التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, يونيو 26, 2024

مواجهات واعلان حالة الطوارئ عشية الذكرى السنوية لمقتل براون… سقوط النموذج الامريكي! 

 لازالت العنصرية المتأصلة في العقلية الامنية الامريكية تتوالى فصولا، فلا تلبث قضية تأفل الا وتطالعنا قضايا اخرى تعيد توثيق التاريخ الامريكي الحافل بعنصرية العرق الابيض ضد العروق الاخرى وخاصة ضد المتحدرين من اصول افريقية. وليس من الواضح ان كانت ستتمكن امريكا من تجاوز هذه الازمات المفتوحة، بل ومن المرجح في ظل غياب اي محاولة للعلاج الجذري لهذه الآفة أن تستمر وتزداد زخما خلال المرحلة المقبلة مما ينذر بمستقبل أسود ينتظر الدولة التي تعد نفسها مهدا للديمقراطية في العالم.

 

إحياء ذكرى الشاب الاسود مايك براون في مدينة فيرغسون

شهدت ضاحية سان لويس في مدينة فيرغسون الواقعة في ولاية ميزوري الامريكية تظاهرات خلال الايام الماضية وذلك احياءا لذكرى مقتل الشاب الاسود مايكل براون (١٨ عاما) على يد الشرطي دارين ويلسود في ٩ اغسطس آب الماضي. وقد حصلت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة خلال التظاهرات الاخيرة التي وقعت في نفس الموقع الذي حصل فيه الحادث الشهير العام الماضي، وسار المئات في شوارع فيرغسون وسط شعارات منددة بعنصرية الشرطة الامريكية.  

وقد اندلعت خلال التظاهرات مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب تخللها إطلاق نار أسفر عن إصابة ضابط شرطة بجروح خطرة بالاضافة الى متظاهر واحد على الأقل . وقد نقلت مجلة “تايم” الامريكية عن شهود عيان أن المواجهات تخللها اطلاق نار من قبل  الشرطة تحذيرا للمحتجين. هذا في وقت اعلنت حالة الطوارئ في الضاحية التي تشهد الاحتجاجات لمعرفة السلطات وجود توتر كبير وغضب وسط الشارع، معتبرة أن الاجراءات اتت منعا للشغب، رغم أن المحتجين قد أكدوا على سلمية تحركاتهم. ويرد البعض المواجهات التي حصلت الى الاجراءات غير الاعتيادية التي أعلنتها السلطات مما اثار غضب الشارع المستاء اصلا من اداء الشرطة والسلطات. من جهته، قال الرئيس التنفيذي لضاحية سان لويس ستيف شتينجر إن سبب إعلان حالة الطوارئ هو “احتمال تضرر الأشخاص والممتلكات”.

كما عُثر على رجل ثان مصابا بطلق ناري، اثر تعقب رجال الشرطة بملابس مدنية له، مما ادى الى زيادة حدة المواجهات. وتعليقا على الاحداث فقد صرح لارس ميلر، عضو مجموعة المقاتلون لحرية فيرجسون “Ferguson Freedom Fighters “، وهي من المجموعات التي تأسست بعيد الحادث العام الماضي أن الشرطة لا تتعامل مع السود كبشر وانما بعنف مفرط حارمة اياهم من ابسط حقوقهم بالتظاهر السلمي وهذا اصبح من اكبر المشاكل التي تواجه المجتمع الامريكي.

وبعد مقتل مايكل براون، نشأت عدة مجموعات منها حركة “حياة السود مهمة”. وواجهت الشرطة في فيرغسن انتقادات لاذعة خاصة بسبب الممارسات العنصرية، فضلا عن طريقتها في التعامل مع التظاهرات بسياراتها المدرعة .

وكانت فيرغسن شهدت تظاهرات عنيفة في تشرين الثاني ـ نوفمبر الماضي بعدما قررت هيئة اتهام تبرئة الشرطي الذي أطلق النار على براون. كما امتدت الاضطرابات في فيرغسون إلى مدن امريكية كبيرة أخرى وأحيت الجدل حول معاملة الشرطيين البيض للأمريكيين من أصول إفريقية وخصوصا الشبان عندما يتعلق الأمر باللجوء إلى القوة .

وقال والد براون للصحافيين السبت إنه سعى “لإبقاء ذكرى ابنه حية وسأبذل كل جهد ممكن من أجل أقليتنا”. مضيفا بان شيئا لم يتغير منذ مقتل براون سوى أن بعض العائلات تمكنت من كسب دعاوى بفضل انعكاسات مقتل مايكل براون. ومنذ مقتل بروان، سجلت حوادث عدة قتل فيها سود برصاص شرطيين بيض مما أثار موجة استياء واسعة في أمريکا .

 

سقوط النموذج الامريكي في الديمقراطية

لم يكن حادث قتل الشاب الاسود في فيرغوسن يتيما بل سبقته وتلته احداث كثيرة مشابهة خلال السنوات الماضية. ولكن حادثة مقتل براون كان نقطة تحول في ردة فعل الشارع الامريكي وخاصة الامريكيين من أصول افريقية. إن لجهة شدة المواجهات او الاصرار الذي يبرزه المتظاهرون في رفع الصوت ضد العنصرية المتأصلة في جميع ارجاء المنظومة الامريكية الحاكمة. ويجزم المراقبون أن لا نية للتراجع من قبل المتظاهرين ولو وصلت الامور الى تقديم ضحايا بشكل يومي من اجل الحصول على حريتهم ومساواتهم المفقودة في بلد يدعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان. وعلى صعيد آخر فان المتابعون للشأن الامريكي يؤكدون ان النموذج الامريكي من الديمقراطية والتي سعت امريكا ومنذ عقود لاقناع الشعوب به قد سقط بعد سلسلة الازمات التي تعرض لها، وسقوط القناع الزائف الذي لطالما حاولت الادارة الامريكية التمظهر من خلاله بمظهر النموذج الذي يجب ان يحتذى به عالميا. 

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق