التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

ذكرى انتصار تموز؛ تذكير وتحذير 

من وادي الحجير منطلق المقاومة الإسلامية التاريخي ضد الكيان الاسرائيلي، احتفال بذكرى انتصار تموز عام ٢٠٠٦. في الوادي الذي تقهقرت فيه أعظم جيوش العالم، وخطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ربط فيه كل القضايا بمشروع التقسيم الأمريكي للمنطقة، تقسيم سوريا والعراق وحتى السعودية لن تخرج منه سالمة.

تأكيد السيد نصر الله على المشروع الأمريكي يظهر جليا في ربط الأحداث التي تمر بها المنطقة وخاصة فيما يتعلق باستغلال الإرهاب لإسقاط أنظمة ورسم خرائط واستراتيجيات جديدة في المنطقة، ولعل هذا الاستغلال قد برز عندما طلبت واشنطن من حكومة أنقرة وقف عملياتها ضد تنظيم داعش فهذا الإجراء كما وصفه السيد نصر الله ليس احتراما أمريكيا للسيادة السورية كما هو الحال أيضا بالنسبة للتحالف الدولي بل الهدف الأساس هو ضرب سوريا وأيضا العراق الذي وعدته الإدارة الأمريكية بالدعم في حربه على تنظيم داعش شريطة تغيير الحكومة وهذا ما لم يراه العراق بعد التغيير.

ولا يغيب الكيان الإسرائيلي عن اللعبة الأمريكية في المنطقة، بل هو شريك أساسي فيها لاستكمال المرحلة التي تخبطت سلسلة من محطاتها عند مرورها بالمقاومة الإسلامية.

 

مشروع التقسيم وموقع الكيان الاسرائيلي

منذ نشأة الكيان الاسرائيلي بدأ مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي أعلن عنه رئيس الكيان الإسرائيلي الأسبق “شمعون بيريز” وبدأ يلوح في أفق المنطقة وهذا ما تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة “كوندوليزا رايس” وعملت لأجله أيضا إدارتا “جورج بوش” الأب والابن. واليوم يسعى إليه بنيامين نتنياهو مجددا عبر طرق عدة أبرزها:

  1. إشغال المنطقة بحروب أهلية ضروس لا تنتهي إلا بالتفرقة ونتاجها التطرف والطائفية.
  2. تفعيل حرب عربية أمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية كونها الداعم الأكبر لمحور المقاومة في المنطقة.
  3. إدخال شعوب المنطقة في حرب تحمل الطابع المذهبي لتخريب الهوية الإسلامية وإفشال دورها في إدارة الشعوب الإسلامية.

ولا يغيب الدور الإسرائيلي في الإدارة الأمريكية أيضا، فهو لاعب أساسي في جميع المؤسسات الأمريكية ومتواجد داخل كل صفحة من صفحات جلسات الحكومة، والواضح جدا أن في أمريكا تيارين متضاربين؛ الأول الذي يعمل لصالح كسب المصالح الأمريكية والثاني مسخر لمصالح الكيان الاسرائيلي. تياران ربما متضاربان في بعض المواقف لكنهما متقاطعين في أغلبها، فكلاهما يريد التقسيم. المشروع الأمريكي يرمي لفكفكة الحكومتين العراقية والسورية ويعاود تركيبهما بطابع فيدرالي، والمشروع الإسرائيلي يريد تقسيم الدول لدويلات ليسهل السيطرة عليها واستغلالها. ويكون بذلك تنظيم داعش الإرهابي عامل تقاطع بين أمريكا والكيان الإسرائيلي والورقة التي تضمن تحقيق الأهداف.

لكن على ما يبدو فإن هذه الأهداف أصبحت سرابا على يد محور المقاومة وهذا ما أكد عليه الأمين العام لحزب الله وشدد أيضا على تلاشي الأهداف في المستقبل.

 

سلسلة انتصارات قهقرت أقوى جيوش العالم

* عندما استغاث الكيان الإسرائيلي بالإدارة الأمريكية في اليوم المصادف لإعلان الانتصار ربما لم يخطر بباله أنه ينفذ دور الشرطي في المنطقة نيابة عن أمريكا.

* الأبحاث العسكرية والاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية أسهبت في قراءة جوانب الهزيمة بمقبرة “الميركافا” أو “الردع الصاروخي” وغيره.

* المقاومة الإسلامية خلصت متيقنة أن توازن الردع حطم ما يعرف بالاستثناء الإسرائيلي الذي وصفته بأنه أوهن من بيت العنكبوت.

* ما نقبه الرئيس الأمريكي في التفاوض مع ايران من دون المرور بالكيان الإسرائيلي، ربما مهد له انتصار المقاومة الإسلامية والذي وضح له أن الكيان الإسرائيلي لم يعد قادرا على هزيمة العرب في فلسطين ولبنان وفي أي بلد لم يعترف بدولة الکيان الاسرائيلي.

* ولعل الهزائم المتتالية التي اعتاد الكيان الإسرائيلي طعمها جعلته يثير الفوضى وينجب منها تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها لتتبع سياسة إدارة التوحش في معاودة تهديد وجود المنطقة العربية والإسلامية.  

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق