انهیار الهدنة في الزبداني والفوعة، والجيش السوري يتابع ملاحقته للعناصر الارهابية في جنوب وشمال البلاد
بُعيد ساعات من اعلان تمديد الهدنة في مدينة الزبداني بريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة بريف ادلب الى يوم غدٍ الأحد، أكدت وسائل اعلام محلية سورية أن الهدنة انهارات صباح السبت بشكل كامل، حيث استأنف الجيش السوري والمقاومة عملياته العسكرية بالزبداني، فی حین استانف المسلحين اطلاق القذائف على الفوعة وكفريا المحاصرتين.
وأفادت الأنباء أن المفاوضات التي كانت تشوبها بعض الصعوبات منذ یوم الجمعة فشلت، حيث قامت المجموعات منذ الساعة السادسة من صباح اليوم بقصف بلدتي الفوعة وكفريا بعدد كبير من قذائف الهاون، وقالت مصادر محلية في الفوعة ان القصف كان عشوئياً وكثيفاً، حيث استهدفت المجموعات المسلحة منطقة الصواغية ومناطق اخرى في الفوعة بعدد كبير من قذائف الهاون وصواريخ غراد بالاضافة الى جرات الغاز المعبأة بالمتفجرات، كما شاركت الدبابات ومدافع الفوزديكا التابعة للمسلحين بقصف البلدتين بشكل كبير .
الى ذلك عادت الاشتباكات الحادة الى محيط ووسط مدينة الزبداني، واستهدف الجيش السوري عدة من نقاط تمركز المجموعات المسلحة في داخلها، في حين أكدت مصادر ميدانية أن الجيش السوري يحاصر العصابات المسلحة في حوالی كيلومتر مربع وسط المدينة.
وبحسب مصادر مقربة من المفاوضات، فإن الجماعات الارهابية المسلحة لم تلزم بتطبیق الالتزامات التي عليها، ومنها اخراج الجرحى والمسنين من بلدتي الفوعة وكفريا في مقابل اخراج المسلحين المصابين من مدينة الزبداني، حيث كان لهذه المجموعات المسلحة تحفظ على الجهة التي ستقوم باخراج الجرحى، بعدما كان من المقرر ان يخرجهم الهلال الاحمر السوري، فيما يعد عدم التزام ببنود الهدنة وانتهت المفاوضات وانهارت عند هذا الحد.
وكانت الهدنة الثانیة في تلك المناطق قد دخلت حيز التنفيذ صباح الخميس ٢٧ أغسطس/آب بعد التوصل مساء أمس الأربعاء إلى اتفاق على هدنة لمدة ٤٨ ساعة تبدأ في السادسة من صباح يوم الخميس في كل من الزبداني بريف دمشق والفوعة وكفريا بريف إدلب، باستثناء مضايا المحاذية للزبداني، جرى الحديث عن تمديدها الى يوم الأحد، في حين أكدت مصادر سورية في وقت سابق ، ان سير العملية التفاوضية الآن يجري من أجل تثبيت هدنة دائمة في المنطقتين، في وقت تتوقف الهجمات على بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب، قبل اعلان انهيارها.
وتعد الهدنة المنهارة، هي الثانية بعد هدنة سابقة امتدت لـ٧٢ ساعة منذ نحو أسبوعين، اتهم الجيش السوري حينها الاستخبارات التركية التي تدير عمليات المسلحين في ريف إدلب بافشالها، في حين لم يتم الاتفاق على هوية المسلحين المنسحبين بعد إبداء ما يسمى حركة أحرار الشام، الفصيل الأقوى في الزبداني، رغبةً في سحب عناصره دون بقية المسلحين المحليين الذين أرسل قادتهم سابقاً إشارات قبول بتسوية أوضاعهم وتسليم سلاحهم مقابل بقائهم وعودة عائلاتهم النازحة.
وبعيداً عن اجواء الهدنة وانهيارها، نفذ سلاح الجو في الجيش السوري فجر الاحد غارات على إرهابيي ما يسمى جيش الفتح وذلك خلال ضربات وجهها على طرق وخطوط إمدادهم في قرية قرقور وشمال قرية كنسية نخلة التابعة لمنطقة جسر الشغور فی ريف إدلب .
وتمكنت الوحدات المدافعة عن مطار أبو الظهور في ريف ادلب، من صد هجوم كبير لارهابي النصرة الذين حاولوا التسلل الى محيط المطار ودمرت أسلحتهم وعرباتهم، في وقت اعترفت فيه المواقع التابعة للجماعات الارهابية بتلقي ضربة قاسية في ميحط المطار.
وفی محافظة السويداء، جنوب البلاد، تمكنت مجموعات الدفاع الشعبية فی المحافظة من القضاء على عدد من الإرهابيين ومصادرت أسلحتهم في منطقة كوع حدر بريف السويداء الغربي، بين قريتي رضيمة اللواء ولاهثة بريف السويداء عندما كانوا يحاولون التسلل من منطقة اللجاة غرب المحافظة باتجاه البادية .
وفي محافظة شمال محافظة حماة، تمكن الجيش السوري من تدمير آليات وأوكار التنظيمات الإرهابية في محيط محطة زيزون فی منطقة سهل الغاب، في حين أعلن مصدر عسكري لوکالة سانا السورية، عن مقتل وإصابة العديد من أفراد التنظيمات الإرهابية وتدمير آلياتهم في ضربات لسلاح الجو على أوكارهم في محيطي كنسبا وقلعة شلف بريف اللاذقية الشمالي .
وفی العاصمة السورية دمشق، واصلت عصابات ما یعرف باسم “جیش الاسلام” اطلاق القذائف الصاروخية على المناطق المدنية، مما أدى لسقوط ضحيتين وأصيب ثلاثة أشخاص اليوم جراء سقوط قذائف هاون أطلقتها التنظيمات الارهابية على الاحياء السكنية، وقال مصدر في قيادة شرطة دمشق ان “٧ قذائف أطلقها إرهابيون سقطت على عدد من منازل المواطنين بأحياء في دمشق ما أدى إلى استشهاد امراة ورجل وإصابة ثلاثة اشخاص بجروح بالاضافة الى تضرر عدد من المباني والسيارت في تلك المناطق ” .
سیاسیاٌ، زار وفد من الناشطين السياسيين البلجيكيين والهولنديين مشفى تشرين العسكري، في دمشق، للاطمئنان على صحة جرحى الجيش السوري الذين استهدفتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني، وأكدت عضو الحزب الاشتراكي الهولندي سونيا فان دي إيندي أن هذه الزيارة جاءت دعما لسورية جيشا وشعبا لافتة إلى بسالة الشباب السوريين في تأدية واجبهم الوطني تجاه سورية ما يدل على وحدتها، داعيةً دول الغرب الى ضرورة مشاهدة الوضع في سورية على أرض الواقع فهو “ليس كما يروج له في وسائل الإعلام فالدولة قائمة وما زال الأمان والإعمار موجودين في سورية.” .
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق