التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, يوليو 8, 2024

لماذا انسحبت قوات أنصار الله من بعض مناطق جنوب اليمن؟ 

بعد سيطرة الجماعات الارهابية الموالية للسعودية على بعض مناطق جنوب اليمن خلال الايام الأخيرة برزت إلى السطح عدة تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء هذه التطورات الميدانية. 

 

بعض المراقبين يعتقدون ان هذه التطورات حصلت نتيجة الدعم الكبير الذي حصلت عليه تلك الجماعات من السعودية والامارات والذي شمل المئات من المعدات العسكرية بينها الكثير من الدبابات وناقلات الجنود المصفحة الأمريكية والفرنسية الصنع، اضافة إلى آلاف المرتزقة الذين جنّدتهم الرياض من باكستان ودول عربية وافريقية وأرسلتهم لدعم التنظيمات الموالية لها في مدن اليمن الجنوبية، في حين يعتقد أكثر المراقبين بأن انسحاباً تكتيكياً من هذه المدن قد نفذ من قبل اللجان الثورية التابعة لحركة أنصار الله للأسباب التالية: 

١ – تركيز الاهتمام وحشد الامكانات في المناطق الشمالية من البلاد لمنع أي خرق بري محتمل من قبل القوات السعودية في هذه المناطق. 

٢ – تفويت الفرصة على الجهات والاحزاب السياسية المدعومة من السعودية والتي تعمل على إذكاء الفتنة الطائفية في البلاد من خلال الترويج عبر وسائل الاعلام المعادية بأن حركة “أنصار الله” تسعى إلى تغيير الهوية المذهبية للمناطق الجنوبية من البلاد التي تقطنها اكثرية سنية.

٣ – الطبيعة الجغرافية الوعرة في المناطق الشمالية من البلاد التي توفر لقوات أنصار الله إمكانية أكبر وظروفاً أفضل للمناورة والتحرك ضد التنظيمات الارهابية مقارنة مع المناطق الجنوبية. 

 

وحول أسباب الانسحاب من بعض المناطق في جنوب اليمن أكد رئيس المكتب السياسي لحركة أنصار الله (صالح الصماد) ان الأيام المقبلة ستكشف للجميع أن هذا الانسحاب كان ضرورياً لتغيير استراتيجية الحرب من أجل تفويت الفرصة على ما يخطط له العدوان، مشدداً على أن قوات الجيش واللجان الثورية مستعدة للدخول في خيارات قوية ومؤلمة للرد على هذا العدوان.

 

من جانب آخر يعتقد بعض المراقبين ان قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية لازالت موجودة في المناطق الجنوبية من البلاد وتقوم حالياً بجمع ورصد المعلومات عن التنظيمات الموالية للرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي لتنفيذ عمليات نوعية ونصب كمائن محكمة ضد هذه الجماعات خلال الايام القادمة.

 

وفي وقت سابق أكدت مصادر عسكرية يمنية ان انسحاب الجيش اليمني واللجان الثورية من بعض مناطق جنوب البلاد جاء من أجل مواجهة بعض القبائل التي انضمت إلى ما يسمى تحالف (حاشد) الذي يتزعمه علي محسن الاحمر والذي تربطه علاقات قوية مع النظام السعودي وشغل في السابق منصب مستشار عسكري في حكومة منصور هادي.

 

في غضون ذلك ذكرت تقارير خبرية ان اتفاقاً قد حصل بين أنصار الله وقوى من الحراك الجنوبي يقضي بتسليم الأخيرة مدن البلاد الجنوبية عقب انسحاب الجيش واللجان الشعبية منها، لمواصلة التصدي للتنظيمات والمليشيات الموالية للسعودية ومنصور هادي، مشيرة إلى ان هذا الاتفاق حصل بعد لقاءات مكثفة بين الجانبين بسبب استمرار العدوان السعودي على اليمن من جهة، وغياب أي أفق للحل السياسي من جهة أخرى. 

 

وأشارت هذه التقارير إلى أن هذا الاتفاق لم يأتِ نتيجة اللقاءات الأخيرة فقط، بل هو نابع من علاقة بين أنصار الله وتيارات في الحراك الجنوبي تعود إلى تاريخٍ قديم من التفاهم والدعم في قضايا عديدة، رغم انقسام الحراك بين عدة قيادات.

 

ويتميز الاتفاق الأخير بين أنصار الله والحراك الجنوبي بمستوى عالٍ من التنسيق من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على وضع المليشيات في جنوب البلاد، خصوصاً بعد سيطرة قبائل تابعة للحراك على ميناء عدن ومناطق حيوية بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين وتكفيريين مدعومين من السعودية والامارات.

 

وتجدر الاشارة إلى أن الحراك الجنوبي وبعد أن تكشفت له نوايا العدوان السعودي الهادف إلى تمزيق اليمن كي يسهل عليه السيطرة على البلاد، وبعد تنكر الرياض لوعودها تجاهه، قرر اتخاذ مواقف مغايرة عن سائر الجماعات والمليشيات المتعاونة مع قوى العدوان كأنصار هادي والقاعدة، وهو ما شكل ضربة إلى السعودية والقوى المتحالفة معها في هذا العدوان.

 

لهذه الأسباب وغيرها يجزم المراقبون بأن أنصار الله تخطط الآن لاستدراج الجماعات والمليشيات المسلحة الموالية للسعودية ومنصور هادي إلى مناطق نفوذها ذات التضاريس الوعرة في شمال البلاد كي تتمكن من توجيه ضربات مباغتة وموجعة لهذه الجماعات، خصوصاً وان قوات أنصار الله متمرسة جداً في خوض مثل هذه المعارك طيلة سنوات كفاحها الطويل ضد الانظمة السابقة التي تناوبت على حكم اليمن لنيل العزة والحرية والكرامة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق