التحديث الاخير بتاريخ|السبت, يوليو 6, 2024

تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة: لأن إيران لا تفاوض على أمنها القومي 

إنتقدت وزارة الخارجية الأمريكية منذ يومين تصريحات الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني والتي قال فيها إن إيران لن تلتزم بأي بنود قد تضع قيوداً على تسلحها. وهو الأمر الذي يجب الوقوف على دلالاته فيما يتعلق بالجانبين الإيراني والأمريكي، خصوصاً في ظل الحديث عن تداعيات الإتفاق النووي. كما أنه يجب مقاربة الموضوع لتأكيد أحقية إيران في التسلح. فماذا في الإنتقاد الأمريكي؟ ولماذا تُعتبر تصريحات الرئيس الإيراني حقاً مشروعاً لطهران؟ 

 

تقرير حول الإنتقاد الأمريكي:

نقل راديو (سوا) الأمريكي الثلاثاء الفائت، أن وزارة الخارجية الأمريكية إنتقدت تصريحات الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني والتي قال فيها “إن طهران لن تلتزم بأي بنود في الاتفاق النووي قد تفرض قيودًا على تسلحها”. ونقل عن المتحدث باسم الخارجية جون كيربي قوله، “إن الولايات المتحدة اطلعت على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني والتي أعلن فيها أن طهران لن تلتزم ببنود تفرض قيودًا على قدراتها العسكرية في الاتفاق النووي”، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات لا تؤثر على بروز دور إيجابي في المنطقة. وأضاف كيربي “إن واشنطن ترى لهذه الأسباب إبقاء وجود عسكري لها في المنطقة”، مؤكداً أن العقوبات لن ترفع عن إيران إلا بعد تطبيقها بنود الاتفاق النووي. 

 

لماذا تعتبر التصريحات حقاً مشروعاً لطهران؟

في ظل محاولات بعض الأطراف الإقليمية إظهار إيران في موقع الطرف المتناقض، تُثبت تصريحات الرئيس الإيراني أن طهران لم ولن تفاوض على حقوقها. وهنا نقول من باب التحليل الموضوعي، إن إيران أثبتت ومن خلال تصريحات مسؤوليها وبالتحديد بعد الإتفاق، أنها تتعامل من موقع القوة، وليس الضعف. ولتبيان ذلك نُشير للتالي:

– إن مراجعة إستراتيجية الأمن القومي الإيرانية تُبيِّن أن إيران ومنذ ما بعد إنتصار الثورة الإسلامية تعمل ضمن سياسةٍ واحدة قائمة على مبادئ ثابتة تقوم على تأمين مصلحة الأمن القومي الإيراني ولا تتعارض مع مصالح الدول المحيطة. وهذا ما تتصف به عملياً، الدول التي تقوم سياستها الظرفية بناءاً على سياساتٍ خاضعة للتخطيط الإستراتيجي، بحيث أنها لا تختلف في آلياتها وتوجهاتها من فترةٍ لأخرى، ولا تتغيَّر مع تغيُّر الرؤساء الحاكمين. وهو ما أكده الرئيس الإيراني، حين تطرَّق لمسألة أن إصرار ايران على شراء الأسلحة في أي وقت ومن أي مصدر هو من الأمور الأساسية، والتي تقع ضمن أولويات الجمهورية الإسلامية. وهو ما يعني أنها مسألة تتعلق بالأمن القومي ولا علاقة لها بالإختلافات الطبيعية الناشئة بين الأحزاب الإيرانية والتي تقع في خانة الحالة السياسية التي يحترمها النظام الإسلامي في إيران والتي تحترم التنوع والإختلاف في الآراء على الأصعد كافة ومنها السياسي، طالما أنها لا تمس بالأمن القومي للدولة والشعب الإيراني.

– وهنا لا بد من الإشارة الى أن هذه المقاربة الموضوعية تأتي بعد أن نجحت طهران أمام العالم في تحصيل حقوقها لا سيما النووية، وهو ما يثبت أن السياسات التي تضعها طهران، واضحة الأهداف والنتائج. ولا يحتاج هذا الموضع للكثير من الأدلة، بل بمجرد إستعراض ما توصل له الغرب مع إيران يمكن الخلاص لهذا التحليل. لكن ما يجب الإلتفات له هو أن الإنجاز الإيراني لا يمكن فصله عن الثبات في الموقف. وهو ما يؤكده دوماً قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي الى جانب الرؤساء المتعاقبين الذين توالوا على الحكم في ظروفٍ سياسية مختلفة. فقد أجمعوا دوماً على أن إيران لاتزال على مواقفها، في العداء لأمريكا، وتقديم المساعدات للشعوب المستضعفة وحركات المقاومة. لذلك فإن محاولات البعض والتي جرت بعد توقيع الإتفاق النووي مع طهران، والتي هدفت لوضع السياسة الإيرانية في خانة السياسات المتناقضة، باءت بالفشل. فتأكيد الرئيس الإيراني مؤخراً على حق إيران بالتسلح، هو رسالة لجميع العالم، بأن إيران لم ولن تثق بأمريكا أو وعودها، كما أنها لن ترضخ لضغوطات الغرب ومحاولتهم منع إيران من حقها في تأمين إحتياجاتها الدفاعية. وهو ما قامت به إيران بعد تأمينها حاجياتها الدفاعية ووصولها لمرحلة الإكتفاء الذاتي. مما يعني أن طهران ستقوم ببناء علاقاتها العسكرية مع الدول الكبرى وبالتحديد الصين وروسيا على قاعدة العلاقات المستمرة، والقيام بتوقيع أي إتفاقية قد تحتاج لها لزيادة قدراتها الردعية العسكرية. 

 

مما يعني بالنتيجة أن تصريحات الرئيس الإيراني، تأتي ضمن سياق الإستراتيجية الإيرانية الثابتة مع تغيُّر الزمن والظروف. فإيران لا تفاوض على حقوقها كما أنها لم ولن تفاوض على حقوق الشعوب. وبالتالي فإن العداء لأمريكا ما يزال الشعار الإيراني وسيبقى. ولا مجال لوضع السياسة الإيرانية في خانة التناقض، كما أن التنوع السياسي الداخلي في إيران، يبقى تحت سقف مصلحة الأمن القومي التي لا يوجد إختلافٌ عليها. فالأطراف الداخلية إن إختلفت في وجهات النظر، تتفق دوماً فيما يخص مسألة العداء لأمريكا ونصرة شعوب المنطقة وحركات المقاومة، أي فيما يعني مسائل الأمن القومي الإيراني.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق