التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, يوليو 3, 2024

نَطَقَ الأسير فَصُمَّت آذانُ قومٍ وحُبِست أنفاس آخر 

 يوم الخامس عشر من أغسطس/آب لم يكن يوماً عادياً يمر على لبنان واللبنانيين، بداية ذلك اليوم كانت نهاية لأيام ٍعانى منها الكثير من أهالي ضباط وجنود الجيش اللبناني، بداية ربما ستنهي معها أثار ما خلفته أسطورة الأسير الخيالية التي كتبت بيدٍ عزفت لحن الموت أينما وطأت قدم صاحبها، بداية كان لإعترافات الشيخ أحمد الأسير فيها نهاية لمشروع بندر وملك الرمال وحمد وسعد الذين أرادوا منه أن يكون ولداً مدللاً مطيعاً يقف في وجه حزب الله ويجيش أهل السنة لقتال الشيعة في مشروع بغيض يهدف الى التفرقة والطائفية. 

 

انتهى عهد الأسير فكانت عاصفة إعترافاته إعصاراً ضرب كل من كان له يدٌ في سفك الدم اللبناني والعبث بأمن لبنان ومواطنيه وتحويل مدنه وقراه الى ساحة حرب داخلية بأيدٍ خارجية، أقرَّ الشيخ الأسير بأنه تلقى الدعم من جهاز المخابرات السعودي والقطري وذلك عن طريق شعبة المعلومات في الأمن الداخلي في بيروت من أجل دخوله في “لعبة عربية دولية تهدف الى مواجهة حزب الله” بحسب ما جاء في صحيفة الديار اللبنانية وأضافت الصحيفة بأن الأسير قبل العرض السعودي وقام بتسليح مقاتليه عن طريق شعبة المعلومات في لبنان ولم ينفِ الأسير أيضاً دعم الرئيس سعد الحريري له ضمن إطار هذه اللعبة. 

 

جاءت اعترافات أحمد الأسير لتؤكد للشعب اللبناني وللرأي العام العربي بأن السعودية وقطر بالتعاون مع قوى الرابع عشر من آذار هم من يريد للبنان بأن يدخل المجهول وهم الذين لايريدون الاستقرار للبنان، وهدفهم أن يبقى لبنان غارقاً في مشاكله الداخلية ومنعه من ضبط أمنه المهدد من قبل جبهة النصرة وعناصر تنظيم داعش الإرهابي وأمثال أحمد الأسير وغيرهم إذ أنهم يعتقدون بأن حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان تؤثر على قوة حزب الله وتشتت ذهنه وتمنع ازدياد قوته وتعاظمها حيث يسعى السعوديون والقطريون بالتعاون مع قوى ١٤ آذار الى تجنيد شخصيات غير معروفة كأحمد الأسير وجعلها قادة من خلال الضخ المالي والإعلامي لحشد أكبر عدد ممكن من أهالي السنة خلفها وإدخالها في عمليات إرهابية وتخريبية وصدام مع حزب الله والجيش اللبناني سعياً منها لإيجاد قوة تعكر على حزب الله وتمنعه من زيادة قوته وقدراته. 

 

أدت اعترافات الأسير الى موجة غضب وحقد داخل الشارع اللبناني على الرياض والدوحة لما لهما من دورٍ في بروز ظاهرة الأسير والاعتداء على الجيش اللبناني ونشر الفوضى وانعدام الأمن في بعض المناطق اللبنانية كصيدا والأحداث التي شهدتها عبرا من استهداف لجنود الجيش اللبناني، وأصبح الكثير من اللبنانيين يعتقدون بأن كل ما يشهده لبنان من أحداث أمنية وفراغ في السلطة الى التفجيرات الإرهابية الدامية التي تستهدف المدنيين هو من صنع دوائر القرار في السعودية وقطر بمساعدة من قوى داخلية تعمل لصالحهم، الأمر الذي أدى الى تغير في نظرة الشعب اللبناني تجاه تلك الدول وحكامها حيث وصل الحد بالبعض الى وصفهم بمحور الشر الذي لايريد الخير للبنان وأهله. 

 

والسعودية جنباً الى جنب قوى الرابع عشر من آذار/مارس لايريدون للبنان بأن يكون له رئيس وهم السبب في الفراغ الرئاسي الحالي الذي يشهده لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان الى الآن لأنهم يأملون منذ اندلاع الأحداث المأساوية في سوريا ويمنون النفس بأن الأحداث في سوريا عاجلاً أم آجلاً ستنتقل الى لبنان وسيؤدي انتقال الأزمة السورية والعراقية الى لبنان الى تغيير في ميزان القوى لصالح قوى ١٤ آذار/مارس والرياض وسيخلق دخول المسلحين القادمين من سوريا الى لبنان حرب استنزاف لحزب الله وسوريا معاً ومن خلفهم ايران الى جانب العمليات التفجيرية التي يقوم بها عناصر من تنظيم داعش الإرهابي داخل معاقل حزب الله مما سيؤدي الى تراجع حزب الله الى داخل مناطقه وانسحابه من سوريا ليستطيع سد الثغرات الأمنية التي سيحدثها وصول الإرهابيين الى كافة المناطق اللبنانية مما سيقلص من دور حزب الله داخل لبنان وسيمنع نشاطه في سوريا وهذا سيؤدي الى رجحان كفة القوى لصالح التكفيريين والجماعات المسلحة في سوريا لإسقاط النظام السوري ومن ثم التوجه الى لبنان لمعاقبة حزب الله، إلا أن الرياح لم تجر كما يشتهي محور السعودية- قطر- ١٤ آذار. 

 

لکن حزب الله والجيش اللبناني استطاعا أن يمنعا تسلل الإرهابيين وعناصر داعش الى الداخل اللبناني وحافظا على المناطق اللبنانية بعيدة عن استهداف الإرهابيين، إذ كلل الجيش اللبناني جهوده أخيراً بإلقاء القبض على الشيخ أحمد الأسير، كما نجح حزب الله في جعل جبهته الداخلية آمنة من أي استهداف على الرغم من بعض الخروقات، وبعد أن تم تأمين الجبهة الداخلية للبنان ولحزب الله اتجه الحزب الى سوريا لتأمين ظهره وخط إمداده من أي اختراق وبذلك يكون حزب الله قد أفشل المخططات التي استهدفت لبنان وشعبه وأمنه ومنع التكفيريين من العبث به وبمقدراته.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق