التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 10, 2024

سلاح الاضراب عن الطعام … مقاومة من خلف القضبان تربك الكيان الإسرائيلي 

معركة الامعاء الخاوية، استراتيجية يتبعها الاسرى الفلسطينيون في مواجهة العنجهية والهمجية الإسرائيلية، وكان الاسير المحام “محمد علان”  قد قرر، منذ شهرين، أن يخوض هذه المعركة بعد أن تم تمديد اعتقاله إداريا للمرة الثانية حتى ولو كلفه ذلك حياته. منذ يومين تدهور وضع “علان” الصحي بشكل كبير وها هو يرقد في مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، وسط ترقب فلسطيني وتخوف اسرائيلي. 

 

“محمد علان”، المحامي الذي اعتقل اداريا في تشرين الثاني من العام الماضي، بدأ معركة الاضراب منذ حوالي الشهرين، وكان وضعه الصحي قد ازداد خطورة في الأيام الأخيرة، وبدأ يفقد نظره جزئياً، حتى أن أمر وفاته بات متوقعا في أية لحظة. وكانت سلطات الکيان الإسرائيلي قد حاولت إطعامه قصرا الا انه رفض وأصر على متابعة اضرابه وصرح انه مستمر في الإضراب المفتوح عن الطعام ورفض الفحوص الطبية حتى نيل حريته، واضاف: فرصتي في الإفراج هي مثل فرصتي في الشهادة، وحبي للحياة الكريمة دون ذل يدفعني للمقاومة من أجل نيل حريتي، لأنني لن أقبل تحت أي ظرف بالرضوخ لأوامر ضباط الاحتلال. 

 

فور شيوع خبر نقل علان الى المستشفى ودخوله في غيبوبة سارعت “سرايا القدس” الجناح العسكري “لحركة الجهاد الاسلامي” الى اصدار بيان هددت فيه الکيان الإسرائيلي من مغبة الاستهتار بحياة الاسرى وتعريضها للخطر. وجاء في البيان: “في حال استشهد الأسير البطل محمد علان، فإننا في سرايا القدس سننهي التزامنا بالتهدئة وسيكون ردنا قوياً جداً وعلى قدر الجريمة”.  

 

في السياق نفسه، دفع الوضع القائم قوات الشرطة الاسرائيلية الى رفع مستوى جهوزيتها في كل من سجون “رامون، نفحه، النقب و ایشل”، حيث دفعت باعداد كثيفة من الجنود الى مختلف السجون الاسرائيلية، كما ومنعت الصلاة في ساحات السجون ومنعت تحرك الاسرى، وتوزع عدد من الجنود على سطوح السجون، وتاتي هذه التدابير الاحترازية تحسبا لاي ردود فعل من الاسرى في حال تدهورت حالة علان الى الاسوأ او استشهاده.   

 

 

حرب الاضراب عن الطعام التي يخوضها الاسرى الفلسطينيون جعلت الکيان الإسرائيلي يتخبط في مكانه دون ان يجد الملاذ الامن، فان اي قرار يتخذه الكيان قد ينعكس سلبا عليه، ويدفع به الى السير في سيناريوهات ليست في صالحه. 

اولا: في حال لجوء الكيان الى مخالفة القوانين الدولية والشرعية واطعام الاسير قسرا، سيكون بذلك اطلق سهما اخرا على صورته امام الراي العام العالمي. والجدير بالذكر ان الطواقم الطبيّة في مستشفى “سوروكا” الذي مكث فيه سابقا رفضوا أن يدخلوا الطعام إلى جسده بالقوة تطبيقا للوثائق الطبية الدولية التي تعتبر الإطعام القسري لأشخاص حرموا من حريتهم تحت سيطرة مطلقة من قبل الدولة يشكّل تعذيبا وتعاملا وحشيا، مهينا وغير إنساني وهي وثيقة صادق عليها الكيان الإسرائيلي.  

ثانيا: اذا استشهد الاسير البطل “علان” فان المقاومة الفلسطينية سوف تنفذ تهديدها، وتضع حدا للتهدئة وترد على جرائم الکيان الإسرائيلي بحق الاسرى والشعب الفلسطيني. وهذا ما يخشاه الكيان الذي لا يفكر في خوض تجربة غزة الاخيرة الفاشلة في القريب العاجل، لانه يعلم تعاظم قدرة المقاومة وقدرتها على توجيه ضربات قاسية في عمق الكيان.

ثالثا: اما القرار الاصعب، هو رضوخ الكيان الإسرائيلي واطلاق سراح الاسير “علان”، مما يعطي دافعا وحافزا للاسرى الفلسطينيين من اجل السير في معركة الاضراب عن الطعام في سبيل كسر قضبان السجون ونيل الحرية. هذا القرار قد تكون عواقبه وخيمة على الکيان الإسرائيلي الذي سيضطر لمواجهة اناس خرجوا من سجونه بعزيمة وارادة اقوى لمواجهة الاحتلال وتحرير الارض.  

 

سلاح الاضراب عن الطعام يضع الکيان الإسرائيلي امام خيارات وسيناريوهات احلاها مر، ويظهر صبر ومصابرة الفلسطينيين الذين يحاربون هذا الکيان حتى من وراء القضبان. أفلا يجدر بالكيان الإسرائيلي اطلاق سراح الاسرى ووضع حد للتجاوزات والانتهاكات؟

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق