التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

المغامرات الاسرائيلية في سوريا بعد اقتراب المقاومة من حسم معركة الزبداني 

في وقت يشن فيه الكيان الاسرائيلي اعنف الهجمات على مواقع قوات المقاومة في جنوبي سوريا منذ بدء الازمة في هذا البلد يعتقد المحللون ان هذه الهجمات جاءت بسبب اقتراب الجيش السوري وحزب الله من النجاح في استرداد مدينة الزبداني الاستراتيجية من الجماعات المسلحة الارهابية، ويؤكد هؤلاء المحللون ان هذا العدوان الاسرائيلي يهدف الى التأثير على التطورات الميدانية في الزبداني.  

 

وقد بدأت الاحداث بأربعة صواريخ اطلقت من الاراضي السورية نحو الجولان المحتل ومناطق مفتوحة من الجليل الاعلى في الداخل الفلسطيني المحتل ليقوم الكيان الاسرائيلي باتهام حركة “الجهاد الاسلامي” الفلسطينية باطلاق الصواريخ الامر الذي نفته الحركة ونفت اي تواجد عسكري لها خارج فلسطين. 

 

وعلى الرغم من اتهام حركة الجهاد الاسلامي الا ان الكيان الاسرائيلي قام بغارات استهدفت مواقع عسكرية سورية في الجولان اضافة الى قصف صاروخي على مديرية النقل وعلى الدفاع المدني في القنيطرة، ثم عاد وشن غارة جديدة على سيارة مدنية في القنيطرة قالت ان ركابها تابعون لحركة الجهاد الاسلامي. 

 

هذه الاتهامات رافقتها اتهامات اخرى اطلقتها قيادات اسرائيلية لايران لدعمها حركة الجهاد الاسلامي بالتمويل والتدريب والتسليح وبمحاولة فتح ما أسمته “جبهة ارهابية ضد اسرائيل” في منطقة الجولان من خلال فيلق القدس، وقد علق نتنياهو بالقول “يجب على الدول التي تتسرع إلى معانقة إيران أن تعلم أن قائدا ميدانيا إيرانيا هو الذي رعى ووجه عمليات الخلية التي أطلقت الصواريخ على إسرائيل”. 

 

ومن جهة أخرى قالت صحيفة هارتس الاسرائيلية نقلا عن مسؤول عسكري اسرائيلي ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد هي المسؤولة عن اطلاق هذه الصواريخ.  

 

وتأتي الاتهامات الاسرائيلية للمقاومة التي تدعمها ايران بأنها هي من اطلقت الصواريخ في وقت تسعى قوات المقاومة حاليا الى انهاء الحرب الدائرة في سوريا حيث يعتقد بعض المحللين ان فتح جبهة جديدة لايبدو منطقيا ويؤكد هؤلاء احتمال قيام الجماعات التكفيرية باطلاق الصواريخ لاعطاء الذريعة للكيان الاسرائيلي لشن هجمات داخل الاراضي السورية. 

 

وكان الكيان الاسرائيلي قد شن في السابق ايضا هجمات على منطقة القنيطرة السورية من اجل دعم ارهابيي جبهة النصرة لكن حجم الهجمات الاخيرة لهذا الكيان يعتبر غير مسبوق وقد استغلت الجماعات الارهابية المسلحة وفي مقدمتها جبهة النصرة بالتحالف مع الجيش الحر هذا الحدث للهجوم على مواقع للجيش السوري وسارع قادتها للدعوة الى مهاجمة الجيش السوري والاستفادة من غطاء الغارات الاسرائيلية. 

 

ويبدو ان السبب الرئيسي للهجمات الاسرائيلية هو التطورات التي تجري في الزبداني التي تقع على بعد ٣٠ كيلومترا من خط وقف اطلاق النار الذي رسمته الامم المتحدة في هضبة الجولان حيث يمكن اعتبار الزبداني كبوابة للدخول الى القلمون والطريق السريع الذي يربط دمشق ببيروت وكذلك سفوح جبل الشيخ ومن ثم القنيطرة وهذا ما يدق ناقوس الخطر لتل ابيب منذ قرابة شهرين حين بدأت المقاومة عملياتها في الزبداني. 

 

وهناك من يقول بأن الهدف المحتمل لعمليات المقاومة الاسلامية في الزبداني هو التقدم نحو مزارع شبعا الواقعة قرب محافظة القنيطرة السورية والذي يمكن ان يكون له تأثير كبير في المستقبل، وهكذا تكون الاستخبارات الاسرائيلية مجبرة على التعامل مع تهديد حزب الله في شمال فلسطين المحتلة وكذلك وجود حزب الله في غرب الاراضي الفلسطينية المحتلة ايضا.  

 

وفيما يشير المراقبون الى اهمية الزبداني بالنسبة للكيان الاسرائيلي وحتمية هزيمة الارهابيين فيها يؤكد هؤلاء ان الهجمات الاخيرة للجيش الاسرائيلي داخل الاراضي السورية هي من اجل تقديم دعم معنوي للارهابيين في الزبداني.  

  

وقد رفع حزب الله من جهته مستوى جهوزيته لخوض حرب جديدة محتملة مع الكيان الاسرائيلي على غرار حرب تموز وكتبت صحيفة الرأي الكويتية نقلا عن مصادر مطلعة ان حزب الله يعتبر سوريا ولبنان جبهة موحدة كما قالت هذه الصحيفة ان الكيان الاسرائيلي بات يخشى من ازدياد قوة الحركات المقاومة في المنطقة بعد رفع الحظر الذي كان مفروضا على ايران وحتمية تعاظم القوة والدور الايرانيين في المنطقة بعد الاتفاق النووي ومن المحتمل ان تكون الغارات الاسرائيلية التي شنت في داخل سوريا تهدف الى تشجيع اليهود الامريكيين على مضاعفة جهودهم من اجل منع الكونغرس الامريكي من المصادقة على الاتفاق النووي مع ايران.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق