التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

العدوان السعودي على اليمن.. خطط متعددة ونتيجة واحدة 

 بعد مرور نحو خمسة أشهر على العدوان السعودي المتواصل على اليمن وبسبب فشلها في تحقيق اهدافها المعلنة من وراء شنها لهذا العدوان عمدت الرياض في الآونة الاخيرة الى تغيير استراتيجيتها العسكرية والاعلامية لتحقيق هذه الاهداف وفي مقدمتها اعادة الرئيس المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي الى السلطة في اليمن. 

 

ويمكن تلخيص هذه الاستراتيجية بالنقاط التالية: 

تقوية الجماعات الإرهابية المسلحة في اليمن لاسيما (تنظيم القاعدة) من أجل السيطرة على بعض المناطق في جنوب هذا البلد. 

  • ارسال اسلحة متطورة الى الجماعات المعارضة لحركة انصار الله في جنوب اليمن، وتدريب عناصر (مرتزقة) من دول اخرى بينهم باكستان وعدد من الدول الافريقية والعربية للالتحاق بتلك الجماعات. فقد أكد مصدر عسكري يمني أن الرياض قامت قبل أيام بإرسال مئات الدبابات وناقلات الجنود عبر منفذ الوديعة الى مدينتي مأرب وشبوة لدعم ميليشيات هادي، مشيراً الى أن الكثير من تلك الدبابات أمريكية وفرنسية الصنع.
  • اثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب اليمني في إطار خطة تسعى السعودية من خلالها الى تمزيق النسيج الاجتماعي في هذا البلد تمهيداً لتقسيمه للتعويض عن الخسارة الكبيرة التي منيت بها جراء انهيار نظام منصور هادي رغم الدعم المتواصل الذي كانت تقدمه له طيلة وجوده في السلطة.
  • استمالة عدد من قيادات حزب (المؤتمر الشعبي العام) الذي يتزعمه الرئيس الأسبق (علي عبد الله صالح) لإحداث فجوة في صفوف الجيش اليمني واللجان الشعبية الثورية التي تقودها حركة انصار الله باعتبار ان القوات الموالية لصالح وقفت منذ البداية الى جانب الجيش واللجان الثورية في مواجهة العدوان السعودي على اليمن.
  • دعم حزب (التجمع اليمني للإصلاح) الجناح السياسي للاخوان المسلمين في اليمن وحثّه على الاصطفاف الى جانب الجماعات الإرهابية لاسيما تنظيم القاعدة والوقوف ضد الجيش اليمني واللجان الثورية خصوصاً في مدن مأرب وتعز والبيضاء.
  • دعم الاحزاب السياسية اليمنية التي تدعو الى الانفصال وعزل جنوب البلد عن شماله.
  • إغراء رؤساء بعض القبائل في مأرب وإقناعهم بالانضمام الى ما يسمى تحالف قبائل اليمن (حاشد) الذي يتزعمه علي محسن الاحمر الذي تربطه علاقات قوية مع النظام السعودي وشغل في السابق منصب مستشار عسكري وأمني في حكومة منصور هادي.
  • اغراء الكثير من وسائل الاعلام في العديد من الدول العربية لدعم الجماعات الموالية للسعودية في جنوب اليمن من خلال بث أخبار وتقارير تهدف الى إضعاف روحية الشعب اليمني والترويج لأفكار الاحزاب المعادية لحركة انصار الله.
  • شراء ذمم الكثير من مدراء ورؤساء وسائل الاعلام الغربية كي تلتزم جانب الصمت ازاء الجرائم البشعة التي ترتكبها السعودية والدول الحليفة لها ضد الشعب اليمني.
  • ولكن رغم هذه المحاولات يبقى صمود الشعب اليمني واصرار الجيش واللجان الشعبية على تحدي الظروف الصعبة التي تسبب بها العدوان السعودي الامريكي على بلادهم في مختلف المجالات هو العامل الاساس في حسم هذه المعركة، حيث يعتقد معظم المراقبين ان هذا العامل هو الذي سيجبر الرياض والأطراف الحليفة لها في هذا العدوان على الاستجابة لارادة الشعب اليمني الذي ضحّى بكل ما لديه من أجل تحقيق ما يصبو اليه بالحياة الحرة الكريمة بعيداً عن أي تدخل أجنبي.
  • في هذا السياق أكد رئيس المكتب السياسي لحركة أنصار الله (صالح الصماد) أن النظام السعودي أفرط في عدوانه واغتر بحلم الشعب اليمني وركن الى امكاناته الهائلة ودعم اسياده الامريكان وتواطؤ العالم معه ودناءة مرتزقته.
  • وقال الصماد ان الحرب الحقيقية مع العدوان لم تبدأ بعد، وان الهزيمة لا وجود لها في قاموس الشعب اليمني، وانه لا خيار امامه إلاّ النصر، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستكشف للجميع أن كل ما حصل كان ضرورياً لتفويت الفرصة على ما يخطط له العدوان.
  • وعلّل الصماد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من بعض المناطق في جنوب البلاد بأنه جاء بهدف التفرغ للرد على العدوان السعودي، مشيراً إلى أن التغير الذي طرأ في الميدان غيّر استراتيجية الحرب وأنهم مستعدون للدخول في خيارات قوية ومؤلمة .
  • وتجدر الاشارة الى أن الحراك الجنوبي الشعبي وبعد أن تكشفت له نوايا العدوان السعودي الهادف الى تمزيق اليمن كي يسهل عليه السيطرة على البلاد، وبعد تنكر الرياض لوعودها تجاهه، قرر اتخاذ مواقف مغايرة عن سائر الجماعات والمليشيات المتعاونة مع قوى العدوان كأنصار هادي والقاعدة، وهو ما شكل ضربة على السعودية والقوى المتحالفة معها في هذا العدوان، وهذا يشير الى بوادر فشل الرهان السعودي في جنوب اليمن بعد أن عوّلت عليه كثيراً في إحداث تغيير لصالحها في هذه المعادلة.
  • ويؤكد المراقبون أن الشعب اليمني الذي يتمتع بمعنويات عالية والذي صمد بوجه العدوان سيبقى داعماً لحركة انصار الله وللجيش اليمني في وقت بات فيه من الواضح تماماً ان السعودية وحلفاءها أضحوا عاجزين عن تحقيق أي انجاز عسكري استراتيجي وهو ما يرجح الكفة لصالح هذا الشعب، خصوصاً بعد أن تمكن الجيش اليمني من شن عمليات نوعية ومؤثرة في عمق الاراضي السعودية وتكبيد قواتها خسائر جسيمة في الارواح والمعدات.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق