جبهة النصرة .. احدى الأدوات الاسرائيلية في سوريا
لا يتوانى الكيان الاسرائيلي عن استخدام أي أداة في تنفيذ مخططاته ومآربه في المنطقة وفي سوريا على وجه الخصوص ومن هذه الأدوات نجد جبهة النصرة وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة الارهابي وقد عمد الكيان الاسرائيلي منذ بداية الازمة السورية الى صب الزيت على النار بواسطة هذه الادوات لأن سوريا لديها موقع استراتيجي قريب من الاراضي الفلسطينية المحتلة وهي حليفة لدول المقاومة وتعتبر حلقة استراتيجية من حلقات المقاومة وتتخذ سياسات معادية لتل أبيب وتدعم المقاومة في لبنان.
وتوفر الجماعات التكفيرية المسلحة افضل فرصة للكيان الاسرائيلي للتدخل في سوريا وزعزعة الامن فيها بسبب جهل هذه الجماعات ووحشيتها وهناك نظريتان بشأن جبهة النصرة اولهما تقول ان هذه الجبهة هي صنيعة اسرائيلية والنظرية الثانية تقول ان جهل هذه الجبهة بالاسلام الصحيح والاصيل هو سبب اعمالها الاجرامية وفي كلتا الحالتين يمكن القول بأن هذه الجماعة التكفيرية المسلحة تتحرك وفق اهداف الكيان الاسرائيلي من حيث تدري أو لاتدري.
ان جبهة النصرة كانت تعتبر اكبر جماعة تكفيرية مسلحة في سوريا قبل ظهور تنظيم داعش الارهابي وبالنظر الى الخلفيات الفكرية لجبهة النصرة يمكن الاستنتاج بأنها اصبحت لقمة سائغة للاجهزة الامنية الاسرائيلية وتلبي حاجاتها لأنها ليس لديها سياسة ثابتة وتتأثر باجهزة المخابرات الاجنبية.
وتركز جبهة النصرة عملياتها في غربي سوريا وهضبة الجولان وشرق لبنان وقد دفع هذا الامر حزب الله الى ارسال قواته الى هناك لمواجهة جبهة النصرة وهذا ما يفيد الاسرائيليين الذين يعربون عن ارتياحهم بانشغال المقاومة الاسلامية بالحرب السورية.
ان عمليات جبهة النصرة ضد الجيش السوري ايضا يشغل هذا الجيش الذي كانت مهمته الأساسية التصدي للکيان الاسرائيلي بمعارك جانبية كما ان نشر الافكار المتطرفة للجماعات الوهابية مثل جبهة النصرة يزيد من الخلافات المذهبية والطائفية بين الشعب السوري بدلا من التفرغ للمعركة الاساسية مع الكيان الاسرائيلي.
وتمارس الجماعات التكفيرية مثل جبهة النصرة العنف ضد الاقليات في سوريا وتعمل على تقسيم هذا البلد الى كانتونات عرقية وطائفية وهذا ما سيضعف سوريا ومكانتها ويفيد الخطط الاسرائيلية لتمزيق سوريا.
من جهته ينظر الكيان الاسرائيلي الى جبهة النصرة كأداة تؤمن الاهداف السياسية والامنية لهذا الكيان ولذلك رأينا خلال الفترة الماضية وجود علاقات مباشرة بين الكيان الاسرائيلي وجبهة النصرة خاصة بعد ان عمدت جبهة النصرة الى اظهار نفسها كمعارضة معتدلة بهدف الحصول على المعونات التي اعلنت الدول الغربية انها سترسلها الى ما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سوريا.
وهناك من المراقبين من يعتقد ان الكيان الاسرائيلي هو من اوعز الى جبهة النصرة بتركيز عملياتها في المنطقة التي تعتبر حساسة للمقاومة بالقرب من الحدود اللبنانية كما يقول هؤلاء المراقبون ان تل ابيب استفادت من تواجد عناصر جبهة النصرة بالقرب من هضبة الجولان لزيادة تواجد القوات الاسرائيلية في هذه الهضبة وقطع الطريق امام اي حركة للجيش السوري والمقاومة في تلك المنطقة وتنفيذ عمليات عند الضرورة تحت ذريعة حماية الاقلية الدرزية من جبهة النصرة على سبيل المثال.
ان الكيان الاسرائيلي استطاع مد جسور العلاقات مع جبهة النصرة وقد باتت عناصر هذه الجبهة منتشرة على حدود الجولان بدلا من عناصر المقاومة وبذلك استطاع الكيان الاسرائيلي ان يحمي ظهره هناك.
وقد عثرت قوات الجيش السوري وقوات المقاومة مرارا وتكرارا على عتاد واسلحة عسكرية واجهزة اتصالات اسرائيلية كانت بحوزة عناصر جبهة النصرة كما ان الجيش الاسرائيلي قد هاجم مواقع ومراكز وعناصر الجيش السوري مرات عديدة اثناء هذه الحرب عندما كان الجيش السوري ينفذ عمليات ضد جبهة النصرة وهذا يدل على أن الجيش الاسرائيلي كان يريد تخفيف الضغط عن جبهة النصرة وهناك تنسيق بين الجانبين ناهيك عن قيام الجيش الاسرائيلي بتقديم الخدمات الطبية لعناصر جبهة النصرة على الحدود مع الجولان.
يعتقد الكيان الاسرائيلي ان أقوى وأهم تهديد يواجهه الآن هو محور المقاومة ولذلك يريد هذا الكيان الاستفادة من أي أداة ضد هذا المحور لضربه واضعافه وفي هذا السياق يرى الكيان ان الاستفادة من الجماعات التكفيرية الارهابية هو امر ممكن عبر تطميعها وتحريضها ومن جهة مقابلة لاتتورع الجماعات التكفيرية الارهابية من التحالف مع تل أبيب بسبب عدم التزام هذه الجماعات بأية مبادئ اسلامية اصيلة أو قيم وطنية نبيلة وهذا ما يفسر سر العلاقة بين هذه الجماعات ومنها جبهة النصرة مع الكيان الاسرائيلي.
المصدر : الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق