التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

من فلورنسا الى لندن، تظاهرات ضد الكيان الاسرائيلي… حملة مقاطعة؛ الأفق المستقبلية 

يشهد العالم الغربي ومنذ سنوات نهضة فكرية سياسية شعبية اتجاه واقع الكيان الاسرائيلي وجرائمه في عالمنا العربي والإسلامي، هذه النهضة والتي بدأت تزداد في الفترات الأخيرة خاصة بعض الجرائم التي ارتكبها الكيان في عدوانه على لبنان عام ٢٠٠٦ والعدوانين الأخيرين على قطاع غزة في العام ٢٠٠٩ وتبعه في العام ٢٠١٤ إلى المنهجية المستمرة في احتلال الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات وطرد الفلسطينيين اصحاب الأرض وكان آخر كل ذلك حرق الرضيع الشهيد الذي أحدث ضجة محلية وعالمية دولية هزت المشاعر وأوضحت صورة الكيان الحقيقية ومن يقف خلفه من أنظمة داعمة. في المقابل فإن النهضة السياسية الشعبية الغربية اتجاه جرائم الكيان الإسرائيلي بدأت تترجم بشكل ملحوظ مؤخراً من خلال التظاهرات والإحتجاجات التي تشهدها عواصم الدول الغربية لا سيما الأوروبية منها وهو ما أقلق صانعي القرار في الكيان الاسرائيلي. 

 

من فلورنسا إلى لندن، تظاهرات ضد الكيان الاسرائيلي

آخر مسلسل هذه الإحتجاجات ما شهدته مدينة فلورنسا الإيطالية، جاءت هذه الإحتجاجات على خلفية زيارة لـ”بنيامين نتنياهو” رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي إلى المدينة بهدف لقاء رئيس الوزراء الإيطالي “ماتيو رينزي”. وخلال المسيرة طالب المحتجون بقطع العلاقات مع الكيان بكافة اشكاله، هذه المطالب جاءت متوافقة ومطالب المحتجين في العاصمة البريطانية لندن، حيث تواجه زيارة نتنياهو المرتقبة إلى لندن مشكلات كبيرة حيث مطالب شعبية ايضا بقطع العلاقات مع الكيان لوضع حد لإنتهاكاته واجرامه، كما وتطالب منظمات حقوقية بإلقاء القبض على نتنياهو وإحالته إلى المحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين في الحرب الأخيرة على غزة . وتجدر الإشارة إلى أن المحتجين نظموا عريضة توقيع لرفع دعوة قضائية ضد نتنياهو لمحاكمته، وقد وصل عدد الموقعين حتى الان إلى عشرات الآلاف وفي حال تجاوز عدد الموقعين ١٠٠ ألف، فإن القضية تحال إلى مجلس العموم البريطاني للمناقشة من قبل النواب وفقا للعرف القانوني المعمول به في بريطانيا . هذا وقد سبق هذه الإحتجاجات العديد من التظاهرات في العديد من العواصم الأوروبية لا سيما الألمانية. 

 

حملة مقاطعة، أزمة وجود

النهضة الفكرية السياسية الشعبية الغربية لا شك أن لها تأثيراً ضاغطاً في نهاية المطاف على التركيبات السياسية في دولهم، فبريطانيا مثلا والتي كانت الداعم الأول فيما مضى بل المخطط والمنفذ لخلق هذا الكيان نراه اليوم يواجه ضغوطا من قبل مؤسسات ومنظمات حقوقية وناشطين اعلاميين وسياسيين والذين بدورهم يعملون على احداث حركة قوية فاعلة اتجاه محاسبة الكيان، وبالتالي فهؤلاء جميعا لهم الدور في تشجيع مؤسسات كثيرة اقتصادية وفنية واعلامية وعلمية لمقاطعة الكيان الإسرائيلي، والعمل على عدم دعوته إلى أي نشاط والامتناع عن تقديم أي دعم له الإقتصادي منه والعسكري وغيرهما، والتوقف عن التبادل العلمي والأكاديمي والفني، والامتناع عن تسيير وتنظيم رحلات سياحية إلى المناطق التي تخضع لاحتلاله، والتوقف عن مختلف أشكال التعاون التي كانت بينهما طبيعية ونشطة. هذا الواقع يضع الكيان الاسرائيلي في أزمة وجود حقيقية، وتؤثر على كل القطاعات وعلى كافة الشرائح من التجار والمستوطنين والأساتذة والعمال، وتجعلهم يفكرون جديا حول مآلات الأمور ومدى تأثيرها على استمرارية كيانهم اللاشرعي.

هذه الحملات الغربية الشعبية لا سيما الأوروبية مؤشر على ان الفكر الإسرائيلي الإستعماري الذي احتل أرض فلسطين هو ليس مرفوضا فقط بين الشعوب الإسلامية والعربية، بل حتى بين شعوب الدول الداعمة والحامية والمغذية لفكر هذا الكيان. وهو ما يعطي مؤشراً واضحاً على أن هذا الكيان متجه لا محال للإنزواء أولا وضعف في بنيته بكافة الأبعاد الأمنية والسياسية والإقتصادية والهوية الوجودية المختلقة لتكون المحطة الأخيرة سقوطه وزواله. 

 

سقوط الصهيونية سقوط للمشروع الغربي الإستعماري والأنظمة المتهالكة

قام مشروع الكيان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بعد أن نهب الجزء الاكبر من أراضيها لهدف أساسي، وهو ضرب أي مشروع دولة قوية قادرة عزيزة أو جو ملائم للألفة والوحدة والتآخي بين شعوب المنطقة ليسهل على الغرب الإستعماري نهب ثروات وخيرات عالمنا الإسلامي والعربي، واليوم وبعد ان بدأت تظهر اولى بوادر الخلل في نشأة وبنية الكيان الإسرائيلي، فإن سقوط مشروعه يعني سقوط المشروع الغربي الإستعماري وسقوط الأنظمة العربية المستبدة التي استندت على الكيان والغرب في حفظ نفسها بوجه تطلعات الشعوب، وبالتالي سقوط كل المؤامرات والدسائس التي حيكت وتحاك لعالمنا الإسلامي والعربي. وأخيراً فإن هذا الكيان لن يكون له في المستقبل أي مكان عند الغرب، ومثل هكذا كلام لعله كان غريبا بعض الشيء قبل العام ٢٠٠٠، أما اليوم فبعد الإنتصارات المتتالية التي يحققها محور المقاومة بوجه الكيان الإسرائيلي ومشروعه المؤامراتي، فإن الكيان نفسه والشعوب الغربية بدأت تدرك شيئا فشيئا أن هذا الكيان المختلق ليس ثابت البنية والقوام، فهو متزلزل من داخله قبل أن يكون التزلزل قادماً من خارجه.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق