التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, يوليو 1, 2024

ايران تتسلم منظومة S٣٠٠ الدفاعية قريباً… ما أسباب الهلع الامريكي الاسرائيلي؟ 

أكد وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان وخلال لقاء صحفي بمناسبة يوم الصناعات الدفاعية الايرانية أن الطرفين الايراني والروسي قد وصلا الى اتفاق نهائي بخصوص استلام منظومة الدفاع الجوي الروسية S٣٠٠ والتي كانت روسيا سابقا قد اجلت تسليمها بسبب قرار مجلس الامن رقم ١٩٢٩ وبتأثير من ضغوط خارجية عليها في حينها. ومن المقرر أن يتوجه وفد من وزارة الدفاع الايرانية الى موسكو الاسبوع المقبل لتوقيع العقد النهائي لشراء المنظومات التي أضيف اليها منظومة جديدة ليصبح العقد أربع منظومات S٣٠٠ بدل من ثلاثة. كما أكد دهقان أن العقد ينص على تسليم أحدث نسخة من المنظومات الى ايران وأن الروس قد بدأوا باعداد هذه المنظومات لتسليمها الى الجانب الايراني خلال فترة قريبة. كما وقد تم خلال اللقاء الاعلان عن انجازات جديدة للصناعات الدفاعية الايرانية وبالخصوص على صعيد الصواريخ البالستية والغواصات هذا بالاضافة الى الاعلان عن اتفاقية اخرى مع الطرف الروسي بخصوص تصميم وتصنيع طائرات عسكرية مقاتلة ضمن مشروع مشترك داخل ايران.  

 

الاهمية الاستراتيجية لمنظومة S٣٠٠ !

ان هذه العقود الاخيرة بين الطرفين الايراني والروسي وخاصة الاتفاق على تسليم منظومة الدفاع الجوي S٣٠٠ تشير بشكل واضح الى حل المشاكل التي حالت سابقا دون تسليم المنظومة الى ايران، بالاضافة الى الجدية الايرانية الروسية والاهتمام الروسي بالخصوص في تطوير العلاقات العسكرية بين الجانبين. مما يؤشر على تطور تدريجي واستراتيجي في العلاقات بين الطرفين بالاضافة الى أفق التعاون المشترك في المستقبل. وفي ذلك مصلحة للطرفين بالاضافة الى المساعدة في تثبيت الاستقرار الامني العام في المنطقة.

وبالعودة الى منظومة الدفاع الجوي الروسية S٣٠٠  فهي منظومة استراتيجية قادرة على استهداف الطائرات والمقاتلات المعادية على ارتفاع ٣٠ كم وعلى مسافة ١٥٠ كم. كما أنها قادرة على رصد اكثر من ١٠٠ هدف في وقت واحد. وحصول ايران على هذه المنظومة انما يؤدي الى تعزيز المعادلة الايرانية الدفاعية (الموجودة اصلا) ويفوت الفرصة على من تسول له نفسه استهداف منشآت حيوية ايرانية كالمنشآت النووية. 

 

حقيقة المخاوف الامريكية الاسرائيلية!

ولكن بعد الاتفاق النووي الاخير بين ايران ومجموعة ال٥+١ وعلى رأسها امريكا، من المستغرب الهلع (اذا صح التعبير) الامريكي من حصول ايران على هذه المنظومة (الدفاعية بامتياز). في وقت قد يُفهم التخوف الاسرائيلي وخاصة أن الکيان الاسرائيلي يرفض الاتفاق النووي جملة وتفصيلا، ويتهم ايران بانها ستستغل الاتفاق للسعي لانتاج قنبلة نووية تحت مرأى العالم أجمع. ولكن العارف بامريكا والکيان الاسرائيلي يعلم بأنهما وبالتنسيق الكامل فيما بينهما، يسعيان لنشر الحروب وغزو الدول الاخرى لأهداف مختلفة اقتصادية وسياسية. كما انهما كانا ولا زالا يهددان ايران في كل مناسبة، ويكيلان التهم لها بدعم التطرف الذي هو من صنعهم في عالمنا العربي والاسلامي. وامريكا والإسرائيليون يعلمون بأن هذه المنظومة (S٣٠٠ ) لا تشكل أي خطر عليهم بل ستكون قوة ردع ايرانية امام اي اعتداء أجنبي عليها. وهذا ما لا يروق لهم لعلمهم أن ذلك سيضعف من قدراتهم الهجومية أمام ايران.  

 

ومن خلال المعادلة الجديدة وباستخدام هذه المنظومة بالاضافة الى القدرات الايرانية العسكرية المتطورة لن يكون بمقدور اي قوة اقليمية او دولية التفكير بشن حملات قصف جوي في الداخل الايراني. كما أن هذه المنظومة بالاضافة الى علاقات الشراكة العسكرية الاستراتيجية المتجددة مع الروس ستعطي ايران دفعة قوية باتجاه الوصول الى الاكتفاء الذاتي والتطور في انتاج المنظومات العسكرية المتطورة والتكنولوجيا المتقدمة. ومن جهة اخرى فان هذه الروابط العسكرية المتميزة مع الروس ستنسحب على الجوانب الاخرى الاقتصادية والسياسية، مما ينذر بجبهة قوية آخذة بالنمو في وجه الغرب بالاضافة الى تحول ايران الى القوة الاولى في الشرق الاوسط دونما منازع، وهذا ما يقض مضجع الکيان الاسرائيلي ومن خلفه امريكا. 

 

وفي الختام ورغم الصعوبات التي واجهت ايران خلال الاعوام الثلاثين الماضية، ورغم الفتن التي حاول الغرب وعلى رأسه امريكا والکيان الاسرائيلي حياكتها لايران، تمكنت الاخيرة من المضي قدما في مسيرة الاقتدار والشموخ وتحقيق الاكتفاء الذاتي وعلى كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية. حيث وصلت ايران الى مرحلة اضطرت فيها امريكا الى الاعتراف بها كدولة نووية ضمن مجموعة من الدول القليلة التي تمتلك هذه التكنولوجيا. ونحن اليوم امام نجاح ايراني جديد في مسيرة التقدم والاقتدار الذي لا يعرف الهزيمة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق