التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

إقليم كردستان العراق في نفق العلاقات مع الكيان الإسرائيلي 

أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أن المصدر الأساسي لنفط الكيان الإسرائيلي هو إقليم كردستان، وكشفت الصحيفة البريطانية أن أكثر من ٧٥% من الحاجات النفطية للكيان الإسرائيلي يتم تأمينها من نفط إقليم كردستان، وهذا الأمر ليس جديداً إذ أشارت مصادر في قطاع النفط العام الماضي أن مصافي نفط إسرائيلية انضمت إلى قائمة مشتري النفط الخام من إقليم كردستان، وما يبدو لافتاً هو تنامي الشراء الإسرائيلي لنفط الإقليم خلال الفترة السابقة. 

 

بيع النفط للكيان الإسرائيلي يتعدى كونه معاملة تجارية اقتصادية بحتة، فالكيان الإسرائيلي رد على ما كشفته صحيفة “فايننشال تايمز” بأنه يسعى إلى تدعيم اقتصاد الإقليم الكردي ليصبح أكثر قوة في وجه تنظيم داعش الإرهابي، واعتبرت صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من “بنيامين نتنياهو” أن استيراد النفط من إقليم كردستان يعدّ إسهاماً في محاربة الإرهاب، ولكن هذا الكلام لا يتعدى كونه وسيلةً للتبرير أمام الرأي العام، فتنظيم داعش الإرهابي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالموساد الإسرائيلي، وهذا ما كشفه “أدريان كابا”، عضو الحزب الحاكم بالبرلمان السويدي، إذ أكد “كابا” أن الكيان الإسرائيلي يدرب تنظيم داعش الإرهابي ويمده بالمال والعتاد، وهذا يكشف أن الكيان الإسرائيلي لا يهدف إلى محاربة الإرهاب بل له أهداف خفية أخرى، منها:

أولاً:

لا ينظر الكيان الإسرائيلي إلى شراء النفط من إقليم كردستان على أنها معاملة اقتصادية فقط، فهذه المعاملة تتيح للإقليم تلقي إيرادات مالية خارج ميزانية الحكومة المركزية في بغداد، الأمر الذي يشجع ويسهل انفصال الإقليم عن العراق، وبالتالي إعادة ترسيم حدود المنطقة بكاملها، وهذا ما يطمح إليه الکيان الإسرائيلي الساعي إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة ومتناحرة قائمة على أسس مذهبية وعرقية تعطي الشرعية لوجود هذا الكيان القائم على المذهبية والعنصرية، وتجعل منه الأقوى في المنطقة، كما أن الإسرائيليين يسعون إلى دفع الإقليم للانفصال بهدف قلب مجريات الأحداث في سوريا لصالحهم، فقادة الكيان يعتبرون أن انفصال الإقليم سيشجع الأكراد في سوريا على الانفصال، وبالتالي ستصبح الأرضية جاهزة لتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية وعرقية.

ثانياً:

يسعى الكيان الإسرائيلي إلى تقوية علاقاته مع من يعتبرهم على خلافٍ مع الدول العربية، وتتبع هذه الخطة الإسرائيلية استراتيجية “حلف الأطراف” التي طرحها “ديفيد بن غوريون”، أول رئيس وزراء إسرائيلي، والتي تعتمد مبدأ “عدو عدوي صديقي”، ومن خلال هذه الاستراتيجية يسعى الكيان الإسرائيلي إلى بناء تحالفات مع دول وحركات ومجموعات عرقية أو دينية كإقليم كردستان، وذلك لتوظيفها في خدمة المصالح الإسرائيلية، أي أن قادة الكيان الإسرائيلي يحاولون استخدام الأكراد لمحاربة الدول العربية والإسلامية المعادية للكيان الإسرائيلي، كإيران والعراق وسوريا، ولهذا على الأكراد أن لا يقدموا علاقاتهم مع جيرانهم ضحية علاقتهم مع الكيان الإسرائيلي، وخاصةً في الوقت الراهن، إذ أن الإقليم يحتاج إلى علاقات وطيدة مع جيرانه ليستطيع الصمود في وجه الجماعات التكفيرية.

ثالثاً:

محاولات التقرب الإسرائيلي من أكراد المنطقة عموماً، وإقليم كردستان العراق خصوصاً، يهدف إلى خدمة الإسرائيليين وليس الأكراد، فالكيان الإسرائيلي يعمل على تقوية علاقاته مع الإقليم بطريقة يصبح الإقليم فيها مرهوناً بالكيان الإسرائيلي، وهنا سيعمد هذا الكيان إلى توظيف الأكراد وتجنيدهم وفق المصالح الإسرائيلية، وسيكونون وقوداً للمشروع الإسرائيلي، ففي دراسة صادرة عن “مركز أورشليم لدراسات المجتمع والدولة”، يعتبر “جاك نريا”، العقيد السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أنه على صناع القرار في تل أبيب المسارعة إلى تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للأكراد لتحسين قدرة الكيان الإسرائيلي على مواجهة التحديات في المنطقة، ولتقليص الموارد الكبيرة التي توظّف لتحقيق المصالح الإسرائيلية.  

 

وخلاصة القول يرى الكيان الإسرائيلي في إقامة علاقاتٍ مع إقليم كردستان تحولاً استراتيجياً وجغرافياً كبيراً يصب في مصلحة الإسرائيليين ويخدم قضيتهم، ومن المؤكد أن استمرار العلاقات بين الطرفين أو تطورها سيؤدي إلى تدهور علاقة الإقليم مع دول الجوار والشعوب العربية والإسلامية وهذا لن يخدم المصلحة الكردية مطلقاً، لذلك يتوجب على الساسة الأكراد أن يكونوا حذرين وأن يقطعوا كامل علاقاتهم مع الإسرائيليين خدمةً للمصالح الكردية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق