التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, يوليو 1, 2024

مقتل الرجل الثاني في تنظيم داعش الإرهابي.. تأثيراته وتداعياته! 

أعلن المتحدث باسم البيت الابيض منذ أيام مقتل الرجل الثاني في تنظيم “داعش” الارهابي في غارة جوية امريكية قرب الموصل. بالاضافة الى أحد المستشارين الاعلاميين في التنظيم ويدعى ابو عبد الله الذي قتل في الغارة نفسها. وفي تصريح آخر صادر عن الادارة الامريكية للمتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي “نيد برايس” فقد أكد مقتل المدعو “فاضل احمد الحيالي” الملقب بالحاج معتز، الذي قتل حينما كان يستقل سيارة مع قيادي آخر في التنظيم هو “ابو عبد الله” المسؤول الاعلامي للتنظيم حسب مجلس الامن القومي. موضحا في بيانه ان الحيالي من أبرز أعضاء المجلس العسكري للتنظيم. وبحسب برايس فان مقتل الاخير سيؤدي الى التأثير سلبا على نشاطات التنظيم الارهابي، بسبب نفوذ الحيالي الكبير داخل التنظيم، تمويلا واعلاما وعمليات ودعما لوجستيا. فبحسب واشنطن فالحاج معتز هو المسؤول الابرز عن عمليات التمويل ونقل الاسلحة بين سوريا والعراق بالاضافة الى أنه لعب دورا عملياتيا اساسيا خلال اجتياح التنظيم للموصل في العراق حزيران الماضي. 

 

والحيالي ضابط عراقي سابق في الحرس الجمهوري، تركماني الاصل من مدينة تلعفر العراقية. وقد ذكرت تقارير أن الحيالي هو من أبرز العقول الامنية لداعش نظرا لخبرته من ابان خدمته في الاستخبارات العسكرية العراقية قبل سقوط نظام صدام حسين. وقد سجن لفترة وجيزة في معتقل بوكو الامريكي، قبل ان يطلق سراحه. ويرجح انه استلم قيادة المجلس العسكري لتنظيم داعش الارهابي مؤخرا. وقد لعب دورا اساسيا في الترويج لتنظيم داعش وسط بعض العشائر لروابطه الوثيقة مع بعض وجهائها وزعاماتها المحلية. 

 

وكان سبق أن أعلن البنتاغون العام الماضي عن مقتل الحيالي المعروف ايضا بـ”ابو مسلم التركماني” بغارة للتحالف شمال العراق في تشرين الثاني الماضي ليتبين لاحقا أنه لا زال على قيد الحياة.

وفي نفس السياق ايضا اعلن داعش وردا على الاعلان الامريكي أن القيادي في التنظيم “الحاج معتز” لم يُقتل نافيا الخبر الامريكي. وهذا ما ستظهر حقيقته في الايام القليلة المقبلة لجهة التأكيد او عدمه. 

 

ومن المعروف أن أمريکا وحلفائها تشن ضربات جوية على أهداف لتنظيم داعش في كل من العراق وسوريا. وبين الحينة والفينة تطالعنا تقارير عن مقتل قيادات من داعش. ورغم أن هذه الضربات ومقتل قيادات لداعش لا بد من أن لها تأثيرات سلبية على التنظيم الا ان هذه التأثيرات محدودة ومن الواضح أن التنظيم أصبح يمتلك بنية تسمح له باجتياز هذه الاستهدافات وملء الفراغ خلال وقت قصير. لذلك ومن دون تغييرات استراتيجية للمواجهة القائمة مع التنظيم لن يكون هناك نتائج فاعلة على الارض من حيث اضعاف التنظيم. وتبقى هذه التصريحات ضمن الاعلام الامريكي الذي يسعى لابراز كل صغيرة وكبيرة كانجازات للتحالف الذي تقوده أمريکا.  

 

وامريكا ورغم الاخطبوط الاعلامي القوي الذي يروج بانها تحقق انجازات على خط هزيمة التنظيم، الا انه والى الان لم تظهر اي ارادة جدية للقضاء على داعش. بل تكتفي بضربات يؤكد محللون عسكريون أن هدفها السيطرة على التنظيم بل وحتى الاستفادة منه لتنفيذ سياساتها في المنطقة وليس القضاء عليه. 

 

وتؤكد تصريحات اوباما في اكثر من محفل عدم وجود استراتيجية واضحة في مقاتلة التنظيم. ومما يؤكد على الاهداف الامريكية المريبة التي تسعى لتنفيذها عبر “داعش” عدم التفوه بحرف ازاء التنظيم قبل دخوله الى العراق وعندما ظهر في سوريا، حينما كان التنظيم فتيا وكان من الممكن اخماد جذوته في مهدها. 

 

كما وتؤكد تقارير عربية وغربية كثيرة أن داعش صنع على يد المخابرات الأمريكية كبديل لتنظيم القاعدة الذي استهلك بما فيه الكفاية ولم يعد يحقق الاهداف الامريكية الجديدة في المنطقة. وهنا تتأكد الشكوك والاتهامات التي تحوم حول حقيقة هذا التحالف الدولي. 

 

وختاما اذا اردنا احسان الظن بامريكا، واعتبارها جادة في حربها ضد التنظيم فلا بد من اتخاذها عدة خطوات ومن اهمها حسم الصراع داخل سوريا والذي لا ينفع سوى تنظيم داعش الارهابي. وهذا يتطلب خطوات كبيرة تتضمن التنسيق مع حلفاء امريكا الذين يدعمون الارهاب داخل سوريا، وذلك لتجفيف مصادر تمويله تمهيدا لاقتلاعه من جذوره. بالاضافة الى استمرار الطلعات الجوية بفعالية اكبر مع مراعاة عدم اسقاط السلاح والذخيرة لداعش، كما حصل مرارا في العراق وسوريا. 

 

ولكن لا حياة لمن تنادي، كيف لا؟ وامريكا ليست مستعدة لخسارة الاداة الاهم في هذا الوقت لادارة الصراع في المنطقة، بما يخدم مصالحها ويؤمن لها التواجد العسكري الذي تريده في المنطقة. وفي كل ذلك مصلحة وفائدة امريكية خاصة أن تكلفة تواجدها مدفوعة الاجر سلفا من قبل دول المنطقة، وفوق ذلك تحلف انظمة المنطقة بامريكا وتمجد بها وترجوها البقاء لحمايتها من الارهاب المزعوم.

المصدر – الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق