التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

فلسطين بين خيار المقاومة والتخاذل… أيهما المثمر؟ 

لطالما كان الحديث عن خيار المقاومة أو التسوية مطروحاً على طاولة النقاش إن كان في فلسطين أو لبنان وغيرهما من دول المنطقة في قبال الإستعمار الغربي وأدواته في المنطقة وعلى رأسها الكيان الاسرائيلي. خيار المقاومة هو وليد الإرادة الشعبية التي ترى في وجود المحتل انتقاصاً للإنسانية والكرامة وضياعاً للأرض والتراث والموطن، وخيار التسوية لطالما كان وليد عملاء المحتل المستفيدين من وجود المحتل والمتضررين من خيار المقاومة والصمود. هؤلاء المتعاملون وإن تنوعوا بين رؤساء انظمة ووسائل اعلام وحركات سياسية إلا أن مشروع الإحتلال ومشروعهم متوافقان. وأكثر الأمور جدلا ما زاد طرحه في الأشهر القليلة الماضية حول الحديث عن تسوية بين حركات المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، وقد ظهرت مؤشرات هذا الطرح بقوة من خلال بعض الزيارات التي قام بها قيادات فلسطينية لأنظمة دول عربية متوافقة وسياساتها مع سياسات الغرب الإستعماري والكيان الاسرائيلي، وفي هذه القضية يبقى السؤال الأكثر طرحاً وهو أيهما المثمر؟

 

نتاج خيار المقاومة

١- بعد عقود من الصراع بين الكيان الاسرائيلي والمقاومة وبالرغم من كل الدعم الذي يتمتع به الكيان الاسرائيلي من قبل الغرب الإستعماري، وبالرغم من كل التضحيات التي تقدمها حركات المقاومة الشعبية من شهداء وجرحى وخسائر مادية إلا أن صمودها ولد شعوراً لدى الكيان بأنه لم يعد قادراً لا استخباريا ولا عسكريا على القيام بما كان يقوم به في السابق من احتلال للأراضي وتنفيذ للمخططات. ويسيطر اليوم على العقلية الاسرائيلية روح الهزيمة والانكسار والخوف من الخوض في اي عدوان جديد خاصة بعد فشلها الكبير في عدوان ٢٠٠٦ على لبنان وال ٢٠١٤ على غزة، إلى تفكك المجتمع الاسرائيلي حول الخيارات التي من اجلها جُلِب إلى فلسطين. هذا وترى القوى الداعمة لهذا الكيان ولا سيما أمريكا أنها تغرق بأزمة مالية واقتصادية، إلى عجزها عن تطبيق مشروعها ما قد يضعها في موقف الضعيف مستقبلا في دعمها للكيان.

٢- اكتساب المقاومة الفلسطينية احتراماً متزايداً في خيارها المحق إن كان على المستوى الفلسطيني أو العربي أو العالمي، فحركة الوعي العربي والإسلامي في تصاعد وهو ما قد يشكل قوة ضغط على الأنظمة العربية وهو ما ظهر شيء منه من خلال التظاهرات والإحتجاجات والحملات الإعلامية وجمع التبرعات وأحيانا مواجهة أجهزة الأمن، واليوم الإرادة والتصميم لدى الفلسطينيين في مستوى عالٍ وهم يدركون أن اي تخاذل وتسوية مع الكيان ما هو إلى تضييع لكل الإنجازات وهدر لحقهم بأرضهم المحتلة، والتاريخ يثبت أن الشعب المؤمن بقضيته وحقه باستعادة أرضه وطرد المحتل هو الذي يحسم المعركة. في مقابل ذلك فإن الأصوات الداعية للتخاذل عن حق الأرض أصبح موقفها ضعيفاً أمام صمود خيار المقاومة.

٣- محور مقاوم آخذ بالتوسع لا سيما على المستوى العربي، فبعد أن كانت سوريا الدولة العربية الوحيدة الحاملة لقضية دعم الفلسطينيين وحقوقهم، وبعد أن كانت توصف بأنها الدولة المغايرة لما يسمى بالإجماع العربي، فقد بدأ يظهر شيء ما من اصوات عربية أخرى تتجه نحو خط المقاومة ودعمها أو حتى بالحد الأدنى كف شرها عنها، وكلما أثبتت المقاومة نفسها واستمرت في نضالها ورفضت خيارات التخاذل فمن المحتمل أن تزداد أعداد الأصوات المتجهة نحو خط المقاومة.

 

محصلة التسوية والتخاذل

-١ القضاء على الحق الفلسطيني وإلى الابد، والقضاء على الحق الفلسطيني لم يعد يعني فلسطين فقط، فهو يعني العرب والمسلمين جميعاً، وضياع فلسطين ما هو إلى مقدمة لإنحلال الفكر التخاذلي، وتشجيع للكيان الإسرائيلي والفكر الإستعماري على المضي قدماً في مشروعهم ليطال المنطقة كلها، وتصبح كل بقعة من بقاع العالم العربي والإسلامي فيه مظلومية القضية الفلسطينية، وبذلك سيمنح للكيان الإستفادة من ذلك لضرب كل حركات المقاومة في المنطقة والداعمة للقضية الفلسطينية.

٢- خيار التخاذل سيضعف بشكل رئيسي الموقف الشعبي العربي والإسلامي، وسيمنح الأنظمة العربية القرار بالمضي قدما في مشروع قمعها لشعوبها، وسيقضي على أي فرصة من شأنها أن تنمي روح المواطنة والشعور بالإنتماء. وسيقضي على اي فرصة خلاقة في منطقتنا تطمح لبناء مجتمع مساهم في صنع خيارات بلاده. وهو سيساهم أيضا بإعطاء التبرير للإستعمار الغربي بالمسير قدما نحو مشروعه التدميري والتقسيمي للمنطقة.

المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق