انهيار نظام العلاقات الدولية بسبب العدوان على اليمن
بعد ان خرج اليمنيون من بيت الطاعة السعودي اختارت السعودية شن هجوم واسع على اليمن، ورغم وجود من قالوا بأن هذا الهجوم هو انتقام من ايران ومحاولة لحفظ مكانة آل سعود المهددة لكن هناك من يعتقد ان آل سعود يريدون الاحتفاظ بالقوة والقدرة والسطوة والسلطة في المنطقة وان عدوانهم على اليمن كان بضوء اخضر امريكي وان واشنطن تقدم كافة انواع الدعم اللوجستي والاستخباري لهذا العدوان.
أسباب شن العدوان
تدعي السعودية وحلفاؤها العرب ان هجومهم على اليمن كان من اجل اعادة عبد ربه منصور هادي الى السلطة كما يقول السعوديون ان “الفوضى” في اليمن تعود بالضرر على السعودية وان هجومهم على اليمن هو من اجل اعادة النظم الى هذا البلد لكن هذه الاقاويل ليست الا تبريرا قديما لحفظ السلطة والسطوة عن طريق ارتكاب الجرائم ويأتي في سياق التبريرات الامريكية لشن الحروب تحت ذريعة مكافحة الارهاب واسلحة الدمار الشامل وما شابه ذلك، وفي جملة واحدة يمكن القول ان العدوان السعودي “كان ترسيخا للفوضى الدولية والانتهاك المنظم لحقوق الانسان” وان هذا الانتهاك اصبح للأسف مألوفا في المنطقة.
انتهاك القوانين الدولية في حرب اليمن
يشهد الشرق الاوسط خلال السنة الاخيرة انتشارا واسعا للحروب والعنف والفوضى وان الحرب التي تشنها السعودية الان على اليمن توفر الفرصة للمنظمات الارهابية مثل تنظيم داعش والقاعدة لتوسيع رقعة انتشارهم ويمكن ان تجلب لاعبين آخرين الى دائرة العنف الدائر، ويمكن القول ان الحلف السعودي العربي قد اصبح تهديدا للسلام والامن الدوليين لأن القوانين والاعراف الدولية تلزم دول العالم بحل مشاكلهم وخلافاتهم عبر الطرق السلمية.
ان التحالف السعودي العربي قد تشكل دون صدور اذن من مجلس الامن الدولي ودون ان يسلك الطرق القانونية الدولية وان الاهداف السياسية لهذا التحالف هي واضحة فالغرض هو مواجهة احتمالات عودة العلاقات بين ايران والغرب ودعم التيار الوهابي السلفي في مواجهة التيار المقاوم.
ورغم ان هناك بعض المحللين الذين لايعتقدون بأن حرب اليمن هي مواجهة وصراع دولي ويحصرون هذه الحرب بمواجهة بين البلدين لكن يجب القول ان اليمن لم يكن يحكمه حزب او فئة سياسية معينة وواحدة وقد كان الصراع هناك يجري بين اتباع عبد ربه منصور هادي وحركة انصارالله وهو نزاع داخلي لا يخص السعودية او اية جهة اجنبية.
وينبغي ان نتذكر دوما ان القوانين الدولية تؤكد على ضرورة مراعاة حقوق المدنيين في حرب او نزاع ينشب بين الدول او بين اية جماعات او احزاب وان القوانين الدولية تعتبر الجميع مسؤولين حيال حرمة استهداف المدنيين وبما ان اليمن يعتبر من الدول الموقعة على القوانين الدولية الموجودة في هذا الشأن فكان ينبغي على المعتدين على هذا البلد ان يراعوا حرمة سفك دماء المدنيين في اليمن لكننا نرى اليوم كيف يتم قصف المدنيين والاهداف المدنية في اليمن بالقنابل العنقودية وان الاحصائيات تتحدث الان عن مقتل ٣٨٠٠ مدني وجرح ١٩ ألف مدني آخر منذ بدء العدوان السعودي العربي على اليمن.
وعمليات النزوح والتهجير التي تجري في اليمن نتيجة هذا العدوان شملت حتى الان نحو مليون ومئتي ألف مدني يمني كما ان هناك حصارا يفرض على الحدود والموانئ اليمنية ويتم قصف واستهداف المراكز المدنية وتشن الغارات الجوية على كافة انحاء هذا البلد ويصل عدد هذه الغارات الى ٤٠ غارة في اليوم الواحد في بعض الاحيان.
ان الحرب على اليمن قد اثبتت عجز القوانين والآليات الدولية في التصدي للعنف والعدوان على الصعيد الدولي كما زادت هذه الحرب الفقر وانعدام الامن وعدم الاستقرار بعد ان تم استهداف كل مرافق اليمن وهذا سيهدد الأمن المهزوز للسعوديين على المدى المتوسط والبعيد.
ولا شك ان السياسات العدائية للسعودية وحلفائها تعود بالضرر على كل دول المنطقة ولذلك ينبغي على باقي الدول والقوى والاطراف في المنطقة مثل ايران وتركيا وحتى روسيا ان يستشعروا بالخطر ويعملوا على الحد من نشر الفوضى والعنف في المنطقة ويزيدوا الجهود من اجل ارساء السلام والتنمية في المنطقة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق