السلطة الفلسطينية.. خطوات باتجاه احياء العلاقات مع طهران!
كثر مؤخرا الحديث عن الزيارة المرتقبة لمحمود عباس “رئيس السلطة الفلسطينية” الى ايران. حيث أكدت مصادر مطلعة في رام الله أن الاخير قد عين “أحمد مجدلاني” عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مسؤولا عن ملف الارتباط والتنسيق مع طهران. وقد زار مجدلاني طهران خلال الايام الماضية والتقى بنائب الرئيس الايراني “اسحاق جهانغيري” ووزير الخارجية الايراني “محمد جواد ظريف” في زيارة هي الاولى من نوعها منذ سنوات لمسؤول فلسطيني الى طهران. وقد سلم مجدلاني ظريف رسالة من عباس للرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني. وتأتي الزيارة في اطار السعي لاحياء العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية وايران بعد عقود من القطيعة. وكذلك للتمهيد لزيارة عباس المرتقبة الى إيران خلال شهرين.
زيارة عباس وحقيقة الالتفافة باتجاه طهران!
ويؤكد مسؤولون ايرانيون انه ليس من الواضح بعد ان كانت الزيارة التي يتم الحديث عنها لمحمود عباس الى طهران ستتم او لا؟ فالاوساط الايرانية تتحدث عن رفض ايراني لاستقبال عباس في ظل السياسات التي ينتهجها ازاء العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، مما يشير الى أن المسؤولين الايرانيين بانتظار مواقف اكثر جدية وحزم من عباس ازاء العلاقات مع الكيان وملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وخصوصا بعد الاحداث الاخيرة التي كانت تشير الى احتمال وقوع انتفاضة جديدة داخل الاراضي الفلسطينية والتي لعبت السلطة الفلسطينية وعباس بالخصوص دورا اساسيا في تهدئتها على حساب المفاوضات السياسية والتنسيق الامني مع الطرف الاسرائيلي.
ويأتي هذا الحراك الفلسطيني في وقت تسعى فيه جهات عربية واقليمية تجد نفسها متضررة من هذه الزيارة الى الضرب على وتر الخلافات بين ايران وحماس من جهة وبين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة اخرى. على اعتبار أن الالتفافة لعباس باتجاه طهران واستقبال طهران لعباس (ان حصل) تأتي ردا على زيارة خالد مشعل للسعودية مؤخرا. اما الوقائع فتشير إلى غير ذلك حيث أن السلطة الفلسطينية وبعيد توقيع الاتفاق النووي الاخير بين ايران ودول ال٥+١ أدركت أن ايران أصبحت من الاطراف الاقوى في المنطقة وباعتراف امريكا نفسها. وهذا ما أكده مجدلاني نفسه في مقابلات صحفية قائلا: “هذه الزيارة هامة في ضوء التغيرات في المنطقة، وفي ظل توقيع الاتفاق بين إيران والدول الكبرى فيما يتعلق بالملف النووي” ومشيراً إلى أن “الاتفاق من شأنه أن يوفر مناخاً لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة” مضيفاً “أنه سوف يعيد الأولوية للقضية الفلسطينية التي تراجع الإهتمام بها واعتبارها قضية مركزية ودحض ذريعة اسرائيل بأن قضية الملف النووي تهدد أمنها، والتأكيد بأن احتلالها هو الخطر الأول على المنطقة”.
هذا بالاضافة الى الموقف الايراني الواضح والصريح الداعم للقضية الفلسطينية والذي لم يشهد تذبذبات كما مواقف الكثير من الدول العربية. فلطالما أكدت ايران حكومة وشعبا على أن القضية الفلسطينية هي في اولى اولوياتها، وهي جاهزة للتعاون مع كافة الاطراف بما فيهم “السلطة الفلسطينية” دعما لفلسطين في مسيرة تحريرها من الكيان الإسرائيلي.
علاقة ايران الاستراتيجية مع فصائل المقاومة وحماس
وبالعودة الى العلاقات بين ايران وحماس والفصائل المقاومة الاخرى فالعلاقة استراتيجية وخاصة بحماس. حيث يؤكد المسؤولون الايرانيون ان علاقتهم بالحركة لا تتأثر ببعض المواقف المريبة لبعض قادتها. خاصة أن ايران تبنت اسلوب هذه الفصائل في المقاومة المسلحة للكيان الإسرائيلي، ولا زالت اصداء الصواريخ الايرانية الصنع التي ضربت الداخل الاسرائيلي تقض مضجع قادة الكيان الى اليوم، في دليل على عمق العلاقات بين الجانبين الايراني وفصائل المقاومة بما فيها حركة حماس.
ختاما وحتى لو لم تقع هذه الزيارة فان مجرد قدوم “المجدلاني” الى طهران مؤشر على نية السلطة الفلسطينية اعادة التموضع في ظل المتغيرات الاخيرة في المنطقة. ومن شأن هذا التموضع الجديد وخاصة في العلاقات مع طهران أن يُلزم السلطة الفلسطينية وعلى رأسها “محمود عباس” اتخاذ سياسة أكثر حزما اتجاه الممارسات الاسرائيلية العدوانية، التي استباحت الارض والعرض ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي وحقوق الانسان، ومدركة أن الجهة الفلسطينية المخولة بالرد لن تكون على قدر المسؤولية، وسط التأكيد الفلسطيني المستمر على ضرورة استمرار التنسيق الامني معها. فعسى أن يكون احياء العلاقة مع طهران المدخل لشد عصب عباس ولو قليلا في مواجهة الكيان الإسرائيلي.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق