التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

“كلا” لإستضافة اللاجئين السوريين؛ ونعم للزواج مع القاصرات السوريات! 

فيما استضافت العديد من دول العالم وحتی الاوروغواي، اعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين بعدما تقطّعت بهم السبل، إثر الحرب التي تشنها الجماعات الإرهابية في بلادهم، لازالت السعودية والعديد من الدول العربية الخليجية الغنية بالمال والبترول، تمتنع عن إستقبال هؤلاء اللاجئين السوريين، فيما تؤکد التقاریر الواردة إزدیاد أعداد السعوديين والخليجيين ممن تجاوزت أعمارهم الـ خمسین عاماً، تؤکد زواجهم مع الکثیر من القاصرات السوريات اللواتي لم تتجاوز أعمارهن، الـ ١٤ عاماً! 

 

ووفقا لتقارير المنظمات الدولية فان الدول العربية الخليجية الثرية والغنية وعلی رأسها السعودية لم ترحب خلال ما يقارب خمسة أعوام مضت علی الازمة السورية، باللاجئين السوريين ولم تقدم لهم سوی القليل من الدعم المالي، في ظل الظروف العصيبة التي يمرون بها إثر الانشطة الارهابية من قبل الجماعات المتطرفة خاصة تنظيم داعش الإرهابي والتي تمارسها ضد الشعب السوري في مختلف المدن والقری السورية. 

 

عدم السماح للاجئين السوريين من قبل السعودية لدخول أراضيها وعدم دعمهم مالیا، ادی الی أن أعدادا كبيرة من هؤلاء اللاجئين السوريين يرون الهجرة الی البلاد الاوروبية ورغم المخاطر المحفوفة بهذه الهجرة، السبيل الوحيد، لتغيير مصيرهم إما نحو الحصول علی لقمة العيش وإما الغرق في عرض البحر، كما زهقت ارواح المئات منهم خلال الأيام الماضية. 

 

وفي هذا السياق تشير التقارير والاحصائيات الواردة من قبل العديد من المنظمات الدولية ومن ضمنها منظمة الهجرة التابعة للامم المتحدة، أن من بين دول العالم الغنية، ومن ضمنها السعودية، لم تبادر باي تحرك جاد لانقاذ ودعم الشعب السوري. وفي مقابل ذلك فان العراق ورغم الازمات التي يعاني منها وعلی رأسها الحرب ضد داعش، فقد فتح حدوده أمام اللاجئين السوريين وقدم لهم ما في وسعه من دعم. 

 

ووفقا لهذه التقارير فان معظم اللاجئين السوريين، وبنسبة ٩٥% من مجموع هؤلاء يسكنون حالیا في ٥ دول تاتي في مقدمتها لبنان من خلال استضافتها ١.١ مليون لاجيء سوري اي بعبارة اخری ما يعادل ٢٦% من سکان لبنان أصبحوا من اللاجئين السوريين، وكذلك الاردن يسكن فيه ٦١٨.٦١٥ لاجيء سوري ويعادل ذلك ٩.٨% من اجمالی سكان هذا البلد، هذا فيما يسكن ١.٦ مليون لاجيء سوري في تركيا ويعادل ذلك ٢.٦% من اجمالی سكان البلاد. بينما تحتضن العراق ٢٥٥.٣٧٣ لاجيء سوري وذلك يعادل ٠.١٧% من اجمالي سكان البلاد، وذلك رغم أن معظم المناطق الشمالیة والغربية من العراق تعاني من حروب عصابات داعش الارهابية. 

 

وبالاضافة الی ذلك فان حوالي ١٠ ملايين سوري اي بما يعادل ٤٥% من اجمالي سكان سوريا يحتاجون الی مساعدات انسانية عاجلة. وإذاما نظرنا الی الأزمة السورية فاننا سنجد أن السعوديين لعبوا دورا أساسيا في حدوث الازمة السورية مما ادی ذلك الی معاناة كبيرة لهذا الشعب، وذلك من خلال الدعم المالي الكبير الذي قدمته السعودية بالتعاون مع الاتراك والقطريين للمجموعات الإرهابية، حيث أن هذا الدعم ليومنا هذا لازال مستمرا. 

 

المسؤولون السعوديون يدعون أنهم يسعون الی احلال الديمقراطية في سوريا، حيث أن ذلك لم يثبت علی ارض الواقع، بل علی العكس من ذلك فان کل البلاء الذي اصاب الشعب السوري، كان قد جری علی يد السعوديين وحلفائهم بشكل كبير. وبناء علی معلومات الإحصائيات الواردة فانه يمكن القول إن العمل الوحيد الذي قامت به السعودية، هي المذابح ضد السوريين والشعوب الاخری مثل الشعب الیمني. 

 

وفي هذه الاثناء تستقبل الدول الخليجية خاصة السعودية عشرات الآلاف سنويا من الاجانب بذريعة منحهم فرصة العمل، لكن الحقيقة تشير الی شيء آخر وهو أن الرياض تسخّر معظم هؤلاء البشر في مجالات الارهاب، حيث تنظم مثل هؤلاء الناس في المجموعات الإرهابية لاستخدامهم في القتال في العديد من دول المنطقة خاصة سوريا والعراق. وإذاما ارادت السعودية حقا دعم اللاجئين السوريين فكان بوسعها استقبال هؤلاء للعمل في الاراضي السعودية وهي في المجموع تستضيف الملايين من القوی العاملة الاجنبية من مختلف دول العالم، معظمهم من دول غير اسلامية. 

 

لكن رغم الادعاءات الإعلامية التي تروج لها السعودية من خلال وسائلها الاعلامية بانها تعمل علی مساعدة الشعب السوري، فان جميع الحقائق توضح أن السعودية وخلال ما يقارب الـ خمسة أعوام التي مضت علی عمر الازمة السورية، فانها تتصدی لاي محاولة تهدف الی دخول اللاجئين السوريين الی الاراضي السعودية. وتاتي هذه التصرفات غير الانسانية من قبل شيوخ وملوك الدول العربية ضد الشعب السوري، في حين أن آل سعود وآل ثاني وآل مكتوم، وغيرهم من الأنظمة الملكية والديكتاتورية العربية، كانوا ولايزالون أساس الأزمة السورية، منذ يومها الاول حتی يومنا هذا 

 

وفي سياق متصل أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «أنطونيو غوتيريس» وفق ما اعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن «تمويل الجهود المبذولة لمساعدة اللاجئين السوريين في بلدان اللجوء الأول كلبنان وتركيا لا يزال أقل بكثير من الهدف، إذ بلغ حوالي ٤١ في المئة من الاحتیاجات المتوقعة حالیاً» وذلك بسبب امتناع الدول العربية الغنية كالسعودية من تقديم المساعدات اللازمة للاجئين السوريين. حيث بلغت اعداد اللاجئين السوريين العاطلين عن العمل في لبنان، الثلث، استناداً إلى دراسة اجريت من قبل منظمة العمل الدولية. واكدت هذه الدراسة أن معظم هؤلاء العاملين في لبنان «يعانون من تدني الأجور وظروف عمل قاسية، فضلاً عن افتقارهم إلى المهارات والتحصيل العلمي». واكدت المستشارة الإقليمية لسياسات التشغيل في منظمة العمل الدولية، في قسم الدول العربية، «ماري قعوار»، أن اللاجئين السوريين يعانون من تدني الأجور التي تقدم لهم من قبل أصحاب العمل، ما يؤدي الی تدني معيشة اللاجئين السوريين بكرامة مقبولة. 

 

وفي ظل مثل هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها اللاجئون السوريون فقد اعلن منذ فترة محافظ مدينة إسطنبول التركية «حسين افني موتلو» أن السلطات في هذه الدولة ستتخذ «إجراءات جذرية» لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين للسكن في اسطنبول، مؤكدا العمل علی إعادتهم إلى مخيماتهم في جنوب شرق تركيا. وفي هذا السياق ايضا حظرت مدينة «انطالیا» التركية دخول اللاجئين السوريين الذين وصفتهم بغير “المسجلين بشكل قانوني”، بهدف منع تدفقهم الى هذه المدينة السياحية. وفي مثل هذه المعاملة السيئة من قبل تركيا والسعودية والامارات ودول عربية اخری تجاه اللاجئين السوريين، فقد استقبلت الاوروغواي، عشرات اللاجئين السوريين في عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، غالبيتهم من الاطفال والمراهقين. 

  

وفي النهاية لايمكن تفسير السياسة السعودية في امتناعها عن استضافة اللاجئين السوريين، إلا اعتبار ذلك كنوع من العقاب الجماعي يراد من خلاله اذلال الشعب السوري، فضلا عن التقارير التي تشير الی استمتاع العديد من رجال الاعمال السعوديين من معاناة اللاجئين السوريين، وذلك من خلال الزواج مع الفتيات والقاصرات اللواتي تقطعت بهن السبل في مخيمات اللجوء، خاصة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن، حيث تقول جريدة «الديار» اللبنانية، علی سبيل المثال ولا الحصر، حول مأساة هذه الفتيات في احدی مقالاتها، «القاصرات السوريات من نار الحرب إلى نخاسة الخليج»، وان دل ذلك علی شيء فانه يدل علی الظلم الذي يعاني منه اللاجئون السوريون علی يد الخليجيين، خاصة السعوديين.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق