التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

علاقات البحرين مع الكيان الإسرائيلي.. الخلفيات والأهداف 

علاقات البحرين بالكيان الاسرائيلي قديمة ومعروفة، ولكنها تشتد وتضعف بتغيرات الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط. ورغم تظاهر المنامة في بعض الاحيان بالعداء للكيان الاسرائيلي إلا أن سياستها تجاهه انكشفت وظهرت للعلن، خصوصاً بعد أن انتشرت الوثائق ونمت العلاقات بين الجانبين .

 

فقد كشف موقع “ويكيليكس” أن وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، عبّر أكثر من مرة عن استعداده للقاء رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. كما عبّر عن استعداده للقاء مسؤولين إسرائيليين آخرين بذريعة الدفع بما يسمى “عملية التسوية”.  

 

وفي هذا السياق أشارت صحيفة “هآرتس” إلى وجود علاقات سرية وعلى مستوى عالٍ بين تل أبيب والمنامة في السنوات الأخيرة، وأن مسؤولين من كلا الطرفين قد التقوا عدة مرات على هامش الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة ومنتدى دافوس الاقتصادي، مشيرة في هذا الخصوص الى تعيين ملك البحرين اليهودية البحرينية (هودا عزرا نونو) سفيرة للبحرين في أمريكا بين عامي ٢٠٠٨ و ٢٠١٣. 

 

كما أشارت الصحيفة إلى أن وزير خارجية البحرين كان له علاقات وطيدة مع رئيسة حزب كاديما (تسيبي ليفني) وذلك عندما شغلت الأخيرة منصب وزيرة الخارجية في الكيان الاسرائيلي بين عامي ٢٠٠٧ و٢٠٠٩.  

 

ويذكر في هذا السياق أن ولي العهد البحريني (سلمان بن حمد آل ثاني) كان قد نشر في السادس عشر من تموز/ يوليو ٢٠٠٩ مقالا في “واشنطن بوست” تحت عنوان “يجب على العرب التحدث مع الإسرائيليين”، دعا فيه الحكام العرب إلى إنعاش مبادرة التسوية العربية. وفي حينه امتدح نتانياهو المقال، وعبّر عن أمله في أن يحذو حذوه كثيرون في العالم العربي. 

 

وغداة نشر المقال في الصحيفة المذكورة، التقى السفير الأمريكي في المنامة بوزير الخارجية خالد بن أحمد آل ثاني، حيث عبّر الأخير عن استعداده لتفعيل المبادرة لتجديد الاتصالات مع حكومة نتانياهو. ونقل عنه قوله ان البحرين على استعداد للاجتماع وجهاً لوجه مع مسؤولين إسرائيليين في إطار مؤتمر دولي، والتحدث اليهم بشكل مباشر من أجل تشجيع التوجه نحو “السلام” مع العالم العربي. 

 

وفي العشرين من آب/ أغسطس من العام ٢٠٠٩، التقى نائب السفير الأمريكي في المنامة مع مستشار وزير الخارجية البحريني، وأطلعه الأخير على أن ولي العهد ووزير الخارجية معنيان بإجراء مقابلة مع الإعلام الإسرائيلي في إطار اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.  

 

وتكشف برقيات لـ “ويكيليكس” ما بين ٢٠٠٥ و٢٠٠٩ عن نظرة البحرين إلى الكيان الإسرائيلي، حيث تُصنّف المنامة في هذا التقرير على أنها تأتي في مقدّمة المعسكر المناهض لإيران، والأشدّ تحالفاً مع امريكا وتطلب حلّ القضية الفلسطينية من «أجل أن نصبح كلنا ضدّ إيران».  

 

وتتحدث وثيقة مصنّفة سرّية تحمل الرقم(٠٥MANAMA٢٣٠ ) ومؤرخة في ١٦ شباط ٢٠٠٥، عن فحوى ما جرى خلال دعوة ملك البحرين (حمد بن عيسى آل خليفة) للسفير الامريكي (وليام مونرو) في قصره، حيث قال الملك إنه أعطى تعليماته إلى وزير الإعلام محمد عبد الغفار، ليعمل على ألا تشير البيانات والإعلانات الرسمية الصادرة عن الوزارة إلى الكيان الاسرائيلي كعدو، مؤكداً أن البحرين لديها علاقات مع تل أبيب على المستوى الأمني والاستخباري مع الموساد. 

 

والنظام في البحرين لم يقطع علاقاته بالكيان الاسرائيلي يوماً، وقد شهدت الأعوام الماضية عدداً من اللقاءات والزيارات بين مسؤولين بحرينيين وإسرائيليين، وبرزت مواقف لمسؤولين رسميين بحرينيين تؤكد على التودد لتل أبيب والتقرب منها والايحاء للأمريكيين أنهم مستعدون للتطبيع العلني معها حينما تدق الساعة. 

 

ونظام آل خليفة يقوم بالعلاقات مع الكيان الاسرائيلي سراً ويتكتم عليها ولم ينشر إلا ما يخرج من العلاقات واللقاءات إلى العلن. وذكرت صحيفتا (الغارديان) و (الإنديبندنت) البريطانيتان تقريراً تشيران فيه لعلاقات بحرينية- إسرائيلية، وأنّ السلطة في البحرين وافقت من حيث المبدأ على السماح للخطوط الجوية الاسرائيلية باستخدام مجالاتها الجوية، وفتح سفارات ومكاتب تجارية، والسماح بدخول السياح الذين يحملون ختم الكيان الاسرائيلي على جوازات سفرهم إلى أراضيها. 

 

كما ذكرت دراسة حول العلاقات الاقتصادية والسرية والتطبيع أنّ مذكرة اسرائيلية بشأن البحرين تتحدث عن أنّ الاتصالات المنتظمة معها بدأت عام ٢٠٠١، وأن الهدف الرئيسي لهذه الاتصالات يتركز على الإعلان عن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، وأن هناك علاقات مهمة بين الجانبين في المجالات الاقتصادية.  

 

وبحسب المذكرة فإن الشيء الأكثر أهمية على هذا الصعيد هو أن هناك اتفاقاً كاملاً بين الكيان الإسرائيلي والبحرين بشأن العلاقات الدبلوماسية، وأن اختيار الوقت المناسب في الإعلان عن هذه العلاقات أصبح الآن هو المحك وأن ذلك قد يكون قريباً .

 

هذه العلاقات بين النظامين أكدتها جهات مختلفة حيث ذكر موقع (عنيان مركزي) الاخباري أنّ تل ابيب تقيم علاقات سرية مع نظام آل خليفة، وأنّ أمريكا والكيان الاسرائيلي يعيشان حالة من القلق الشديد على البحرين والخشية من أن يقع هذا البلد بيد المعارضة.  

 

وقد استفادت العائلة الحاكمة في البحرين عبر الاتصالات السرية والعلنية مع الكيان الاسرائيلي من خبرات هذا الكيان في القمع وتغيير الحقائق، وذكرت صحيفة (معاريف) ان الاستخبارات البحرينية استعانت بالموساد لقمع الانتفاضة الشعبية في البحرين، نظراً لتجربته في التصدي للانتفاضة الفلسطينية .

 

من جانبهما وصفت صحيفتا (هآرتس) و(يديعوت احرونوت) العلاقة بين الكيان الاسرائيلي والبحرين بالجديّة. وأفادت تقارير الصحيفتين ان هذه العلاقة لم تعد سراً خافياً على أحد من متابعي السياسة في المنطقة والعالم، خصوصاً بعد أن كشفت حركة الاحتجاجات السلمية للشعب البحريني الكثير من الأوراق بهذا الشأن .

المصدر – الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق