استهداف المرافق والمنشآت الإقتصادية اليمنية… أهداف ودلالات
استهداف الإقتصاد اليمني من قبل قوى العدوان برز منذ بداية العدوان حتى اليوم كأحد الأهداف الرئيسية كما استهداف الشعب، ولهذا فإن الموانئ اليمنية التي تعد ركيزة الإقتصاد اليمني والمنشآت الإقتصادية لم تسلم، فاليمن يضم ١٠ موانئ تقع على البحر الأحمر وبحر العرب وتعد مواقع استراتيجية هامة وأبرزها ميناء الحديدية والمخاء والمكلا وعدن وبلحاف، وفي عرض موجز لبعض الإعتداءات على المنشآت الإقتصادية اليمنية من قبل قوى العدوان هو ما قامت به طائراتهم باستهداف ناقلات غاز ومحطات وقود في مديرية يريم بمحافظة إب جنوب اليمن، واستهداف مصنع يماني للألبان والأغذية في الحديدية غرب اليمن، وقصف المطارات المدنية في صنعاء والحديدية وعدن وتعز وصعدة، وتدمير الموانئ في المخاء وعدن وميدي، كما وقصف محطة الكهرباء ومحطة الغاز في صعدة وجمرك حرض، ولم تسلم المستشفيات من العدوان والتي كان آخر مسلسلها قصف مستشفى ٤٨، هذا وقد دمر العدوان مصنع الإسمنت في لحج ومصنع الألبان والزيوت في الحديدة ومصنع الكوكا كولا في عدن ومخازن الأغذية التابعة للمؤسسة الإقتصادية في صنعاء ومحطة الوقود في رازح وقصف طريق صنعاء صعدة وطريق صعدة المزرق. هذا وقد طال القصف شبكات الإتصال بجبل العر بمديرية منبه.
ادانات دولية
العدوان الذي یعدّ في جوهره خرقاً للقانون الإنساني الدولي، إلا أن قصف المنشآت الإقتصادية والموانئ البحرية التجارية يأتي مميزا عن غيره من أوجه الإعتداء( استهداف المدنيين مثلا) كصورة فاضحة لأهداف العدوان، وهي تكذب مزاعم القوى المعتدية على الشعب اليمني الذي اعتبر أن هدفه من العدوان ضرب القدرات القتالية اليمنية التي يمكن أن تحدث خللا في المنطقة، فالمنشآت الإقتصادية ليست قدرات قتالية إنما هي البنية والركيزة الأساسية التي تمكن أي شعب من الحفاظ على استقراره وتحول دون انهياره.
فحجم العدوان على اليمن حرك مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة “ستيفن أوبراين” الذي قال إن قصف طائرات قوى العدوان للمنشآت الإقتصادية في اليمن يعد خرقا للقانون الإنساني الدولي واعتبر أن هذه الهجمات تتناقض بشكل واضح مع القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة، محذرا من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، ومعربا عن قلقه الشديد من أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت الإقتصادية سيكون لها تأثير على البلد بأكمله. وتقول الأمم المتحدة إن هناك أكثر من ٢١ مليون شخص في اليمن في حاجة للمساعدة أو حوالي ٨٠ بالمئة من السكان. وكان برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، حذر في وقت سابق من أن اليمن على حافة المجاعة. وقالت رئيسة البرنامج إرثارين كازين إن الأسواق لم يعد بها ما يكفي لإطعام اليمنيين. وطالبت كازين بسماح فوري لمسؤولي الإغاثة في البرنامج كي يصلوا إلى المناطق المتضررة.
اهداف ودلالات
١- ضرب البنية الإقتصادية اليمنية وبالتالي وضع اليمن في حالة يكون فيها عاجزاً عن تأمين احتياجات البلد الإقتصادية، وبالتالي اجبار اليمن ليكون ضمن دائرة التبعية الإقتصادية لقوى العدوان لا سيما السعودية والإمارات. وفي حال وجدت قوى العدوان انها مجبرة على ايقاف الحرب ستجد امامها الفرصة المتاحة للمناورة في اليمن من خلال الضغط اقتصاديا لتحصيل مكاسب ومنافع لم تستطع تحصيلها خلال فترة العدوان.
تشهد المرافئ والموانئ الإماراتية ازدهارا شبه ملحوظ مكتسبة موقعها المطل على الشاطئ الجنوبي للخليج الفارسي شمالا وخليج عمان شرقا، وهي تحتوي على العديد من الموانئ والمرافئ ابرزها ميناء خليفة، كيزاد، زايد، خور دبي، جبل علي، راشد، وغيرها. وعليه فإن الإمارات وهي الدولة المشاركة في العدوان على اليمن ترى في قصف الموانئ اليمنية ازدهارا اكبر لموانئها.
٣- الإقتصاد اليمني والذي يرتكز بصورة اساسية على الموانئ والمرافئ التجارية والإقتصادية التي يعبر من خلالها سفن النفط وسفن المواد الغذائية كمحطة اساسية وبالتالي فهو مصدر رزق للشعب اليمني، ولهذا تعمل قوى العدوان على ضرب هذه الموانئ بالإضافة إلى المنشآت الاقتصادية والمعامل والمصانع بهدف وضع الشعب في خانة يصبح فيها منقلبا على القوى المتصدية للعدوان، وبالتالي تسليم الشعب اليمني المقاوم ارادتها لقوى العدوان السعودي.
٤- ابادة الشعب اليمني الذي وصل إلى حافة المجاعة بسبب تعمد قوى العدوان قصف المنشآت الإقتصادية والحيوية، ومن خلال قصف الموانئ فهي لم تترك فرصة لسفن المساعدات الإنسانية من محطة لتفريغ حمولاتها، وبذلك فبعد أن فشلت السعودية من تحقيق مكسب فعلي على المستوى العسكري، ترى في ضرب الإقتصاد اليمني فرصتها الأخيرة.
٥- ينظر إلى ضرب الإقتصاد لا سيما ضرب الموانئ والمرافئ البحرية على انها مقدمة لعملية انزال برية من الجانب البحري بهدف قطع الإمدادات عن الشعب اليمني وإغلاق نافذته على العالم، فقوى العدوان ترى الإنزال البري من الجانب البحري الفرصة الأكثر سهولة باعتبارها مناطق مكشوفة امام الطائرات.
المصدر – الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق