الأسد: بعض الانظمة العربية تابعة للرغبة الامريكية، والامل بالنصر موجود، وهو ما أنضج ظروف الصمود خلال الاعوام السابقة
اكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الحروب التي تشن في المنطقة لا تهدف الى إسقاط أنظمة فحسب، بلا هي مرحلة لضرب الدول وتخريب اقتصادها، وضرب الهوية الوطنية، مشدداً على أن الحوار السياسي والمسار السياسي ضروري لحل الازمة في سوريا، معتبراً أن الأمل بالنصر لدى الشعب السوري موجود، وهو ما أنضج ظروف الصمود خلال الاعوام السابقة.
وشدد الأسد في مقابلة تلفزيونية مع قناة المنار، أن الدعم الشعبي هو صمام الامان في سوريا، السياسي والمسار السياسي ضروري لحل الازمة ولتطوير سوريا، معتبراً انه لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى الشعب لما صمدت سوريا ٤ سنوات ونصف، و”هذا الأمر هو الذي شكّل الحافز لمواجهة الارهابيين والمخطط الذي وضع لضرب سوريا “.
وأضاف الأسد أن الاعتماد الاوّل في هذه الازمة هو على الشعب السوري ومن ثمّ على أصدقاء سوريا في المنطقة والعالم، مؤكداً أن الأزمة لن تصل الى ربع الساعة الأخيرة حتى يتوقف أساس المشكلة في سوريا التي تبدوا معقدة وفيها تفاصيل كثيرة، قائلاُ”عندما نصل الى المرحلة التي تتوقف فيها الدول المنغمسة بالتآمر على سوريا وسفك دم الشعب السوري من تقديم المال والسلاح للارهابيين نستطيع القول أننا وصلنا الى الربع ساعة الاخيرة”، مشددا على انه عندما يتوقف الدعم الخارجي للإرهاب تصبح مكافحة الارهابيين أسهل، معتبراً أنه في الجو العام هناك تحوّل ولكن هذا التحوّل شيء والوصول الى نهاية الأزمة شيء مختلف .
العلاقة بين سوريا ومحور المقاومة:
اكد الرئيس الاسد على متانة التحالف الايراني السوري الذي يعود عمره لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، مضيفاً “عندما كانت الحرب الظالمة على إيران كنا معها،(في اشارة الى الحرب المفروضة على ايران من قبل النظام العراقي السابق)، واليوم في الحرب الظالمة على سورية إيران معنا”، متابعاً سورية مع إيران وإيران مع سورية في مفاصل مختلفة، واكد الاسد أن قوة إيران ستنعكس قوة لسورية وانتصار سورية سينعكس انتصاراً لإيران، “نحن محور واحد هو محور المقاومة، فهذه المبادئ الأساسية لا تتغير ربما تتغير بعض التكتيكات ربما تتغير بعض النتائج على الأرض”.
وفيما يتعلق بوجود مجاهدي المقاومة اللبنانية على الأرض السورية، والفارق بين ذلك ووجود جنسيات غير سورية تقاتل الى جانب العصابات المسلحة، اعتبر الأسد أن الفارق هو الشرعية على اعتبار ان من دعا حزب الله إلى سورية أتى بالاتفاق مع الدولة السورية، والدولة السورية هي دولة شرعية وبالتالي هي تمثل الشعب السوري. هي دولة منتخبة ولديها دعم غالبيّة الشعب السوري، فمن حقها أن تدعو قوى للدفاع عن الشعب السوري بينما القوى الأخرى إرهابية أتت من أجل قتل الشعب السوري وأتت من دون إرادة الشعب ومن دون إرادة الدولة التي تمثل هذا الشعب.
ونوّه الأسد الى طبيعة العلاقة القوية والصادقة التي تجمعه بالسيد حسن نصر الله والتي تعود الى أكثر من عشرين عام، واصفاً السيد نصر الله بأنه هو شخص صادق بشكل مطلق شفاف بشكل كامل، مبدئي إلى أقصى حدود المبدئية وفيٌّ لأقصى حدود الوفاء لمبادئه وللأشخاص الذين يعمل معهم، لأصدقائه ولكل من يلتزم معه بغض النظر عن موقع هذا الشخص أو تلك الجهة. العلاقة علاقة دولة مقاومة مع شخص مقاوم حقيقي قدم إبنه شهيداً دفاعاً عن لبنان، عن الوطن، هذا هو الجانب الآخر من العلاقة، كيف ينظر للعلاقة يعني أنه لا بد من شخص ثالث ينظر إلى هذه العلاقة ويتحدث عنها .
الأسد: بعض الدول العربية تسير وفق المخطط الامريكي، ولا تملك استقلالية في قرارها
وفيما يتعلق بالدور الاردني الواضح في دعم الجماعات المسلحة في الجنوب السوري وانشائها غرفة عمليات مشتركة مع السعودية وامريكا لتقديم الدعم اللوجستي والمادي للعصابات الارهابية(غرفة موك)، أكد الرئيس ان الأردن حاله كحال معظم الدول العربية تسير بحسب المقود الأميركي، وليس لديها أي دور، مجدداً انتقاده للدور الاردني الخاضغ للاملاءات الامريكية، متسائلاً حول ما اشيع عن سعي الاردن عن لإقامة منطقة عازلة، “عندما تتحدث دولة أو مسؤول ما، علينا أن نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه ” ، وحول دور عمان في تقريب وجهات النظر والاجتماعات التي تحصل هناك من وقت الى آخر قال الرئيس السوري “اللقاءات في عمّان تهدف الى استطلاع التصوّر السوري لكيفيّة الحل وهم يستطلعون الأجواء الإقليميّة والدولية من أجل الوصول الى شيء محدد وسنرى الى أين ستذهب الامور “.
أما فيما يتعلق بالحراك السياسي في العراق وتأثيره على حجم التنسيق بين سورية والعراق اللذين يواجهان نفس الخطر، أكد الاسد إن التنسيق مع العراق لم يتأثر سلباً، هناك وعي كبير في العراق لوحدة المعركة لأن العدو واحد والنتائج واحدة، أي بمعنى ما سيحصل في العراق سينعكس على سورية والوضع في سورية سينعكس على العراق. فعندما نوحد المعركة كما يحصل الآن بيننا وبين حزب الله في لبنان – الساحة واحدة – وعندما نوحد البندقية سوف نصل إلى النتائج الأفضل بزمن أقصر وبثمن أقل .
الأسد: الجيش السوري والمصري في خندق واحد لمواجهة الارهاب
وفي موضوع مستوى العلاقة والتنسيق بين دمشق والقاهرة، خاصة بعد عزل محمد مرسي واقصاء جماعة الاخوان المسلمين من الحياة السياسية المصرية وتوصفيها كمنظمة ارهابية، أكد الأسد حرص بلاده على اقامة افضل العلاقات مع الشقيقة مصر ، حتى خلال وجود الرئيس المخلوع محمد مرسي وكل إساءاته لسوريا، مؤكداً أن سوريا لم تحاول أن تسيء لمصر، والتواصل بين البلدين لم ينقطع وبقيت اغلب المؤسسات المصرية تنسق مع مثيلاتها السورية بما يخدم مصلحة الشعبيين الشقيقين، لافتا الى “اننا نريد من مصر أن تلعب دور الدولة الهامة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقاً من تاريخها العريق ” .
وأكد الرئيس السوري أن الجيش والشعب السوري بنفس الخندق مع الجيش المصري والشعب المصري في مواجهة الإرهابيين الذين يبدلون مسمّياتهم كما تبدل مسمّيات أي منتج فاسد، مشيراً الى دور مصر البناء والمستقبلي في رسم ملامح الحلول لمشكلات المنطقة انصلاقاً من دورها الاقليمي وثقلها الاجتماعي والثقافي.
واشار الأسد في رده على سؤال بشأن شعور المواطن السوري بقدر من الخذلان وعدم ارتياحه للحالة العروبية والقومية وعن عذره له، أن أعذره لا يعني أن نسير كلنا بهذا الاتجاه، نعذره لأن الظروف دفعت بالمواطن للكفر بالعروبة وهذه حقيقة معظم المواطنين، ودفعتهم لعدم التفريق بين العروبة الحقيقية الأصيلة وبين بعض العربان الذين يتلطون خلف العروبة ولكنهم في الحقيقة بقلبهم وعقلهم وبكل مشاعرهم ومصالحهم في مكان آخر خارج هذه المنطقة كلياً، كما حصل في الماضي وربما في كثير من المناطق ولكن أقل من قبل، الخلط بين مستخدمي الإسلام كالإخوان المسلمين وغيرهم من التنظيمات المتطرفة والإرهابية والإسلام الحقيقي كان هناك خلط، كانوا يعتقدون أن كل من يستخدم كلمة إسلام أو مسلم هو مسلم حقيقي.. هذا الخلط يحصل بشكل مستمر .
وحول الخروقات الاسرائيلية المتكررة للسيادة السورية، أكد الاسد أن الارهابييون هم الآداة الاسرائيلية الحقيقيّة الأهم من غاراتن الطائرات، مضيفاً ” ان ما تقوم به العصابات الارهابية في سوريا اخطر بكثير مما تقوم به اسرائيل من وقت لآخر من اجل دعمهم”، وأضاف “اذا ارادنا مواجهة اسرائيل علينا مواجه أدواتها داخل سوريا ولا بد من حسم هذا الموضوع داخل سوريا وبعدها لن يتجرأ أحد على سوريا لا اسرائيل ولا غيرها “.
الأسد: امريكا تريد احلال الفوضى في المنطقة خدمة لمصالحها
وأكد الرئيس الأسد أن المراوغة هي الصفة الاساسية للسياسة الامريكية، معتبرا ان السياسة الروسية هي سياسة مبدئية وثابتة مع التأكيد على أنّ روسيا لا تدعم شخص أو رئيس وإنما مبادئ محددة منها سيادة الدولة وقرار الشعب. وقال ” نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا أنهم صادقين وموسكو لديها علاقات قويّة مع دمشق ” ، مشيراً الى أن الأميركي يترك الأمور تسير باتجاه الفوضى وإضعاف الدول، ليس فقط سوريا وحتى حلفائه ومنها تركيا ريثما يكون هناك واقع جديد يخدم مصالحه
وحول الحوار السوري أكد الاسد أن لن يكون هناك أي نتيجة الا “اذا جلسنا كسوريين مع بعضنا البعض وروسيا لن تفرض أي شيء”، وقال ان “اللقاءات التي تحصل في روسيا يمكن أن تحضِّر إمّا الى جنيف ٣ أو موسكو ٣ وهذا أيضا يعتمد على الأجواء الدولية ” ، مضيفاً سيادة سورية ووحدة الأراضي السورية، قرار الشعب السوري بمعنى أنه لن يكون هناك إملاءات من أي جهة ويجب أن يكون القرار بالنهاية قراراً وطنياً صافياًعملياً، يجب أن تكون هناك قاعدة لأي مبادرة، تبدأ وتستند وترتكز على مكافحة الإرهاب، مشيراً الى أن أي مبادرة ليس فيها بند مكافحة الإرهاب كأولوية ليست لها قيمة، مؤكداً أنه طالما اتخذ اي قرار من قبل السوريين ونتيجة حوار واتفاق وطني لا توجد فيها مشكلة لن يكون هناك اي مشكلة، رافضاً وجود انتخابات بإشراف دولي ، معتبراً اياها تدخل بالسيادة السورية، قائلاً من هي الجهة الدولية المخولة أن تعطينا شهادة حسن سلوك “بهذا المعنى” لا نقبل بهذا الشيء ” .
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق