التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

لا داعي للتخوف من دعم إيران للشعب العراقي! 

لم تعد أمريكا هي الوحيدة التي تزعجها العلاقات الودّية والاستراتيجية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة العراقية، بل أصبحت الكثير من الدول التي تدور في الفلك الأمريكي، تمتعض من هذه العلاقة ولم تترك فرصة إلا وسخرتها لضرب العلاقات الممتازة بين الحكومتين العراقية والإيرانية. حيث حاولت هذه الدول وفي مقدمتها السعودية، قبل هذه الفترة، أن تجعل من إيران عدواً للسنة وتصوّر إيران علی أنها تدعم الشيعة علی حساب سائر القوميات والمذاهب العراقية خاصة أتباع المذهب السني. لكن وبعد فشل هذه الدعاية الإعلامية بسبب مواقف إيران التي تقف علی مسافة واحدة من جميع العراقيين، دون تمييز بين السنة والشيعة والعرب والكرد، فصارت هذه الدول، تحاول ضرب شعبية إيران داخل المكون الشيعي نفسه هذه المرة. فالسؤال الذي بات يطرح نفسه في ظل مثل هذه المؤامرات، هو، هل أن صحوة الشعب العراقي ستكشف زيف الادعاءات تجاه طهران؟ أم أن الماكنة الإعلامية السعودية والعربية، المتمثلة بقناتي الجزيرة والعربية والعشرات من المواقع والصحف الاخری، ستشوش علی عقول العراقيين، ليصبح عندهم العدو صديقا والصديق عدوا؟ وهذا حسب معرفتنا بذكاء الشعب العراقي وفطنته، فانه من المستحيل أن يحدث.  

 

وكما أشرنا في المقدمة فانه لم يمر يوم إلّا وتم اتهام إيران فيه من قبل العديد من وسائل الاعلام العربية الممولة من خزانة البترو دولارات العربية، علی أنها تعمل علی مشروع تهميش أهل السنة في العراق علی حساب المشروع الشيعي المزعوم! وإتهامات اخری مثل تاسيس قوات الحشد الشعبي لبسط نفوذها في العراق، في حال أن الجميع يعلم أنه إذ لم تكن هذه القوات الشعبية، لكان من المحتمل أن يحتل تنظيم داعش الإرهابي العاصمة العراقية بغداد، بعد أن احتل الموصل والرمادي ومناطق اخری في العراق. 

 

وعلی ما يبدو فان مثل هذه الاتهامات لايران من قبل وسائل الاعلام العربية المشار الیها آنفا، صارت بضاعة بائرة لدی العراقيين، وهم الذين اختبروا النوايا الحسنة لايران علی مدار اكثر من عقد من الزمن، ونعني هنا خاصة الحقبة التي تلت غزو العراق من قبل الامريكيين، ونترك الفترة التي سبقت ذلك لوقت آخر. وفي هذه الفترة التي بدأت منذ عام ٢٠٠٣، فقد وقفت إيران بكل ثقلها اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا الی جانب الشعب العراقي، سنة وشيعة دون تمييز. واسمحوا لنا لنمر سريعا ولاختصار الوقت، عن جميع مواقف إيران خلال هذه الفترة تجاه العراقيين، وننتقل الی آخر موقف شهده الشعب العراقي من قبل إيران، وهو موقف دعم الشعب والحكومة العراقية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. حيث أن إيران قدمت كل ما يحتاجه الجيش العراقي من سلاح، فضلا عن إرسالها أعداداً كبيرة من المستشارين العسكريين لتقديم خبراتهم وإستشاراتهم للقوات العراقية وذلك لحصول أفضل نتيجة ممكنة في معركة الارهاب. حيث عاد العديد من هؤلاء المستشارين وهم شهداء، قدموا أرواحهم دفاعا عن شعب العراق وسيادته. 

 

وليس بعيدا عن هذه الاحداث فقد شنت وسائل الاعلام العربية خلال الأيام الماضية هجمة شرسة ضد إيران بعد اجراء الاصلاحات الوزارية التي أعلنها السيد «حيدر العبادي» رئيس الوزراء العراقي، لمحاربة الفساد في البلاد والتي باركتها المرجعية الدينية العلیا في العراق، متهمة (هذه الوسائل الاعلامية) طهران، بانها حذرت العبادي من توجيه أي تهمة بالفساد لرئيس الوزراء العراقي السابق، السيد «نوري المالكي»، وذلك لإيجاد شرخ داخل المجتمع العراقي بمختلف مكوناته. حيث نری مثل هذه الدعاية التضليلية من قبل وسائل الاعلام العربية بان إيران تدعم المالكي علی حساب خطط وبرامج العبادي، بينما كانت وسائل الاعلام هذه، اتهمت بشكل متناقض، إيران قبل أشهر، بانها ضحت بالمالكي ليصل العبادي الی رئاسة الوزراء، وقال البعض آنذاك إن المالكي رحل بعد أن اطلقت علیه إيران رصاصة الرحمة! 

 

إذن الاتهامات لايران فيما يخص تعاملها مع العراق، متناقضة بالكامل، فمرة تتهم بانها تدعم المالكي ومرة تتهم بانها ضحت به علی حساب العبادي، والاتهامات الاخری مثل دعم المحور الشيعي علی حساب أهل السنة ايضا تاتي علی هذا النحو. أما الحقيقة فهي شيء آخر، حيث أن طهران تعتبر وحدة وسلامة أراضي العراق، مصلحة استراتيجية لها وللمنطقة كما هي بالنسبة للشعب العراقي، وأنها لا تتدخل في تفاصيل المجريات في العراق علی الاطلاق، لانها تدرك جيدا أن نضوج العراقيين وتعاونهم مع قواتهم المسلحة وامتثالهم لإرشادات المرجعية الرشيدة، كافية لإيصالهم الی بر الأمان. وأما حول دعم إيران للعراق فان جميع الزعماء العراقيين بدءاً من رئيس الجمهورية ورئیس البرلمان، مرورا بنوري المالكي رئيس الوزراء السابق، وصولا الی حيدر العبادي رئيس الوزراء الحالي، جميعهم أثنوا علی هذا الدعم خاصة في مجال محاربة الإرهاب.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق