التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

الرأي الدولية تحاور المصور حسين المليجي قناص الصورة الثقافية في الفنون التشكيلية 

حوار وتصوير / إنعام عطيوي

كثيراً ما ترد على مسامع الصحفيين عبارة “اضحك تطلع الصورة حلوة” وهو عنوان فلم للفنان محمود عبد العزيز إذ تشتهر هذه الجملة في أكثر المحافل الثقافية عندما يتواجد المصور الفوتوغرافي ، ولكن عندما يكون هناك مصور محترف يستطيع أن يقتنص اللقطة الفنية التي تجذب النظر فيلتقطها وهذه اللقطة هي التي تحددها الذائقة الفنية للمصور فبخبرته يستطيع أن يحدد مدى جمال اللقطة وأهميتها وسعة انتشارها، فيما لو التقطت لأنه يعي بخبرته ذوق الجمهور ورغبته ، ولان وزارة الثقافة لا تخلو من النشاطات الثقافية المستمرة التي توثق التغطية الإعلامية للصحفيين والإبداع الثقافي للفنانين بالصور الفوتوغرافية فان لهذا المصور الفوتوغرافي “حسين المليجي” بات له حضور مميز ذو بصمة أخاذة، ولكن تختفي صورته الشخصية لأنه يكلل حضوره بالصور الصحفية التي يلتقطها عبر كآمرته والتي تعتبر بمثابة سلاحه القناص، الذي يوثق عبره الخبر، يلتقط أجمل الصور وأصعب اللقطات وأهمها ،لتوثق أحداث تبات ذكريات جميلة لكل الحاضرين كان اسمه الحقيقي “حسين حسن عباس” لكنه اشتهر بلقبه الفني حسين المليجي بين الأوساط الفنية والثقافية لما قدم من تفاني في العمل الثقافي فلم تكن تمر لقطة دون أن تقع تحت وطأت عدسته الفنية فكان في الوسط الفني قناص الصورة الثقافية فاشتهر بلقبه المعروف “حسين المليجي

* لماذ سميت بحسين المليجي ؟

– أجابنا ضاحكا لأني وحش الصورة الثقافية فلا تغفلني لقطة لهذا يخشى كل الحضور من عدسة كآمرتي فيكونون دائما بأجمل حلة ويسيطرون على حركاتهم لأنهم يعرفون دائما ابحث عن الأشخاص كثيرين الحركة فالتقطهم بعدستي.

* من هي اللقطات الأكثر صعوبة ؟

– اللقطة المتحركة دائما تكون هي أصعب اللقطات لهذا كنت دائما ارصد اللقطات المتحركة والأشخاص الغير مستقرين وهذه اللقطات هي من ميزت عملي

* أي الأعمال حققت لك الشهرة ؟

– بصراحة عملت بمهنة التصوير منذ عام 1994 واشتهرت بأول مهرجان كان مهرجان بابل الدولي وتشرفت بتصوير أول حفلة للفنان كاظم الساهر إذ كنت مسؤول المصور الفوتوغرافي بوقتها وجاءت هذه الحفلة ضمن المهرجان ومن هنا بدأت انطلاقتي الفنية إذ لاحظ المختصون الفوتوغرافيون اللقطات التي التقطتها داخل المهرجان وخارجه وحصلت أكثر لقطاتي حينها على نجاح قارب 95%

* من هي اللقطات السهلة التي تحقق النجاح السريع؟

– لا توجد لقطات سهلة تحقق نجاح سريع فالمصور يجب أن يكون مبدع بالتقاطه للصورة لكن هناك لقطات مهمة ولقطات غير مهمة وعلى المصور ان يدرس شخصية زميله الصحفي او الفنان ليعرف أهمية الموضوع او الحدث ومدى ارتباط الصورة بالموضوع وعليه تكون الصورة مهمة أو غير مهمة، والحمد لله عملت مع عدد كبير من الشخصيات المهمة والمرموقة سواء كانوا فنانين او مسؤولين كان منهم كاظم الساهر، وهيثم يوسف، ورياض احمد، وياس خضر وعبد فلك، واعتذر ربما تخونني ذاكرتي في ذكر البقية أما المسؤولين العراقيين فايضاً لا استطيع تذكرهم كلهم .لكن اللقطة المهمة والواضحة والجميلة والصحيحة هي من تحقق النجاح.

* وهل تكون جمالية اللقطة حسب الكاميرة؟

– هناك أمرين يحددان جمالية الصورة أولها نوع الكاميرة ودقتها وثانيها حسب ضبط النفس بالنسبة للمصور وتأتي هذه في انتظاره اللقطة المميزة وأخذه المكان المناسب والزاوية الصحيحة للصورة وثبات يده أثناء الالتقاط كل هذه تحقق وضوح للصورة وألوانها وجماليتها وكذلك مدى تأثير مكان الالتقاط على موضوع الصورة والجمهور ودرجة الإضاءة المستخدمة .

* مدى ارتباط تقنية الكامرة بنجاح المصور

– بنظري لا يعتمد نجاح المصور على تقنية الكامرة فقط، وانما الاعتماد على تلقائية المصور وذاته وعينه الفنية للقطة هي من تحدد جمالية الصورة أو عدمها فلقد عايشت اختلاف التقنية بين زمنين وهناك اختلاف تقني كبير فقد كانت اللقطة سابقا تحتاج إلى جهد وتحضير أكثر وفترة زمنية، كنا سابقاً نعتمد في عملنا على الفلم الذي يحوي على 36 لقطة وهذه تحتاج جهد ودقة أكثر ومع هذا كان التصوير أكثر إبداع وحرص على اللقطة التي نأخذها، اما ألان نلتقط ما يقارب 30 لقطة من اجل الحصول على صورة واحدة متميزة وهذا يدل على إن التقنية الجديدة لا توفر عامل الحرص على جودة اللقطة بالنسبة للمصور ، لهذا التطور التقني للكاميرة ساعد على خلق اعداد كثيرة من المصورين ففي السابق كان يعتمد على المصور في غسل الفلم الفوتوغرافي فنجده اكثر التزام ودقة في الصورة من المصورين الجدد.

* من هي أجمل اللقطات التي احببتها ؟

– احب لقطات الأطفال واجدها تعتبر أصعب اللقطات لان الأطفال دائما يكونون كثيرين الحركة وغير مستقرين وأقمت بها معرض للطفولة وكذلك معرض مشترك وكنت أتفنن بحركات الطفل وهذه الحركات تعتبر صعبة في متابعة الطفل وتصويره.

* مَن مِن المصورين يستهوي ذائقتك الفنية؟

– معلمي رحمه الله فؤاد شاكر ، الذي علمني التصوير بالابيض والاسود وعلمني ان تكون لي الجرأة باللقطة وأكون جريء مع الكاميرة وعلمني أن تكون العدسة تحت أمرتي ولست انا بامرتها واكون انا صاحب القرار.

* انت كمصور ماذا تنصح المصورين الشباب؟

– انصح المصورين الشباب باخذ صورة صحيحة وليست صورة عشوائية والعبث بها وان يكون صادق مع الصورة ومع العدسة ومع نفسه ويعطي مصداقية للصورة وعدم التلاعب بها وفبركتها على بعض البرامج مثل الفوتوشوب لان هذا يعد خيانة لمهنة التصوير فالمصور قبل كل شيء يكون الشاهد الموثق للاحداث بالصور وهذه الصور ستعد بالمستقبل وثائق تاريخية للجمهور وتحمل اسمه لذا عليه ان لا يخون وجدانه ومهنته بمنتجة الصور الملتقطة.

* سؤال مضحك ، اذا التقطت صورة لشخص خصوصاً اذا كانت امراة وقالت لك انها غير جميلة ماذا تفعل ؟

– ابتسم ضاحكاً وقال : “اقول لها انا احليكِ”

*** وحسين المليجي من مواليد بغداد 1964 اسمه الحقيقي حسين حسن عباس حاصل على شهادة معهد الفنون الجميلة عمل كمصور لمهرجان بابل عام 1996 وعمل كمصور في معهد وكلية الفنون الجميلة لغاية عام 2002 كما عمل مصور في عدة صحف ووكالات انباء كان منها جريدة الحقيقة .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق