التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

إنعكاسات زيارة ظريف لبيروت على العلاقات بين البلدين 

 توجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من بيروت إلى دمشق في إطار جولته الإقليمية، حيث إلتقى في بيروت رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الدفاع سمير مقبل، كما عقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيره اللبناني جبران باسيل، متوّجاً لقاءاته اللبنانية بجلسة مسائية مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قبل الانتقال إلى دمشق للقاء الرئيس الأسد. تأتي زيارة ظريف في ظل العديد من التطورات الإقليمية بدءاً من الإتفاق النووي بين طهران والدول الست (٥+١) وليس إنتهاءً بالحل السياسي للأزمة السورية. 

 

تشير لقاءات ظريف مع العديد من الشخصيات السياسية في لبنان إلى رغبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز علاقاتها مع بيروت في إطار توجّهها الإقليمي العام، خصوصاً بعد توقيع الإتفاق النووي الذي حاولت العديد من القو   ى الإقليمية الإستفادة منه للترويج لسياسة “إيران فوبيا”. 

 

وتوضح المعلومات أن ظريف أطلع المسؤولين اللبنانيين على تفاصيل وحصيلة المفاوضات النووية وانعكاساتها على المنطقة ومنها لبنان، وهذا ما يمكن إستشفافه من كلام وزير الخارجية اللبناني في المؤتمر الصحفي المشترك: “كرس الاتفاق النووي المنطق الدبلوماسي وطوى مرحلة سياسة العزل الدولي، وها هو منطق الحوار والدبلوماسية المنفتحة يأتيان بالنتائج التي نامل ان تنعكس ايجابا على منطقتنا”. 

 

لم يطرح ظريف أي مبادرة إيرانية فيما يخصّ الملفّ اللبناني، بل جدّد تأكيد موقف بلاده على ضرورة استقرار لبنان وتوصّل اللبنانيين إلى نقاط التقاء تسهّل الحلول، مؤكداً: بانه يجب أن تكون الساحة اللبنانية بعيدة عن ساحة اللعب من قبل الدول الاخرى، ونعتقد ان هناك قضايا داخلية لابد من معالجتها من قبل الشعب اللبناني ونتوقع من اللاعبين الدوليين الاخرين الا يكونوا عنصرا لعرقلة الوصول الى نتيجة بل ان يسهلوا هذا الامر، وفي السياق ذاته أكّد الرئيس برّي أن ظريف أبلغه أن “إيران ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وأنها حريصة على كل ما يُسهم في دعم ومساعدة لبنان في هذه الظروف الدقيقة”. 

 

ولم ينس ظريف ملف مكافحة الارهاب والتكفير حيث إلتقى وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل، مؤكداً على ضرورة تعاون الجميع للقيام بهذا الامر لاسيما ان لبنان عانى ومازال من هذا الارهاب. 

 

يمكن تلخيص زيارة ظريف بعناوين ثلاثة، أكد عليها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بعد لقائه نظيره الإيراني في قصر بسترس: صديق لبنان يحمل معه ثلاثة انتصارات لمنطق لبنان ولإيران، أولاً انتصار النموذج اللبناني المقاوم على الغطرسة الاسرائيلية حيث كانت ايران شريكة في انتصار المقاومة ولبنان، ثانياً انتصار لغة الحوار والدبلوماسية، وثالثاً قيام إيران بالجهود المشكورة في الدفاع عن حقوق الأقليات. ونحن نشعر بالاستهداف الدائم لهذه الاقليات ولوجودها، وهذا ما يصيب لبنان في كيانه وصيغته وعلة وجوده”. 

 

اذاً، يمكن للزيارة أن تؤسس لعلاقات جديدة بين الدولة اللبنانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجالات عدّة أبرزها: التنوع المذهبي ووجود الأقليات المشتركة في البلدين، محاربة الجماعات التكفيرية، حماية لبنان من هجمات الكيان الإسرائيلي والجماعات التكفيرية عبر دعم الجيش، التعاون لإيجاد حل لأزمات المنطقة لاسيّما الأزمة السورية، توسط لبنان لمبادرة تجمع طهران والرياض على طاولة واحدة. 

 

في الخلاصة، تصب الزيارة الأخيرة لظريف في صالح البلدين، بإعتبار أن طهران بحاجة لتعزيز علاقاتها الإقليمية بعد الإتفاق النووي، وفي المقابل يحتاج لبنان لدعم الدول الإقليمية كافة لمواجهة الإرهاب والكيان الإسرائيلي، وإيران من أبرز هذه الدول لاسيّما أنها من أكثر الدول الإقليمية إقتداراً في المرحلة الحالية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق