فاتح “٣١٣” ومعادلة الرعب الجديدة
بمناسبة يوم الصناعات الدفاعية في طهران، ازاحت القوات العسكرية الايرانية الستار عن صاروخ باليستي جديد، يصل مداه الدقيق الى ٥٠٠ كيلومتر، مشيرة الى تواصل توجهاتها الرادعة لمواجهة المخططات الأجنبية، مؤكدة في الوقت ذاته أن القدرات الدفاعية الايرانية تصب في مصلحة احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق أكد الرئيس الايراني في خطابه خلال مراسم ازاحة الستار عن الصاروخ الجديد أن سياسة بلاده قائمة على الردع والتعاون وازالة التوتر وبناء الثقة مع العالم كله، مشدداً على ان الحوار مع الاخر سيكون مثمرا اذاما كان البلد مقتدرا، معتبراً أنه لا يمكن لدولة ضعيفة غير قادرة على المواجهة والدفاع في وجه القوة العسكرية لجيرانها واعدائها ان تقول انها تسعى الى تحقيق السلام، لانه ينبغي عليها ان تكون على استعداد لمواجهة احتمال ان تكون محتلة في اي لحظة.
وشدد روحاني على أن استراتيجية ايران تقوم على الدفاع والردع، منوّها في الوقت ذاته الى ان طهران لم تفكر ابداً بانتاج صواريخ ذات استخدامات نووية، متابعاً “سنؤمّن ما نحتاجه من الاسلحة دون أن نأخذ الاذن من أحد، كما سنبيع الاسلحة لمن شئنا، ولن نحتاج أن نستأذن أحداً”. وأكد روحاني على أن آمال وأهداف بلاده دفاعیة ولیست حربیة، قائلاً “ان دیننا ونظامنا دیمقراطي الطابع ولیس داعیة حرب، ونحن لا نسعى وراء الحرب والعدوان فیما هنالك دول في العالم يشير شعار صناعاتها الى ان فکرها العسکري هو فکر العدوان والهجوم . ”
المواصفات الفنية للصاروخ الجديد:
يعتبر صاروخ “فاتح ٣١٣”، من أحدث سلسلة الصواريخ الاستراتيجية التي تصنعها ايران وتحمل اسم فاتح بارقام مختلفة، حيث يبلغ مداه ٥٠٠ كيلومتر وهو صاروخ محلي الصنع جرى تصنيعه من قبل علماء وخبراء واخصائيي منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع، في حين بلغ مدى الجيل الرابع من صاروخ “فاتح١١٠” ٣٠٠ كيلومتر.
وقد جرى في تصنيع الصاروخ “فاتح ٣١٣” الذي يعد جيلا جديدا من جيل صواريخ “فاتح” استخدام محركات جديدة تعمل بـ “الوقود الجامد” و”اجهزة استشعار” محلية الصنع فضلا عن اجراء تغييرات على الجيل السابق من حيث تقليل الوزن، ويمتاز الصاروخ الايراني الجديد بامكانية اطلاقه من منصة ثابتة او من آلية متحركة، ما يعطي الوحدات القتالية التي تستخدمه مرونة أكبر في التحرك والاطلاق، بالاضافة الى الدقة العالية في اصابة الهدف.
ونظرا لنجاح الاختبارات التي اجريت على صاروخ “فاتح ٣١٣” فان مرحلة الانتاج الصناعي له ادرجت على جدول اعمال وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة، حيث استطاع الصاروخ الجديد اجتياز الاختبارات التي أجريت عليه بنجاح من خلال إصابته للأهداف بدقة من زوايا مختلفة بواسطة منظومة محلية الصنع .
ومن الجدير ذكره ان ايران وبانتاجها صاروخ “فاتح ٣١٣” التحقت بركب الدول المعدودة التي تمتلك تقنية انتاج الصواريخ التي تعمل بالوقود الجامد ويبلغ مداها ٥٠٠ كيلومتر، واصبحت الصناعات العسكرية الايرانية قادرة من خلال عملها الدؤوب على تعزيز قدراتها الردعية والنهوض بمستوى جهوزيتها من خلال الانتاج المحلي.
الاعلان عن الصاروخ الجديد لقي صداه الواسع في الكيان الاسرائيلي، حيث اعربت الجهات الامنية عن خشيتها من وصول الصاروخ الإيراني الجديد “فاتح ٣١٣” إلى حزب الله اللبناني واستخدامه في أية مواجهة مقبلة، وخاصة بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في وقت سابق أن المقاومة تمتلك صواريخ من طراز فاتح ١١٠ منذ عام ٢٠٠٦ معتبراً أنها وسائل قديمة، ومنوّها الى أن ما بحوزة المقاومة الاسلامية أفضل من هذا الصاروخ بكثير.
ويرى كثير من المحللين أن امتلاك حزب الله لصاروخ فاتح ٣١٣ أو حتى صاروخ فاتح ١١٠ سيشكل تهديداً كبيراً للمراكز الحساسة والمواقع الحيوية للكيان الاسرائيلي، بما في ذلك مفاعل ديمونا الذي يخضع لمدى صواريخ المقاومة بصورة دقيقة، بالاضافة الى موانئ ومحطات الطاقة الإسرائيلية، وهو ما يجعل المقاومة قادرة على اركاع الكيان الاسرائيلي في غضون ساعات في أي حرب مقبلة، وتجبر الكيان على اعادة حساباته ألف مرة قبل التفكير في أي مواجهة جديدة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق