التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, يوليو 1, 2024

جماعة عسكر جنغوي الارهابية في زمن “ملك اسحاق” 

 قبل اكثر من اسبوعين قتل الرئيس السابق لجماعة عسكر جنغوي الارهابية في باكستان “ملك اسحاق” الذي يعتبر المسؤول عن استشهاد مئات الشيعة الباكستانيين والهجوم على المركز الثقافي الايراني اثناء محاولة الهروب من يد الشرطة الباكستانية في احدى مناطق ولاية بنجاب، فمن هو ملك اسحاق وما هو تاريخه الاجرامي ومن هي جماعة عسكر جنغوي الارهابية؟

 

اقدم الديكتاتور الباكستاني الاسبق الجنرال ضياء الحق الى تشكيل جماعة معادية للشيعة تحت اسم جيش الصحابة من اجل قمع الشيعة الباكستانيين وذلك بالتعاون مع السعودية بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران في عام ١٩٧٩ وكان زعيم تلك الجماعة هو “مولانا حق نواز جنغوي” في وقت يشكل الباكستانيون الشيعة ثاني اكبر تجمع للشيعة في العالم بعد ايران، وقد قام جيش الصحابة باغتيال الشخصيات المهمة ومنهم الاطباء والمهندسون وضباط بالجيش والشرطة كما قتل عناصر جيش الصحابة في الخامس من اغسطس ١٩٨٨ زعيم الشيعة في باكستان السيد عارف حسين حسيني. 

 

وقد انضم ملك اسحاق الذي كان يسكن ولاية بنجاب الى عسكر جنغوي بعد لقاء مع مؤسس هذه الجماعة حق نواز جنغوي في عام ١٩٨٩ وقد قامت هذه الجماعة باغتيال المستشار الثقافي الايراني في باكستان “صادق كنجي” وتسبب ذلك بتوتر في العلاقات بين ايران وباكستان. 

 

وبعد موت ضياء الحق عمد جيش الصحابة الى بسط نفوذه في باكستان وأراد الظهور كحزب سياسي لكن هذا تسبب بحدوث صراعات بين قادة هذه الجماعة لكن ملك اسحاق قام بالتعاون مع “رياض بسرا” و”اكرم لاهوري” بشكيل جماعة جديدة بهدف ابادة الشيعة تحت اسم عسكر جنغوي.  

 

ويعتبر عسكر جنغوي جماعة ارهابية ممنوعة في باكستان وهي على صلة وثيقة بالقاعدة وجماعة طالبان الباكستانية وجماعة جندالله الارهابية وقد وضعت باكستان وامريكا والاتحاد الاوروبي واستراليا هذه الجماعة على قائمة الجماعات الارهابية لكن الكاتب الباكستاني “عماد ظفر” قد قال في مقال كتبه في صحيفة “باك تي هاوس” ان الملك اسحاق كان أداة تلعب بها اجهزة الاستخبارات الباكستانية وكانت حكومة ولاية بنجاب تتكفل برعاية عائلته اثناء مكوثه في السجن.  

 

وكان ملك اسحاق قد خرج من السجن بعد ان امضى ١٤ عاما فيه وذلك في شهر يوليو من عام ٢٠١١ بعد ان برأته المحكمة العليا الباكستانية من ٤٤ جريمة قتل خلالها ٧٠ شخصا وقد اعلن اسحاق اثناء محاكمته بشكل علني انه سيعود لقتل الشيعة بعد خروجه من السجن.  

 

وكان الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف قد اعلن حظرا على نشاط جيش الصحابة وعسكر جنغوي في عام ٢٠٠٢ بسبب نشاطاتهم التكفيرية وقد قامت هاتان الجماعتان في حينها بتشكيل جماعة جديدة سموها “اهل السنة والجماعة” في باكستان وتزعم هذه الجماعة الجديدة محمد احمد لدهيانوي. 

  

وكانت جماعة ملك اسحاق هي المسؤولة عن الهجوم على نادي اسنوكر في المنطقة التي يقطنها الشيعة في مدينة كويتا في فبراير عام ٢٠١٣ وقد راح ضحية هذا الهجوم ١١٠ شهداء واكثر من ١٥٠ جريحا. 

 

وشن عسكر جنغوي ايضا هجوما وحشيا آخر في فبراير ٢٠١٣ في مدينة كويتا في ولاية بلوتشستان ذهب ضحيته ٢٧ شيعيا من قومية الهزارة و٢٠٠ جريح. 

 

وقد اعتقلت السلطات الباكستانية ملك اسحاق بسبب هذه الهجمات المتكررة على الشيعة الهزارة والتي خلفت ٢٠٠ شهيد في شهر واحد وفي ديسمبر ٢٠١٤ رفض ٣ من القضاة طلب حكومة ولاية بنجاب لاستمرار اعتقاله لكنه ارسل الى محكمة اخرى في ولاية مولتان لمدة اسبوعين لمحاكمته بتهمة الارهاب. 

 

وكانت الانباء تتردد دوما بان السلطات الباكستانية قد افرجت عن ملك اسحاق لكن قبل اكثر من اسبوعين اعلنت الشرطة الباكستانية أنها قتلت ملك اسحاق وابنيه و١١ شخصا آخرين في تبادل لإطلاق النار، بعد أن هاجم مسلحون قافلة للشرطة وحرروه أثناء نقله إلى منطقة قرب قرية مظفر جاره بإقليم بنجاب للتعرف على رجال احتجزوا للاشتباه في أنهم أعضاء في جماعة إسحاق، وكان ضبط في القرية مخبأ للأسلحة.  

 

وقالت الشرطة إنه أثناء العودة نصبت لها مجموعة من الرجال يستقلون دراجات نارية كمينا، وحررت إسحاق وابنيه لكن أفرادا من الشرطة على الطريق هاجموا المسلحين أثناء فرارهم، الأمر الذي أدى إلى مقتل إسحاق وابنيه و١١ شخصا آخرين، وبذلك طويت صفحة هذا الارهابي المجرم.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق