من جديد اشتباكات عنيفة على جبهتي الزبداني والفوعة بعد انهيار مفاوضات تمديد الهدنة
اشتعلت المواجهات مجدداً على جبهتي “الزبداني” و”الفوعة وكفريا”، بعد انتهاء المهلة المحددة التي أُقرت بدءاً من الأربعاء الماضي، وانتهت صباح السبت الماضي دون أن تنجح المساعي من أجل تمديد الهدنة، والوصول إلى حل نهائي يوقف اطلاق النار.
وفور انهيار الهدنة سارعت الجماعات الارهابية المسلحة وعلى رأسها حركة أحرار الشام المحسوبة على تركيا، إلى حشد مقاتليها في محيط بلدتي الفوعة وكفريا، وأمطرت المناطق السكنية فيهما بأكثر من ثلاثمائة قذيفة، أدت إلى استشهاد شاب وطفلة وجرح آخرين، فيما تمكنت اللجان الشعبية من أهالي البلدتين من تدمير دبابتين للمسلحين شرق الفوعة ومحاصرة مجموعة من الارهابيين قرب الصواغية، كما استطاعت اللجان في وقت متزامن صد هجوم المسلحين على محور حاجز الكهرباء في منطقة الصواغية شرق الفوعة.
وفي الزبداني، أحكم الجيش السوري بالتعاون مع قوات المقاومة اللبنانية الأحد ١٦ أغسطس/آب سيطرته على عدد من الأبنية في الحي الغربي بمدينة الزبداني، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوري والمقاومة والمجموعات المسلحة في الأحياء الشرقية منها.
وتواصلت الاشتباكات في الزبداني بعد انتهاء مهلة الهدنة مباشرة، في ظل مطالبة أهالي الزبداني للمسلحين بانهاء الازمة والقبول بالحل السلمي، حيث أصدر المجلس المحلي للزبداني بياناً حاول من خلاله استعادة التفويض من “أحرار الشام” للتفاوض مع الجيش والمقاومة، بعد فشل المفاوضات وسقوط الهدنة.
هذا ويعيش ٣٠ ألفاً من أبناء الفوعة وكفريا، وهما بلدتان في ريف إدلب تسكنهما غالبية شيعية، حالة حصار خانق منذ ثلاث سنوات، إلا أن سقوط مدينة إدلب قد شدد من حالة الحصار، واكتمل الطوق على البلدتين من كل الجهات، مما أدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية بشكل مرعب، جراء النقص في الغذاء والمدد الطبي، في ظل التهديدات المستمرة من الجماعات التكفيرية لا سيما جبهة النصرة التي دعا القيادي فيها، السعودي عبد الله المحيسني في العاشر من شهر آب الحالي إلى إبادة جماعية للفوعة في مقطع بث على اليوتيوب من بلدة بنش المجاورة للفوعة، وقال المحيسني انه في حال سقوط الفوعة سوف يحتفظون بالنساء والاطفال رهائن، بينما سوف يعتبر الباقون اعداء ومقاتلين، في إشارة الى انهم سوف يتم قتلهم جميعا.
هذا بينما يحاصر الجيش السوري وحزب الله اللبناني في الزبداني نحو ١٥٠٠ مسلح من مختلف التنظيمات الإرهابية بما فيها “جبهة النصرة” و”داعش” و”أحرار الشام”، التي تأمل من خلال المفاوضات بشأن الهدنة في إخراج مسلحيها من المدينة أو كسب الوقت لتعزيز مواقعهم الدفاعية.
من جهتها تبذل القيادة السورية كل المحاولات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفوعة وكفريا بريف إدلب، التي يطالب زعماء المجموعات المسلحة بإخراج سكانهما منهما إلى ريف دمشق، وهو ما رفضه رفضا قاطعا رئيس مجلس دعم الجيش السوري في البلدتين، مؤكدا أن سكانهما سيبقون في أراضيهم، متهما المسلحين بالسعي إلى تقسيم سوريا إلى فرق طائفية.
وكان ناشطون من المعارضة السورية قد أعلنوا الأربعاء الماضي عن هدنة لمدة ٤٨ ساعة تبدأ صباح نفس اليوم، وتشمل مدينة الزبداني وكذلك قرى مضايا وبقين بريف دمشق إضافة إلى الفوعة وكفريا بريف إدلب.
وقد صمد وقف إطلاق النار، حتى أنه تردد يوم الجمعة تمديد الهدنة حتى الأحد، إلى أن جاء إعلان “أحرار الشام” السبت عن إيقافها.
سلاح قطع الماء:
وفي سياق متصل، لم تكتف الجماعات الارهابية المسلحة بحصار المدنيين في الفوعة وكفريا وقطع الغذاء والدواء عنهم، في ردها على حصار المسلحين داخل مدينة الزبداني، بل عمدت لاستخدام سلاح قطع الماء عن دمشق للغاية نفسها، حيث أعلنت الجماعات المسلحة عن قطع مياه عين الفيجة عن دمشق، وأشارت أن قطع المياه عن دمشق سيستمر حتى انسحاب كافة قوات النظام وعناصر “حزب الله” من المدينة ومحيطها.
وسادت حالة من الاستياء، بين أهالي وسكان دمشق نتيجة نقص أو انقطاع المياه عن مناطقهم، دون أن تتوفر معلومات حول ماإذا كانت المياه عادت إلى مناطق دمشق.
ويأتي هذا السيناريو تكراراً للسيناريو نفسه الذي اتبعه المسلحون في مدينة حلب، حيث عمدت الجماعات المسلحة لقطع الماء عن محطة سليمان الحلبي، وإبقاء المدينة عطشى، رداً على تقدم الجيش السوري على الجبهات المختلفة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق