التحديث الاخير بتاريخ|السبت, يوليو 6, 2024

كيف زاد ظهور داعش من تدهور القاعدة؟ 

لايختلف اثنان على وجود خلفية فكرية واحدة لتنظيمي القاعدة وداعش الارهابيين، لكن هناك ايضا تنافس ومواجهة جارية بين الطرفين في المجالات المختلفة حيث اصبح تنظيم القاعدة الارهابي يعاني من تأثير نشاطات داعش ويشعر بضيق في مختلف المجالات بسبب استهدافه من قبل داعش. 

 

ويبدو ان تنظيم القاعدة قد خسر المواجهة مع تنظيم داعش حتى في المجال الاعلامي لأن زعيم القاعدة الحالي ايمن الظواهري كان قد اعلن قبل ١٠ اعوام “ان القاعدة يخوض حربا وان نصف هذا الحرب هو في الاعلام” فداعش استطاع تسمية نظامه في الظاهر بانه نظام للخلافة في حين لم يستطع القاعدة ان يتناول المشاكل اليومية في البيانات التي يصدرها. 

 

ومنذ بدء اعلان تشكيل تنظيم داعش حتى شهر أبريل عام ٢٠١٤ قام تنظيم القاعدة بنشر ٢٥ بيانا اعلاميا مختلفا كان معظمها باللغة الأردية او كانت مضامينها بالية مثل نشر كلام قتلى القاعدة وبعض تصريحات اسامة بن لادن قبل موته والتي لم تكن منشورة في السابق وبيان آخر بمناسبة ذكرى تأسيس القاعدة وقد غاب الظواهري عن كل هذه البيانات.  

 

ومن القضايا الهامة الأخرى التي تخص الجماعات المسلحة قضية الاشتباكات الواسعة بين القاعدة وداعش والتي تركز مراكز الدراسات العالمية عليها ايضا لكن العمل الاعلامي للقاعدة في هذا المجال يعتبر ضعيفا ايضا، فعلى سبيل المثال يمكننا ان نشير الى الرسالة التي وجهها الظواهري الى زعيم داعش ابي بكر البغدادي حيث دعا الظواهري زعيم داعش الى البقاء في العراق وترك سوريا لجبهة النصرة لكن رد البغدادي على هذه الرسالة كان السخرية وعدم الاكتراث. 

  

ومن جانب آخر يسعى تنظيم داعش الى السيطرة على التنظيمات الاخرى التي كانت موالية للقاعدة منذ العام الماضي حتى الان وذلك بعد ان اصبح التنافس بين القاعدة وداعش علنيا فعلى سبيل المثال قام جمع من عناصر القاعدة ومسلحين من حركتي طالبان الباكستانية والافغانية ببيعة ابي بكر البغدادي واعلنوا قيام ولاية خراسان كمحافظة تابعة لمناطق انتشار داعش وذلك في منطقة كانت تعتبر من مناطق نفوذ القاعدة التاريخية. 

 

وقد قام العديد من حلفاء القاعدة في السعودية واليمن والمغرب والجزائر وليبيا مثل جبهة النصرة في سوريا والعراق ببيعة تنظيم داعش رغم وجود بعض القيادات في القاعدة في شمال افريقيا والصومال واليمن وسوريا والذين جددوا البيعة للظواهري.  

 

وهناك قضية اخرى تخضع للنقاش ايضا وهي فهم هوية تنظيم القاعدة في الوقت الحاضر فهل هذا التنظيم هو تنظيم يستقر في باكستان ام هو شبكة موحدة؟ ان القبول بأن القاعدة هو تنظيم يبدو صعبا لان هناك قيادتين لهذا التنظيم بعد ان اعلن ناصر الوحيشي في اليمن زعامته على تنظيم القاعدة.  

 

ان اداء القاعدة كشبكة لم يكن جيدا جدا لكنه كان ناجحا الى حد ما، فالقاعدة سجلت بعض النجاح في سوريا واليمن وليبيا ولذلك يمكن القول ان القاعدة يستطيع ان يزيد من احتمالات بقائه اذا استطاع نقل مصادر تمويله من باكستان الى اماكن أخرى. 

 

وهناك قضية أخرى بقيت دون حل وهي تأثير داعش على قوة تنظيم القاعدة، فقد استطاع تنظيم داعش جذب العناصر بشكل كبير من خلال اعلاناته الدعائية وهذا النجاح فاق نجاح تنظيم القاعدة وباقي الجماعات الحليفة معه بشكل كبير، ورغم ذلك يجب القول ان تنظيم القاعدة لن يموت اذا صمت الظواهري بل سيضعف في باكستان فقط وان نشاط عناصره في خارج باكستان سيبقى كما هو حيث يأمل عناصر القاعدة في استمرار نشاطاتهم ضد داعش وضد اعدائهم الآخرين.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق