليمي دولي لحل الأزمة السورية يسجل في العاصمة الروسية موسكو، لقاء بين وزيري خارجية روسيا والسعودية، أفصح عن ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية فيما ظهر الخلاف بين الرياض وموسكو أيضا حول دور الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم السوري.. في ذات الوقت تتحرك طهران عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في جولة إقليمية من بيروت إلى دمشق وإسلام أباد حتى موسكو يناقش من خلالها المبادرة الإيرانية ومكافحة الإرهاب والتطرف. مقابل ذلك تعلن تركيا الاتفاق مع أمريكا على إنشاء المنطقة الآمنة شمال سوريا، لكن واشنطن نفت ذلك مباشرة عبر خارجيتها، وربما بقيت القضية مجرد أحلام إعلامية تركية فيما الواقع يسجل تقدما للجيش السوري والمقاومة الإسلامية في الزبداني لتبدأ الأطراف بالتحرك نحو إنقاذ الموقف والتوجه نحو طريق الحل السياسي للصراع في سوريا. 

 

مباحثات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في العاصمة الروسية لم تأت بجديد على صعيد التسوية للأزمة السورية، فموسكو والرياض مازالت الهوة عميقة بين موقفيهما في هذه القضية. بالنسبة للجانب الروسي الأولوية تبقى لمحاربة الإرهاب وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. أما السعوديون فيصرون كالسابق على أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يسبق أي عملية سياسية حسب ما صرح به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. لكن هذه المواقف لا تمنع استمرار التنسيق بين البلدين في هذه القضية لا سيما فيما يتعلق بتوحيد صفوف المعارضة السورية على أمل التوصل إلى تفاهمات في مراحل لاحقة، والواضح أن القيادة الروسية مصرة على أن إتمام دورها يكمن في توحيد المعارضة السورية بغية جمعها وراء طاولة واحدة مع الحكومة السورية وذلك ترجمة لموقفها الثابت الذي يقول: “على السوريين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم”. وبذلك تعول موسكو على أن من سيحكم سوريا مستقبلا سيتذكر لها هذا الموقف. وبهذا لم يسجل تقارب بين الموقفين الروسي والسعودي من الأزمة السورية ولو قيد أنملة، فجوهر الخلاف بين البلدين يبقى مصير الرئيس السوري بشار الأسد. 

 

شدة التصعيد السعودي قابلها إدانة سورية لمواقف وزير خارجية السعودية في موسكو، حيث أكدت سوريا على الدور التدميري السعودي في سوريا وفق ما أعلنه مصدر رسمي في الخارجية السورية، واعتبر أيضا أن الموقف السعودي لا يستند إلى أي شرعية دستورية وأن يديه ملطختان بدماء الشعبين اليمني والسوري وأن نهج الرياض في دعم المجموعات الإرهابية في سوريا يمثل تهديدا خطرا للسلم والأمن الإقليمي والدولي. 

 

ووسط التصعيد السعودي والرد السوري تعيد طهران عبر المتحدث باسم خارجيتها مرضية أفخم التأكيد على مبادرتها لحل الأزمة السورية والتي تستند على عنصرين أساسيين:

  1. احترام حق الشعب السوري في تحقيق الاصلاحات وتقرير المصير.
  2. رفض التدخل الأجنبي في سوريا الناتج عن تصفية حسابات مع الحكومة السورية بسبب سياساتها المستقلة ودعمها لمحور المقاومة.
  3. التصعيد السعودي بشأن الرئيس السوري بشار الأسد يبدو من خارج سياق التفاهم الروسي الأمريكي على الحل السياسي، لكنه قد يكون من باب رفع السقف قبل إعداد طاولة المفاوضات.
  4. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يعود في العاصمة الألمانية برلين إلى ما كانت عليه السياسة السعودية بشأن معارضة الإتفاق النووي الإيراني، الجبير تجاوز في برلين المقايضة الأمريكية الخليجية بخصوص تشديد الشراكة الاستراتيجية والحماية الأمنية مقابل الاعتراف الخليجي بفائدة الاتفاق النووي، لكن الجبير التزم في موسكو بالمقايضة كما التزم بالتفاهمات الروسية الأمريكية بشأن الحل السياسي في سوريا.
  5. العودة إلى خطة “جنيف واحد” بحسب التفسير الروسي للحكومة الانتقالية، كانت في أساس التفاهمات التي تخلت فيها الإدارة الأمريكية عن “جنيف إثنين” بشأن تسليم السلطة إلى المعارضة، في هذا السياق ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، لكنه ليس شرطا مسبقا للاتفاق على آلية الحوار بين السوريين الذين يقررون في نهاية المطاف مصير سوريا كما يرى الكرملين.
  6. أبعد من ذلك؛ أكد الرئيس الأمريكي على مشاركة الجميع في الحل السياسي بحسب تعبيره، في إشارة واضحة إلى ايران التي كانت مستبعدة من جنيف، وفي إشارة إلى الحكومة السورية تحت إمرة الرئيس السوري بشار الأسد.
  7. في موازاة هذا المسار السياسي، ترتكز التفاهمات التي التزم بها الجبير في موسكو على أولوية مواجهة تنظيم داعش، حيث دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تأجيل الخلافات بين القوى التي تحارب الإرهاب إلى ما بعد تنظيم داعش، غير أن السعودية التي تسير الهويدة في موسكو ربما لا يسعها تسريع الخطى قبل اتضاح المراهنة التركية على حديقة خلفية وقبل نضوج مآلات التسويات في اليمن وفي المنطقة.
  8. المسارات السياسية هي خيارات أدى إليها فشل المراهنة على استمرار القتل والدمار، وربما اعتادت بعض الدول على التعايش مع الأزمات كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، لكن الحرب هي ما ذقتم وتعلمون.
  9. المصدر / الوقت
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق