التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, يوليو 1, 2024

إدعاء هادي وداعميه فاقد للدليل… العدالة تمهل ولا تهمل 

 

 ليس جديداً اتهامُ هادي لإيران بأنّها وراء الأزمة التي يشهدُها اليمن اليوم، وليس جديداً أن تقوم الأنظمة العربية مباشرةً أو من خلال وسائل إعلامها ورجالاتها في المنطقة بتوجيه هذه الإتهامات، والتي تأتي في سياق مشروع مدروس بهدف قلب المفاهيم، وجديدُ ادعاء هادي وقوى العدوان هو ما صرح به مؤخراً لـ”يمن استريت” معتبراً “أنّ أولئك الذين يدّعون أنه باستراتيجيتهم يمكن أن يدخُل اليمن حرباً داخلية سيفشلون ويهزمون، فاليمن لن يشهدَ حربا داخلية، نحن نقول لإيران بوضوح أن يرفعوا يدهم عن اليمن”. هادي والذي يقيم حالياً في السعودية لا لبس في حديثه حول القسم المتعلق بمخطط إحداث شقاقٍ داخلي بين الشعب اليمني، ولا لبس ايضاً بأنّ اعداء الشعب اليمني سيُهزمون ويفشلون، إلا أن الحديث يبقى في التشخيص، فمن المسؤول عن الأزمة اليمنية؟ وأين أدلة إدعاء هادي؟ وفي أي سياق يوضع حديث هادي الأخير؟ 

 

إدعاء هادي… أين يضع نفسه والسعودية والإمارات منه؟

عدوان سعودي إماراتي على الشعب اليمني بحجة إعادة الشرعية لهادي كرئيس للبلاد، هادي والذي أجمع الشعب اليمني بكافة أطيافه حتى الحراك الشعبي الجنوبي أن لا شرعية له في اليمن، فرّ من البلاد ولجأ إلى السعودية، هو اليوم وبعد تآمره على البلاد وتعاونه مع السعودية على قتل شعبه لم يعد له أي موقع قانوني ولا شعبية له في اليمن سوى المرتزقة الذين جلبتهم السعودية بأموال نفطها من خارج اليمن، فلو كان يمني الشرعيّة لبقي في اليمن ولما خرجت التظاهرات المليونية ضدّه، واليوم بعد خمسة أشهر على بدء العدوان يرى الشعب اليمني أنّ هادي فقد شرعيته اليمنية.

كانت السعودية والإمارات قبل العدوان تريان اليمن تحت سيطرتهما لتأتي نهضة الشعب اليمني الطامح للحرية والإستقلال دافعاً للسعودية والإمارات لشنّ عدوانهما، واليوم بعدَ مُضي خمسة أشهر على بدئه نرى الاف الشهداء قد سقطوا، واعداد الجرحى يفوق ذلك وآخر مجازر العدوان مجزرة تعز التي ذهب ضحيتها ٧٠ شهيدا وعشرات الجرحى ناهيك عن ضرب المستشفيات والبنى التحتية والمنشآت الإقتصادية والمواد الغذائية ومحطات توليد الطاقة. إذن سلسة الإدعاءات هذه وإدعاء هادي الأخير ما هو إلا تغطية على الجرائم ضد الإنسانيّة التي ترتکبها طائرات قوى العدوان والتستُر عليها، وهي تأتي أيضا للتغطية على خيانة هادي للشعب اليمني. 

 

إدعاء فاقد للدليل

كل الإدعاءات بحق ايران لا تستند بالمطلق إلى أي دليل، فإيران قبل العدوان السعودي كما بعده لم يثبت تدخلها في الشأن اليمني، ومنذ بدء العدوان وأمام حجم الدمار والقتل والمعاناة الإنسانيّة التي وصلت مؤخراً بحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة إلى وضع قريب من المجاعة، وفقدان الدواء والأدوات الطبيّة، كانت ايران الحاضرة والمستعدّة لإيصال المساعدات الإنسانيّة، وفي كل مرة جهزت فيها حملة المساعدات وبعد أن اخذت الإذن بإيصالها كانت قوى العدوان على اليمن هي المعترضة لسبيلها والمهددة لها.

إيران ومنذ بدء العدوان أعلنت موقفها الواضح بضرورة توقف العدوان واللجوء إلى الخيارات السياسية التحاورية كحلٍ وحيد، وأن القوى اليمنيّة السياسيّة الشعبيّة هي المخولةُ ومن خلال التحاور فيما بينها لأخذ الأمور إلى المكان الذي لا يكون فيه الدمارُ والقتلُ الذي تخلفهُ طائرات قوى العدوان السعودي، وهذا الحوار اليمني الذي يُرجى تشكيله بعد توقف العدوان ما هو إلا استمرار لحوار كان قد بدأ، وخطوات فاصلة قليلة كانت بينه وبين حل كافة القضايا لولا العدوان الذي جاء فدمر كل صيغ الحوار، لأن أهداف قوى العدوان تتناقض والمساعدات الإنسانية وإقامة الحوار، وكان الإصرار لديها بضرورة رفع وتيرة الإعتداء على الشعب اليمني حتى اركاعه. 

 

العدالة تمهل ولا تهمل

الشعب اليمني لهادي بالمرصاد ولكل من يدعمه، هي خلاصة الحديث والرد على كل ما انتهجه هادي بحق الشعب اليمني، فالتاريخ الماضي كما الحاضر حافل بالمتآمرين على شعوبهم، فصدام حسين وعلى الرغم من الحماية التي كان يتلقاها من أمريكا تمكن من قمع شعبه وقتلهم بمجازر جماعية، وتمكن من احتلال الكويت، وشن حرباً على ايران استمرت ثمانية أعوام، كل هذا وكان مدعوماً ببعض الحكومات الخليجية وتغطية وتأييد أمريكي، وحينما انتفض التاريخ بوجهه وتبدلت المصالح والمنافع، حاكمته العدالة فاقتصّ الشعب العراقي من صدام واجرامه، وکذلك القذافي وغيره الكثير أمثال هادي أمهلتهم العدالة ولم تهملهم، وهادي اليوم كما داعميه في موقف أضعف عما كان عليه امثالهم من الحقبة الماضية، فتاريخ اليوم يختلف عن تاريخ الماضي، لأن الشعوب انتفضت والأمة مجتمعة والمقدرات بيدها.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق