الحرب غير المتكافئة على لبنان نموذج لليمن.. والإستراتيجية واحدة
منذ ان بدأت قوى العدوان السعودي حربها على اليمن منذ ٥ أشهر والحديث عن أوجه التشابه بين هذا العدوان وما ماثله من عدوان اسرائيلي على لبنان في العام ٢٠٠٦ قائم، والتشابه في الوظيفة اكثر منها في اي شيء اخر، فالكيان الإسرائيلي زُرِع في منطقتنا العربية والإسلامية لهدفين اساسيين، الأول وهو القضاء على أي فرصة نهوض شعبية نحو حرية تقرير المصير والتي من شأنها الوقوف بوجه الحكومات العربية الديكتاتورية، وثانيهما تأمين مصالح ومنافع الغرب الإستعماري من جهة أخرى. ففي لبنان يرى الغرب في وجود الحالة الشعبية المتحدة والمتوافقة بدفع لبنان نحو بناء دولة قوية قادرة تهديداً للمصالح الغربية في المنطقة من جهة وإحداث حركة تغيير شعبية بين الشعوب العربية من جهة ثانية وهو ما يراه الغرب ايضا في الشعب اليمني، ولذلك دفع بالعدوان على الشعب اليمني في العام ٢٠٠٦ وحرض ودعم العدوان السعودي في العام ٢٠١٥. وفي العدوانين لم تكن الحرب متكافئة فالكيان الاسرائيلي كما العائلة الحاكمة يمتلكان أحدث تقنيات السلاح والنتيجة في العدوانين واحدة، الشعب هو المنتصر. إذن التشابه الوظيفي للقوى المعتدية واحد، وكذلك الأمر بالنسبة للحالة الشعبية ودوافع نهضتهم في البلدين واحدة واستراتيجيتهم واحدة أيضاً.
استراتيجية واحدة
١- عنصر المفاجأة ومعادلة الردع:
في حرب العام ٢٠٠٦ تمثل عنصر المفاجأة لدى حزب الله بخطوتين، الأولى كانت من خلال قيامه بعملية الأسر وبالتالي عجّل بقرار الكيان الإسرائيلي شن العدوان الذي كان قد صمم عليه مسبقا أما التحضيرات له فلم تكن جاهزة بعد وهو ما عدَّ من ركائز الإنتصار، ثانيهما الأسلحة التي كان يمتلكها حزب الله ولم يكن للكيان الاسرائيلي أي علم مسبقا لديه بوجودها وهو ما اعتبر عنصر مفاجأة كبير في مجريات الحرب وأربك الاسرائيلي في اتخاذ القرار ووضعه في دائرة الحائر في كيفية التعاطي مع أسلحة لم تكن في حسبانه. وفي اليمن أيضا وفي الوقت الذي كانت فيه اللجان الشعبية اليمنية ولا سيما أنصار الله تعمل على التوصل لإيجاد صيغة سياسية تحل أمور البلاد، كانت تعد العدة لمواجهة عدوان محتمل تشنه السعودية ومَن معها مِن قوى العدوان وفقا لرؤية واقعية وواضحة لأحوال المنطقة وهو ما أفقد قوى العدوان عنصر المباغتة. واستخدام اللجان الشعبية الصواريخ البالستية التي تصل لمسافة ٥٠٠ كيلو متر وآخره صواريخ سكود أربك قوى العدوان ووضعها في دائرة مراجعة حساباتها. وفي العدوانين لجأ حزب الله في لبنان كما اللجان الشعبية وأنصار الله في اليمن لأسلوب معادلة الردع من خلال استخدام الإمكانات العسكرية التي بحوزتهم وفق سياسة تهديد القوى المعتدية باستخدام امكانات عسكرية جديدة في كل مرحلة اقتضاها الأمر حال صعدت قوى العدوان في اعتداءاتها، ولم يعملوا على كشف كل قدراتهم من اليوم الأول للعدوان.
٢- حاضنة شعبية مؤيدة:
في عدوان العام ٢٠٠٦ على الشعب اللبناني عمل الكيان الإسرائيلي على ضرب المدنيين لأجل الضغط على حزب الله ومقاومته، إلا أن سياق أحداث الحرب أظهرت التناغم والتناسق بين المقاومة والشعب، فالمقاومة في لبنان نبعت ونشأت من صلب الحركة الشعبية الرافضة للإحتلال، وهذا الأمر كان أحد أهم الركائز الأساسية لإنتصار لبنان وهو الأمر نفسه الذي نراه اليوم في اليمن، فقوى العدوان السعودي تعمل على ضرب المدنيين للضغط على اللجان الشعبية والجيش اليمني، إلا أن سير الأحداث يشير بأن اللجان الشعبية التي هبت لمساندة الجيش قامت عن عقيدة راسخة بضرورة الوقوف بوجه العدوان وقطع اليد التي تريد فرض إرادتها على اليمنيين.
٣- سلسلة مواقف وخطب السيدين
رافق العدوان الاسرائيلي سلسلة من اطلالات سيد المقاومة في لبنان، هذه الإطلالات والتي اشتملت على توجيه الرسائل للعدو والصديق، وحرب نفسية صادقة كان لها الأثر في ارباك الکيان الاسرائيلي، هذا إلى لم شمل اللبنانيين للوقوف بوجه العدوان بخطوات فعلية عملية بالإضافة إلى اطلاع شعب المقاومة على الملاحم البطولية التي يسطرها المجاهدون إلى رسم معادلات مع الاسرائيلي، كل هذا نراه اليوم مع السيد الحوثي الذي يضع في خطاباته النقاط على الحروف ويركز على كشف الصورة الحقيقية لقوى العدوان والتي يعملون على تلميعها.
٤- التنسيق العالي والدقيق لدى المقاومة
واضح في العدوانين التنسيق العالي والدقيق بين كافة الوحدات الدفاعية والقتالية للمقاومة والتناغم في العمل بينهما لما يخدم الحاق مزيد من الهزائم بالقوى المعتدية، كما والعقيدة الدفاعية الجهادية وروح الإرادة الحاضرة لدى حركة المقاومة في لبنان وتلك التي في اليمن والنابعة من حقهم بحرية تقرير المصير والدفاع عن الكرامة والعرض والرؤية الواضحة لنوايا المعتدين.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق